جمهورية إدريس..مقال على عبد الرازق

جمهورية إدريس

الكاتب والمسرحي الذي ضل الطريق للطب”يوسف إدريس”

  •  

من مواليد 19 مايو 1927 وتوفى  1 أغسطس 1991 لا يمكن لنا ان نعبر ذكرى ميلاد يوسف إدريس دون أن نتوقف على جانب من مسيرته ..

ربما  ليس من السهولة بما كان أن تتحدث عن عميد القصة العربية وطبيبها النفسي الذي أدرك  كيف يصنع عالما خاصا له فى فن كتابة القصة   ..سيعتقد البعض أنى أغالى في قدره لكن حينما نقف على ما ترك لنا يوسف إدريس ندرك بما لا يدع  مجالا للشك أننا أمام عميد القصة ..

فقد ترك لنا  خمسة عشر مجموعة قصصية  وثمان روايات وثمان مسرحيات إلى جوارعدد  كبير من المقالات متنوعة المناحي بين السياسة والأدب والفكر

ربما لست بالجدارة التي تخول لي أن أتكلم عن التجربة الإبداعية عند إدريس  لكن سأتوقف معكم عند الأعمال السينمائية المأخوذة عن نصوص إدريس.

 متوقفا عند ظاهرة ربما…. دعوني أكون أكثر جرأة لأقول من الأكيد انك لن تجدها مثلها عند غيره ، مجموعة بيت من لحم المكونة من اثني عشر قصة تم تحويل ست قصص منها إلى أعمال سينمائية

سأتحدث  عن أربع منها .

كرسي الفرعون

 (فيلم قصير)

صدقوا أو لا تصدقوا ..يكفى أنى رايته وحادثته وقابلته وشاهدت الكرسي،فاعتبر أنى رأيت معجزة ،ولكن المعجزة الأكبر ،الكارثة ،أن لا الرجل ولا الكرسي ولا القصة كانت تستوقف أحدا من المارة في ميدان الأوبرا لحظتها ولا في شارع الجمهورية ولا في القاهرة أو ربما الدنيا كلها ..كرسي هائل تراه فتظن انه قادم من عالم آخر أو أقيم من اجل مهرجان..ضخم كأنه مؤسسة ..واسع القاعدة..ناعم،فرشه من جلد نمر ،ومسانده من الحرير

هكذا وصف يوسف إدريس الكرسي فى قصته حمال الكرسي ليتم من بعده طارق خليل في فيلمه كرسي الفرعون ما قال إدريس في هذا الحوار الساخر

–           ايه الكرسي دا ..دا حلو أوى

– دا حمل يا أبنى..أنا شايله على كتفي سنين ..وبدور على الإله امون علشان ينزل يقعد بقى ..خلاص انا تعبت

–           وانت بتدور على امون بتاعك دا من امتى يا حج ؟

-من اول النيل دا ما ابتدى يجرى ف الارض دى الإله آمون قلى  “يا شيال ارفع الحمل ..ومن ساعتها وأنا عمال ألف وأدور على الإله أمون علشان انزل الكرسي

–           يا نهار اسود ..يعنى أنت شايل الكرسي دا على دماغك من ساعتها ..ليه يا عم ؟! نزله،اكسره، احرقه، آنت مزهقتش ..متعبتش..الكراسى دى اتعملت  علشان نقعد عليها مش علشان نشيلها فوق دماغنا ..

الفراعين خلصوا خلاص ..هيجى اليوم وهقعد انت سامعنى هيجى اليوم وهقد

صوت نشرة الأخبار

“تلقى السيد الرئيس برقيات التهاني من ملوك و رؤساء  وقادة الدول العربية والإسلامية و الإفريقية يهنؤن سيادته بفترة رئاسة جديدة بعد منافسة شهد  العالم بأنها قمة في النزاهة والشفافية “

الفيلم فائز بجائرة أفضل فيلم ساخر لمهرجان الفيلم الأمريكي الدولي (AIFF)2010

ﺇﺧﺮاﺝ وسيناريو وحوار: طارق خليل

قصة  يوسف إدريس

بطولة : حسن عبد الفتاح و مجدي إدريس (حامل الكرسي)

اكبر الكبائر

 (فيلم قصير)

محمد فلاح من الذين يطلق عليهم نساء القرية الجدعان لا من الجدعنة ولكن من حداثة السن والعزوبية وخلو البال …يعمل بالغيطان ماهر في فلاحته حتى تكاد تراه هو وفأسه شئ واحد

يحتاج أثناء عمله لرشفة ماء تروى ارض شفاهه التي تشققت فيلجا لبيت الشيخ ليجد زوجته صابحة تؤدى الصلاة ،فيرقبها حتى تنهى صلاتها لتأذن له بالشرب ثم تطلب منه أن يملا الزير لها وقد رأت فيه من فتوة الشباب وترى جوعها لتلك الفتوة في ظل الزوج الذي أخذته الحضرة من البيت فتحاول أن تأخذ منه الجرة لتكمل ملئ الزير فيتماسا ،فينزاح ستر رأسها ،فيدرك فيها الشوق فيضمها فتتملص منه

وتقول :-اوعى بقى نقضت وضوئي يا آخى

لكنه شدد من التفاف ذراعه حولها فقالت :- لا لا  أنا في عرضك ..الشيخ زمانه جاى

فيرد بصوت مبحوح متحشرج كأنه صراخ داخلي ينبح من الأزل :- هو فين

:- زمانه بيصلى وجاى

:- امال ميته؟

:-بعد العشا

:- هو مش هيكون هنا؟

:- لا حداه الليلادى مولد

تبدءا بعد العشاء سهرتهم بالضم وصوت الحضرة ،بالشوق وهزة جسد الذاكرين ،بالسقوط فى حب الشاب وسقوط  الزوج فى حب الحضرة وإهمال البيت

مشاهد سريعة يصنع بها المخرج حالة من الصراع توهج العقل والقلب معا

من اخطأ الزوجة ؟الشيخ ؟الجدع ؟الحضرة ؟الشوق ؟

بطولة :-عبير الضمرانى (صابحة )/ مجدي عبد الظاهر (الشيخ)/مختار جوهر (الشاب محمد )

سيناريو وحوار :محمد ماهر

إخراج:  احمد عادل 

أضف تعليق