دكتور زيفاجو. بقلم: شريف الوكيل..

Doctor Zhivago

دكتور زيفاجو

يستند موضوعنا اليوم إلى رواية شهيرة وطويلة، للكاتب الروسي “بوريس باسترناك” كتبها عام ١٩٥٦، باسم {دكتور زيفاجو}  لكنها لم تنشر حتى عام ١٩٥٨، ويرجع ذلك بسبب منع سلطات الإتحاد السوفيتي في ذلك الوقت من نشرها… لمساسها بالنظام الشيوعي .

ولكن تم نشرها في الغرب بعد تهريبها بعيدا عن السلطات الروسية، حتى نالت جائزة نوبل في الأدب فى نفس عام نشرها، ويذكر أن كاتبها رفض إستلام هذه الجائزة وقد نجح المخرج الإنجليزي “ديفيد لين” فى تحويلها لفيلم عالمي نال شهرة واسعة فى كل أنحاء العالم تقريبا… ويعتبر أول محاولة شاملة من قبل الغرب لرواية قصة أكثر الأحداث تشنجًا في القرن ، وهي واحدة من أهم الأحداث في تاريخ الإنسان ، مع نتائجها التي لا تزال تتكشف وبقاياها – الثورة الروسية.  فيلم David Lean يفعل ذلك من منظور إنساني وفي مهرجان واسع ومشرق للحتمية التاريخية.  إن إنتاج “كارلوبونتي” لـصالح شركة مترو جولدن ماير،  هو صورة رائعة ورائعة للحرب والسلام ، على نطاق وطني ومُصغّر إلى المستوى الشخصي.  يحتوي على كل عنصر يحقق نجاحًا ساحقًا في شباك التذاكر على المدى الطويل.

فيلم دكتور زيفاجو يحتل المرتبة التاسعة والثلاثين ،في قائمة الأفلام الأمريكية لأفضل مئة فيلم، ويعد ثالث أفلام ديفيد لين، مع فيلمي لورنس العرب وجسر نهر كواي، وحصلت الأفلام الثلاثة على جوائز الأوسكار لأفضل فيلم …في الأساس قصة الفيلم عن الصدام بين الإنسان والدولة ، الفرد الثابت والمرن الذي يرفض أن يكون منقوشًا أو مسطحًا.  “الفرد لا يعني شيئًا ، أيها الرفيق” ، هذا ما قاله أحد المفوضين الجدد لزيفاجو ، في لحظة ولادة الثورة العنيفة… تسجل الصورة المحاولة السوفيتية لمحو الفرد ، وجعله جزءًا من آلة الدولة.

بطل القصة طبيب وشاعر… هذه هي مجالات القرار الفردي والخلق،  لا يجوز للطبيب اختيار مرضاه لمعتقداتهم السياسية،  قد يتألق الشاعر من أجل الدولة،  لكنه لن يكون الشعر والأغنية الواضحة للإنسان الذي لا يقهر.  قصة زيفاجو ، عن روسيا القيصرية من خلال كارثة دور روسيا في الحرب العالمية الأولى ، والإرهاب القاتل للدولة السوفيتية المبكرة إلى الفترة التي تليها ، عندما كانت الحكومة الآمنة قادرة على أن تكون أكثر إنسانية ، أو على أي حال ، أقل إنسانية  …  هذا ، على الأقل ، هو المنطلق، حيث  تغطي الصورة حوالي ثلاثون عامًا من التاريخ الروسي ، من ما قبل الثورة مباشرة إلى الثلاثينيات… إن باسترناك يعبث إلى حد ما بالتاريخ لإثبات وجهة نظره.

وزيفاجو ، الذي يلعبه عمر الشريف ، ليس إمبرياليًا ولا اشتراكيًا.  على الرغم من أنه تربى يتيما، فقد نشأ في منزل سعيد ومزدهر.  والديه بالتبني هما رالف ريتشاردسون وسيوبهان ماكينا.  وابنتهما جيرالدين شابلن ، تكبر معه، يكبرون ليحبوا بعضهم البعض ويتزوجون… يجب على زيفاجو أن يكون رجلاً خارج الاضطرابات الكبيرة ولكن ليس ببعيد عن أسبابها ونتائجها….  إن صفته الخاصة في إظهار التصوف لم تخدمه أبدًا بشكل أفضل، ولكنه لديه شفقة الطبيب وتعاطف الشاعر ، وجاذبية الرجل الوسيم للمرأة التي لا تقاوم.  تقدم  “جيرالدين شابلن”  بداية جذابة كزوجته الحلوة والبريئة،  إنها تشبه أبيها بشكل مذهل ، خاصة في ابتسامتها… لم يتم إشراكها  لإظهار المشاعر القوية، ولكن في حدود دورها ،كانت ساحرة.

 أما جولي كريستي ، بصفتها الطفلة المضطربة ، والتي يجب أن تواجه بعض أقسى مواقف الحياة وتحتفظ بنضارتها وجمالها الجوهريين ، فهي رائعة…  لقد أشارت  كريستي بالفعل إلى أنها واحدة من أهم نجوم السينما الشباب ، وهي تعزز هذا الموقف بهذه الصورة، إنها تقدم أداءً لا يمحى بصفتها الشابة التي ألهمت شعر زيفاجو ولمدى الحياة. 

دكتور زيفاجو ليس فيلما يحاول تقييم النظرية والممارسة الشيوعية في روسيا،  إنه يسجل الاضطهاد القيصري الذي أنتج الثورة.  ويشير إلى بعض المواقف التي أدت إلى الاستبداد السوفيتي،  في تعاملها مع روسيا الحديثة ، لا يبدو أنها “استفزازية” في المعجم السوفييتي.  لقد جعل سيناريو روبرت بولت لرواية بوريس باسترناك ، وتوجيه ديفيد لين لها ، المد والجزر السياسي لا يرحم… مثل المشهد الروسي الشاسع ، وطقسها المناخي لا يقل أهمية عن درجات الحرارة الأيديولوجية.

١يجد Lean شيئًا من نفس القيم المادية في Zhivago كما فعل في لورنس العرب.  يذهب هو ومصوره ، فريد أ. يونغ ، للحصول على بعض التأثيرات نفسها.  اللافت للنظر بشكل خاص هو الصور الهائلة لجبال الأورال المغطاة بالثلوج ؛  المستنقعات والبحيرات الجليدية التي لا تتبع مسارًا ؛  جمال الغابات والسهول في فصلي الربيع والصيف.  أنشأ مصمم الإنتاج “جون بوكس”قصص ​​بأمانة ركنًا في موسكو لأحداث المدينة ، من أجل الشعور بالحياة قبل الثورة ، مع ابتهاج الطبقة العليا واليأس من الطبقة الدنيا.

دكتور زيفاجو فيلم من الأفلام الملحمية الضخمة الإنتاج، فقد استطاع مخرجه الجمع بين قوة أداء ممثليه وسلاسة الحوار والديكورات الكبيرة الدقيقة التفاصيل مع الإخراج الفني المتقن والموسيقى التصويرية الرائعة…وكل هذه الخصائص أصبحت من العلامات المميزة لأفلام ديفيد لين، فقد تميز لين بصبره الذي لا ينفد في التعامل مع عوامل الطبيعة والأحوال الجوية، أثناء تصوير أفلامه، فنجد معظمها صورت في أماكن تكسوها الثلوج والبرد القارس وهذا فى فيلم زيفاجو… ومثالاً على الحرفية الرائعة وعلى الطراز القديم في خدمة رؤية رومانسية رصينة ، وعلى الرغم من أن الدراما التاريخية البارزة تتبخر بمجرد عودتك إلى الهواء الطلق، بعد الخروج من قاعة العرض، إلا أن مشاهدها لا يمكن أن تغادر ذهنك فترة من الوقت ، تأمل  على سبيل المثال ، اللقطة المبكرة للنجم الأحمر المتوهج فوق فتحة النفق المظلم حيث يدخل العمال ويخرجون.  ولقطة لطفل يحدق من خلال لوح بلوري بمخالب أغصان تنقر عليه.  وسلاح الفرسان يتهم المتظاهرين البلاشفة.  أو الطريقة التي تتحلل بها بلورات الثلج إلى أزهار ، وتذوب الزهرة في وجه لارا.

وأيضا فى حر الصحراء وعواصفها الرملية وقسوة طبيعتها، والركض فوق الرمال الكثيفة أثناء ركوب الجمال وصعوبة التعامل معها، كما فى فيلم لورنس العرب، والتصوير وسط الغابات والأحراش المتشابكة والغامضة، وهطول سيول الأمطار العنيفة المصاحبة لقسوة حراس معسكر الاعتقال بمصاحبة هراوتهم الغليظة وذلك في فيلم (جسر نهر كواي)…كما تميزت أفلام هذا المخرج بقوة السرد السينمائي ، مما جعله واحدا من أبرز مخرجي القرن العشرين .

وتمتد أحداث رواية دكتور زيفاجو على مدى عدة عقود ، وتقع هذه الأحداث قبل وأثناء وبعد الثورة البلشفية في روسيا، من خلال رؤية الطبيب الجراح يوري زيفاجو حيث تشتمل الرواية شأنها فى ذلك شأن الروايات الروسية التقليدية، على مجموعة كبيرة من الشخصيات والحبكات الفرعية التي تتشابك فى فيلمنا هذا…يتعقب الفيلم حياة الدكتور زيفاجو منذ طفولته مرورا بوفاة والدته، وتربيته وسط أسرة أرستقراطية، وتخرجه من كلية الطب، ليرتبط بقصة حب مع ابنة هذه الأسرة، ولكن تنقلب حياته بعد إندلاع الحرب العالمية الأولى، والثورة البلشيفية التي عصفت بروسيا…يتعرف زيفاجو على بطلة القصة لارا وتعمل ممرضة في جبهة سيبيريا، وقد كانت متزوجة منذ صباها من ضابط في الجيش، هجرها لينضم إلى الثورة البلشيفية ويصبح من قادتها .

تنشأ بين زيفاجو ولارا علاقة حب ملتهبة وعاصفة، التي تلهمه قرض الشعر فيكتب فيها أشعارٱ رائعة…يؤكد الكاتب بوريس باسترناك في روايته على مبادئ مثل أفضلية الفرد، على الدولة وتغلب أحاسيس القلب على العقل، ولم ترق هذه الأمور للسلطات السوفيتية ومبادئها الاشتراكية، والتي اعتبرت دكتور زيفاجو تحديٱ لها .

يتميز فيلم دكتور زيفاجو بالعديد من المقومات الفنية التي جعلته من أعظم ماقدمته السينما من الأفلام الملحمية، ليذكرنا بالفيلم الملحمي الكبير الخالد “ذهب مع الريح” تميز دكتور زيفاجو بقوة أداء ممثليه ، ومشاهده الفسيحة المثيرة، وكانت معظمها في أسبانيا وفنلندا وكندا، كما تميز بموسيقاه الجميلة الناعمة للموسيقار الكبير “موريس جار” .

تمكن المخرج  Lean من إعادة إنشاء مدينة موسكو وريفها في وقت الثورة الروسية ، باستخدام مواقع في إسبانيا وكندا (التي زودت المناظر الطبيعية الشاسعة بقطار صغير يشق طريقه عبرها).  لقد قبل التحدي المتمثل في وضع معظم المشاهد الرئيسية في فصل الشتاء ، مع كل الصعوبات المصاحبة لتصوير الثلج (المصطنع والحقيقي)…  هناك مشهدا يدخل فيها زيفاجو ولارا إلى أحد البيوت المهجورة ، يسبقهما الثلج والصقيع ، مما حوّل كل شيء إلى أرض الخيال الشتوية.  إنه مشهد بديع تفكر فيه، وفي نفس الوقت في زخرفة المجموعة الماهرة التي أبدعت هذه الديكورات المقنعة، وتلتقط أنفاسك في الجمال.

كما أضاف العالمي “عمر الشريف” أبعادٱ كثيرة لشخصية زيفاجو، ويعد أهم وأفضل أدواره السينمائية، شاركه مجموعة متميزة من الممثلين العالميين فى مقدمتهم جولي كريستي فى دور لارا وجيرالدين شابلن “ابنة الكوميدي العبقري شارلي شابلن” في دور زوجة زيفاجو، وأيضا رودستيجر ونجوم كثيرون غيرهم.

أول ساعتين من الفيلم الذي تبلغ مدته ٢٠٠ دقيقة هما الأفضل والأكثر شخصية،  يقدم رود ستيجر أحد عروض حياته المهنية من خلال شخصية “فيكتور كوماروفسكي” ، المستثمر والوغد الذي استباح امرأة أولاً ثم ابنتها لارا (جولي كريستي).  يجتمع زيفاجو (عمر الشريف) لأول مرة مع لارا في هذا الوقت ؛  إنه يحضر إلى فراش الأم ، ثم ينظر لاحقًا إلى أنها تدخل حفل زفاف وتطلق النار على كوماروفسكي ، ليكتسب رؤية سيحملها معه خلال زواجه من تونيا الموالية والثابتة (جيرالدين شابلن).

زيفاجو بادر بسؤال بارد لكوماروفسكي: “ماذا يحدث لفتاة مثل هذه عندما ينتهي معها رجل مثلك؟”  الجواب جاء أكثر برودة:  “أهديها لك – كهدية زفاف”.  يؤسس هذا الهوس الرومانسي لـزيفاجو  والذي يجد مبررًا أخلاقيًا عندما يلتقى مع لارا ، وهي الآن ممرضة ، وتتصرف بشكل بطولي في ساحة المعركة.  هناك إغراء للانغماس في المثالية لدرجة أننا ننسى أن روتين الطبيب والممرضة القديم هو لبنة بناء جليلة لأوبرا غرامية شاعرية.

عند مشاهدتى الفيلم للمرة الخامسة، لم يغب عن فكري المشهد الأخير الرائع والمثير للشفقة ، مع زيفاجو أثناء ركوبه عربة الترام في شوارع موسكو ، ليشاهد من خلال النافذة معشوقته لارا وقد أبدع فيها من قصائد الشعر ما يزيد…ينظر نحوها في ذهول وتوسل وصوت منقطع لايصل أبعد منه قليلا، ليسقط أرضا… في مشهد لا يغتفر، لتكتمل روعة أداء زيفاجو الشريف.

ولكن للأسف استقبل النقاد الفيلم عند عرضه، بمزيج من المدح والقدح والعبارات المؤلمة، رغم الشعبية الجماهيرية التي حققها الفيلم في دور السينما، مما جعل المخرج ديفيد لين أن يقرر ألا يخرج أفلاما بعده، لكنه تراجع عن ذلك وقدم للعالم فيلميه (ابنة رايان ثم الطريق إلى الهند) لتثبت الأيام وأعماله خطأ من هاجموا دكتور زيفاجو، والذي رسخ مكانته الفنية المرموقة وسط الأعمال المميزة الخالدة في السينما العالمية…قد تكون هذه الرواية بصفة خاصة، خاضت العديد من المناقشات الشرسة، بين القبول والرفض، من قبل بعض النظم الاشتراكية والرأسمالية، يقول الروائي الجزائري”واسيني الأعرج : ” إن الرواية، دخلت لعبة السياسة، بصفتها واحدة من أدوات الصراع الثقافي، التي بلغت ذروتها أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي والاشتراكي، في محاولة كل طرف إدانة الطرف الاخر، والتأثير في الرأي العام، إلي جانب الفن والميديا طبعا، وقد تبنت مؤسسات ثقافية كبيرة اعمالا أدبية وروجت لها، ليس لقيمتها الفنية الجمالية، وان كانت هذه موجودة، بل لثيمتها المختلفة، ومثال ذلك رواية (دكتور زيفاجو) للروائي الروسي الكبير باسترناك، التي حصلت المخابرات الأميركية على مخطوطتها بطريقة مثيرة، وطبعتها وروجت لها، قبل منح كاتبها جائزة نوبل، كونها انطوت على ثيمة مناوئة لثورة أكتوبر الاشتراكية. والأمر كذلك مع أعمال أدبية ومسرحية تتبادل الإدانة للطرفين، وفي كل الأحوال، لم يكن باسترناك يقصد بالضرورة إدانة ثورة أكتوبر، لكن الطرف الآخر أراد لها ذلك، مثلما أراد لأعمال أخرى، أو وقف خلف ظهورها، من خلال تكليف بعض الكتاب أو التلويح لهم بالجوائز التي تمسك السياسة بكواليسها وتوجهها” .

ورغم مأساوية بعض الأحداث التاريخية في الرواية، إلا أنها تحمل في طياتها احتفاء بالفن والحياة والحب…لتتحول بعد ذلك لعمل مسرحى عام ٢٠٠٦، وتعرض على مسارح”برودواي” لتحقق نجاحا غير مسبوق…وقال مخرجها “ديس ماكنوف” الحائز على جائزة توني: “قضينا وقتا طويلا جدا للتوصل إلى كيفية بناء القصة بطريقة لا تؤثر على قصة الحب، والتي تعد محور العمل أو الجانب الملحمي للقصة.

وقدم الممثل البريطاني “تام موتو” -في أول ظهور له في برودواي- دور زيفاجو الطبيب والشاعر المثالي المتزوج الممزق بين الاضطرابات المحيطة به وحبه لامرأة أخرى، هي لارا التي تؤدي دورها الممثلة “كيلي باريت”… تجلت رهبة تام موتو من الدور الذي قدمه عمر الشريف في الفيلم الأصلي عام ١٩٥٦، لكنه تفوق على نفسه قائلا إن شخصية زيفاجو غنية .

ويضيف: “هو في النهاية قصة خمسة أشخاص: ثلاثة رجال يقعون في حب امرأة واحدة وامرأتان مغرمتان بحب رجل واحد. هناك أبعاد كثيرة أخرى، لكن هذا هو محور العمل”.

ولد بوريس ليونيدوفيتش باسترناك عام ١٨٩٠ وتوفي عام ١٩٦٠، عرفه الغرب بروايته المؤثرة عن الإتحاد السوفيتي دكتور زيفاجو، لكنه أشتهر في بلاده كشاعر مرموق، وتعد مجموعة حياتي شقيقتي من أهم المجموعات الشعرية التي كتبت بالروسية في القرن العشرين، كما كتب أيضا كتاب ذكريات الصبا والشباب…يذكر أن باسترناك كان قد إعتذر عن قبول ترشحه لجائزة نوبل في الأدب، وذلك بعد ضغوط أحاطته من قبل النظام الشيوعي قائلا: من منطلق المعنى المضاف لهذا التكريم فى المجتمع الذي أنتمي إليه، لابد أن أمتنع عن قبول الجائزة غير المستحقة التي حصلت عليها.. فلا تتلقوا رفضي الطوعي بسوء نية … ورغم ذلك أجبرته السلطات الروسية إلى مغادرة البلاد، كما دعا البعض إلى نفيه من الإتحاد السوفيتي…مما جعله يكتب قصيدته التي تبدأ بجملة (أنا ضائع كوحش محبوس)

يقول فيها : “أية فظاعة أنا ارتكبتْ

أنا القاتل والشرير ؟على جَمال بلادي ،

أن يبكي العالمَ أجبرتْ ،لكن ، و أنا على حافة القبر ، واثقٌ أنه سيأتي زمن ينتصر فيه الخير

على الشر والضغينة” .

لكنه كان قد قرر بأنه لن يتراجع عن كلمة واحدة كتبها في دكتور زيفاجو .

 ليذيع صيت الرواية أرجاء العالم… ويفوز دكتور زيفاجو بأكثر من ٢٠ جائزة سينمائية دولية .

تبقى القول أن موسيقى موريس جار عبارة عن تفسير لحني لروح زيفاجو ، بينما يتأرجح الشاعر الطبيب من خلال اليأس والمأساة.  وعلى الرغم من الخلفية القاتمة والمليئة بالحزن ، يتمتع Zhivago بروح صاعدة لا يمكن إخمادها… دكتور زيفاجو هو أكثر من مجرد صورة متحركة بارعة.  إنها تجربة حياة.

(شريف الوكيل)

أضف تعليق