د رضا صالح وحوار مع الكاتب محمد الراوي

د رضا صالح
د. رضا صالح

ولد محمد الراوى فى 2 مارس عام 1941 بحى الأربعين بالسويس وبدأ مسيرته التعليمية بتلقى مبادىء النحو والصرف بالكتاب الملحق بمسجد مجاور لمنزله

اتجه من صغره إلى عشق القراءة والكتابة ؛ وكتابة القصة القصيرة خصوصا تلك التى لها صلة بمدينته وحياة أبنائها؛ وكانت قصته الحياة هى أول قصة نشرت له بمجلة القصة؛ عاش ستة وسبعين عاما أنتج فيها ما يقارب مائة قصة ورواية .

كانت صداقته مع ضياء الشرقاوى أثناء فترة التهجير هى المحفز الأول له على خوضه واستمراه فى حرفة الأدب؛ وقد ساعده ضياء فى التعرف على مشاهير القصة والرواية فى الستينات والسبعينات

وكتب صديقه محمد جبريل مقالة عنه فى جريدة المساء قال فيها:( لأنه لم يكن يغادر مدينته إلا نادرا؛ فقد كنت أقود سيارتى إلى السويس لألتقيه فى بيته أو جالسا على مقهى قرب البحر؛ يأخذنا النقاش إلى ما قبل المساء فأعود إلى القاهرة؛ كانت الساعات القليلة التى فى صحبة محمد الراوى تعميقا لمعنى الأخوة والصداقة والمؤانسة؛ أعرفه منذ الستينات؛لا أذكر لقاءنا الاول؛ لكننى أمسكت بطرف الخيط الذى جمعنى والراوى وضياء الشرقاوى فلم أفلته؛ وجدت فيه مثالا للصداقة فى أجمل تجلياتها.

وقد حظى الراوى بإجماع المثقفين المصريين والعرب بدراسة أعماله وحرص على الصداقة دون التقيد بالمكانة؛ ويكمل محمد جيريل قائلا..قدم لى نسخة من رواية البرتو مورافيا (أنا وهو)؛ قال لم أفهم سبب مصادرة هذه الرواية؛ حديثها عن الجنس؟  ولكنك لا تجد فيها عبارة نابية؛

أشرت إلى أن غيابى عن السويس ربما يطول؛ فقال لى هى لك؛ فقد قرأتها؛ عرفت أن ذلك ما كان يفعله الراوى مع أصدقاءه وتلاميذه؛ فالكتاب الذى يقرأه كان يمنحه لمن يرى أنه سيستفيد منه.

لم تكن إقامته فى السويس تكاسلا ولا ابتعادا عن زحام القاهرة أو عزوفا عن صخبها؛ لكنه كان يرى فى إقامة المثقف داخل مدينته ضرورة لإثراء البيئة وتطويرها؛ يقضى وقته بين المقهى وقصر الثقافة؛ يلتقى الأدباء وينصت إليهم؛ يبدأ  الحوار ليشمل قضايا عامة..وهكذا  ..إلى آخر المقال)26-2-2017

هناك عدد من المواقع الالكترونية التى أشارت إلى رحيل محمد الراوى مثل موقع الطريق الذى كتب يقول

(عقد الطيبين بنفرط؛ محمد الراوى يرحل بسحابة سوداء تخيم على سماء المحروسة)

ويعد الراوى أحد تلاميذ نجيب محفوظ؛ كما اشتهر منذ سن مبكرة بحفظه للحكايات الأسطورية القديمة ؛ وكان يسجل كل ما يسمعه؛ كما عرف بين زملائه بلقب (العجوز)حيث كان يتمتع بالقدرة على سرد الحكايات رغم صغر سنه.

أرسله والده عام 1958 للدراسة بكلية التجارة جامعة عين شمس؛ وإرضاء لوالده استمر فى دراسته وتخرج منها عام 1964

ترك الراوى مايقرب من مائة قصة أهمها :

سحابة سوداء- الإتجاه نحو الظل- التى نشرت فى مجلة الموقف السورى فى يوليو 1974- دائرة الدم-الطيور الشاحبة- كما كتب السرير- المطر –الشمع.

كما نشرت له بعض القصص والروايات على حلقات منها ” التحولات” و”الدهليز” فى عدد من الصحف العربية بالاضافة إلى” للفرح عمر قصير”  و”الرجل والموت”  وتعتبر الزهرة الصخرية وحارس البحر وتل القلزم ونحو الليل عبر النهار من مؤلفاته الهامة فى مسيرته الأدبية.

ومن أعماله:

الحياة (وهى أول قصة نشرت له فى مجلة القصة)

سحابة سوداء

دائرة الدم

الطيور الشاحبة

الاتجاه نحو الظل

صوت الصمت

الثمار

المستنقع

مسافة السقوط

اشكالية الأشياء المجهولة

الحصان الأسود

الأبيض والأصفر

المطر

الشمعة

زوج من البط البرى

السرير

دليل الليل

وقد أجريت هذا الحوار مع الأديب محمد الراوي

–  أستاذ محمد ؛ ماذا عن الميلاد والمنشأ؟ 

– ولدت فى مدينة السويس أثناء الحرب العالمية الثانية ؛ وكان والدى قد نزح من الصعيد من محافظة قنا و هو صغير وجاء هنا ليعمل بالتجارة ، واشترى بيتا صغيرا واستمرت الحياة ..

– نتكلم عن رحلتك مع الأدب ، وإنتاجك الادبى ؟

– بدأت الكتابة فى منتصف الستينيات ، وعندما جاءت نكسة  67 كانت دافعا لى أن اكتب عن هذه الحرب ؛ وكان نصيبها من الكتابة ثلاثة أعمال هى :

الركض تحت الشمس ، ونشرتها على نفقتى فى القاهرة عام ….1969

ثم رواية عبر الليل نحو النهار ؛ وكانت أول طبعة لها فى سوريا ( اتحاد الكتاب السورى )ثم أعيد طبعها فى التسعينيات فى الهيئة المصرية العامة للكتاب

اما الكتاب الثالث رواية الرجل والموت؛  ونشرت لأول مرة فى سوريا أيضا فى مجلة الموقف الادبى السورية ثم نشرت بعد ذلك فى مصر

كتبت رواية الزهرة الصخرية وقد رشحت للترجمة لاحدى اللغات الأجنبية ،ضمن مجموعة أعمال لكتاب مصريين  بمشروع الترجمة الذى يقوم به اتحاد الكتاب المصرى بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب

وكتبت أيضا رواية تل القلزم ..

حصلت على جائزة التمايز فى مطلع عام 2009 وذلك عن مجمل تاريخى الادبى طوال 40 عاما بالرغم من اصرارى على التواجد داخل مدينتى السويس ، ومن ضمن حيثيات تكريمى بالجائزة أننى أستطعت أن أؤكد أن الأديب من الممكن أن يؤدى دوره وأن يذاع صيته بالرغم من كونه بعيدا عن مركز الدائرة .

– نعرف عنك شغفك بالموسيقى ..

– تعرفت على أحد الموسيقيين فى القاهرة وبدأت فى حب الموسيقى الكلاسيك كنت أستمع فى منزله على المعزوفات الموسيقية لأعمال كبار الموسيقيين أمثال بيتهوفن وموتزار وشوبان ورحمانينوف وباخ وفاجنر وبيزيه  وغيرهم ؛ ثم بدأت فى اقتناء هذه الاعمال من مكتبة الشرق بشارع سليمان بالقاهرة ، كان ذلك أيام التهجير بعد حرب 67

– نعرف أن لك ندوات خاصة للاستماع للموسيقى الكلاسيك ، ما الذى حفزك على ذلك ؟

– كانت رغبة قوية منى أن يتعرف الأدباء وغيرهم على الموسيقى الكلاسيك وتذوقها ؛ لأن الموسيقى ذات أهمية كبرى للمبدع ؛ سواء كان شاعرا أو كاتبا مسرحيا أو قصصيا ؛ حيث أن الهارمونى الموسيقى يؤثر على إمكانيات الكاتب ويدفعه إلى إثراء كتاباته من حيث اللغة والأسلوب والتعبير ؛ بشرط توافر الموهبة والاطلاع بالطبع.

– أين نشرت أعمالك؟

– نشرت أعمالى فى مصر وسوريا وليبيا والعراق وتونس والإمارات والمغرب وأستراليا أيضا !

نشرت لى مجلة الموقف الادبى السورية عام 1978 رواية الرجل والموت وكان أول نشر لها ثم نشرت فى مصر بعد سنوات .

نشر لى كاتب سورى اسمه جورج سالم رواية (عبر الليل نحو النهار) وقد أرسل لى بالبريد نسخة من المجلة التى نشرت فيها ، وحدثت بعدها مراسلات بيننا ؛ هناك كاتب ايطالى  يهوى الولوج الى متاهات النفس الانسانية اسمه  ديبو بوتزاتى. ترجم له جورج سالم مجموعة قصصية تحت اسم ( النغم المتصاعد)  ، و أرسل لى الترجمة ، بعدها بزمن قليل تلقيت خطابا من زوجته تخبرنى فيه بوفاة  جورج سالم ، كتبت مقدمة للمجموعة ، ونشرتها فى سلسلة  آفاق عالمية  عام 2004 تحت نفس الاسم ( النغم المتصاعد )

نشرت لى مجلة شئون أدبية تصدر فى الإمارات قصة المتربص عام 1992

مجلة الإتحاف العراقية عام 1996 بانوراما عن جيل من أدباء مصر شعرا ونثرا

مجلة الحياة الثقافية-  تونس – نشرت لى عام 1998 قصة حارس البحر .

 مجلة طبيبك الخاص عام 1998نشرت موضوع القبلة دفء وحنان

عام 1999 قراءة فى رواية الوشم لعبد الرحمن محمد الربيعى

نشرت عام 2002فى مجلة (ضفاف) باستراليا مقالا يعتبر أوسع انطولوجيا للقصة التونسية القصيرة

مجلة عمان نشرت عام 2003موضوع دراسة عن رواية الزهرة الصخرية ، بقلم شوقى بدر يوسف المصرى .

مجلة سطور الأدبية نشرت لى عام 2005 دراسة  عن الدكتور نعيم عطية سيرة ونقدا .

حوليات كلية الآداب الكويتية على غلافها رسالة خطية من دكتور عبد الغفار مكاوى إلى الراوى ….

وقد تسبب لى النشر خارج البلاد فى أكثر من سابقة مع أمن الدولة ، أيام السادات حدث خلاف بين مصر وليبيا تقريبا فى عام 1978 ؛  ولهذا حكاية ؛كنت قد نشرت عملا لى هناك ، وتم تحويل مبلغ مكافأة من المجلة،فوجدت استدعاء للاستفسار عن سبب تحويل هذا المبلغ لى؛  فأحضرت لهم المجلات الأدبية المنشور فيها الأعمال الادبية ؛ وأخلوا ساحتى .

مرة أخرى كانت سيارة بيجو 305 بيضاء تعمل فى السفارة الاسرائيلية بالمعادى ، حدث لها حادث ، وكانت لى سيارة بنفس المواصفات ، فاستدعيت لهذا السبب ….

البرج ..هل تعتقد فى الأبراج؟

الحوت .. ولدت فى برج الحوت ، يوم 3 مارس ، أحيانا ألجا غلى الأبراج أثناء مرورى بحالات نفسية معينة ، أحاول احيانا أن أطابق ما أشعر به بما يقوله البرج ، والأبراج لها علم خاص بها ويوضح السمات التى يتميز بها كل برج على حده

لغز الموت ..

صرت لا أخشى الموت ، امامى قائمة طويلة ، تزداد يوما بعد يوم  بها الأصدقاء الراحلين ؛ وأنا أتحدث فقط عن الذين عايشتهم وعايشونى ؛ وأقول لنفسى أحيانا : وهل أنا سوى راحل مثلهم ؟

نحن مجرد أجزاء من هذا الكون الفسيح ، ونخضع لنظامه الدقيق ؛ والكون فى حالة حركة دائمة ،والنجوم فى حالة حركة دائمة ، تماما كما نحن.

***  

رضا صالح-نوفمبر 2009

فكرة واحدة بشأن "د رضا صالح وحوار مع الكاتب محمد الراوي"

أضف تعليق