كنت فارساً ،وترجلت لما قتلت جوادي حين صهل ، وعلم أعدائي موضعي ، دعيني أبكي جوادي الذى خانني ، وصهل .
أذهب حين تغيب الشمس ،متوكئا علي عصاى التي لم أعد أهش بها علي أحد لحظة غضبي ، وليس لي فيها سوى مأرب واحد ،أتساند عليها لتسندني ، وما جئت لأجلس علي المقهي الذى لم تعد مقاعده من سعف ،إلاّ لألقاها ، تتمايل بضفيرتها ، وأنا أجالسني واجتر، فيؤلمني رقصي علي ما مضي ، فأكتبها حكايات وروحي تحترق كما فتيل القنديل ،انير وانير قبل أن أنطفأ ، وترتاح عصاى مني.
أغني اجترارًاً،وألحاني أنتِ أنا ، أدق ناقوس الوقت وحوريات الليل يبكينني ،ويبكين أجسادهن اللاتي لم أخط عليهن خطا ،والتصقت بقلبكِ ، وتحصنت بحضنكِ ،أقلب البومات مُخيلتي لأستعيدني من أزمنة مضت ،فلا أجد سوى صورتكِ محتضنة كراساتكِ علي صدركِ وضفيرتك تتراقص علي ظهركِ ، فأغفو علي كرسي السعف ،أغفو علي هوى السنين .بعدما انسربت فحولة الوقت ولم يعد الناقوس يدق فاتشمم رائحة العشب الذى بللته ، ولم يبق لي سوى اجترار .. سوي اجترار .
حان وقت اللقاءفي السيئات والحسنات، وقصتي لم تكتمل ، لما حبستني جنية الكلمات ومنعت عني المدد وقالت :-“ياسيد الكلمات التي لم تقل ،قل في عينيَّ ولا تجتر ذكرياتك ،فلقد جئتك من كل الجهات ،سأسجنك في حروفك المنثورة فلا تقدر علي نسجها كلمات ومعان ، وا اسفي عليك،فلقد ابيضت عيناك من الحزن قبل أن تقول كلماتك التي لم تقلها ، ،أبكي فلست وحدك من بكي .”.
– اجيريني وبوحي ،اجيبيني هل سكن جسدى النسيان،حين ادرككِ نسياني ، اجيريني لتدركني الكلمات فاصير صرخة في ضلوعك ، قولي لي كيف نسمي لقاءنا لقاءً ونحن بعده نفترق، وما ابيضت عيناي إلاَّ من فراقك،ولا اسألكِ عن الأسباب فاسئلتي مذبوحة علي مذبح شفتيكِ ،اجمعي حروفي،تزيني بها عقداً لجيدكِ أو قرطاً ،واسمعيني هسيس روحك فيعيدني لنول الحروف ، فقد سئمت كرسي السعف ،وسئمت ذاكرتي المثقوبة ،وليس لي غيركِ اجيريني لاشبُك وردتي بشعركِ فينفتح بابك الموصد وأنسل من فرجته .
-:”وا اسفي عليك، لن امنحك أكثر مما منحتك إياه ، تستحلبه كلما جلست علي كرسي السعف بعدما ذبلت ورداتك التي اهديتها للعابرات ،وما اكتفيت بطيبي يفوح عبقه فيك ، فتنجب كلماتك التي عجزت عن إنجابها بدوني ،و ما اكتفيت بي !!أنا جنيتك فالزمني طوعاً أكفيك .”.
– فلمن أجئ بالوردة سيدتي ،لمن ؟ وأنا ما فعلت شيئاً يباعدكِ عني ،أنتِ أنتِ ـ وأنا أنا أدق ناقوس الكلمات كلما أتت حوريات الليل ليجلسن معي ويرتشفن دموع اشتياقي لكِ ،أعيدى لي حمحماتي وصهيلي ،فقد قتلت جوادي حين خان ،وأنا لم اخنكِ لتهجريني بعدما صرفتِ حوريات الليل عني وصرت موقوفاً عليكِ ،ليس غيركِ،اجيريني وبوحي هل سكن جسمي النسيان حين ادرككِ نسياني ،اجيريني وانطقيني،فأشبك وردتي علي صدركِ وينفتح بابك الموصد وانسل من فرجة التمني حاملاً الوردة السؤال .
لمن أجئ بالوردة ؟
” لا تبكي طفلي ، لا تبكي فأنا التي دللتك، ضع الوردة علي صدرى ،ضعها ، ولا تبتعد عن مداري فتهجرك كلماتي ،ضعها ينفتح بابي ،ومن فرجته ادخل وخذ كنزى “.