أرشيف الأوسمة: الجثة

جثمان في مقبرة المُخيِّلة….طارق إمام

قراءة في” موسيقى لليلة قصيرة” لحاتم حافظ           

حاتم حافظ
موسيقى لليلة قصيرة

في أحد نصوص المجموعة القصصية الأحدث لحاتم حافظ «موسيقى لليلة قصيرة»، (دار روافد، القاهرة) يعثر كاتبٌ على جثة في منزله. إنها تلويحةٌ مقصودة لمسرحية يوجين يونسكو «أميديه»، غير أن مجموعة حاتم حافظ بأكملها تبدو تلويحة للعبث واللامعقول: تلويحة استقبال وليس توديع، ترفعها يدٌ مرحبة نحو جثمان هائل يتمدد حيث يقطن كاتب المجموعة نفسه، موزَّعاً على أركان القصص والأقاصيص الأربعة والعشرين التي تؤلف هذا الكتاب. وسواء نبع ذلك العبث من أشد لحظات الحياة اليومية مواتاً وعادية، أو من أحلام النوم واليقظة على حد سواء، فإنه يسيل تحت جلد جميع النصوص ليمنحها دماءها الفنية وقوامها الرؤيوي. عبثٌ كالطوفان، قادرٌ على الولوج من كافة الفَرجات المتاحة في واقعٍ مثقوب الأبواب لذوات تقطن عراء العالم.

استمر في القراءة جثمان في مقبرة المُخيِّلة….طارق إمام

محمد سالم عبادة وقراءة فى ” موسيقى لليلة قصيرة ” لحاتم حافظ

received_962306994519104
موسيقى لليلة قصيرة

في مقدمة كتابها المؤسِّس (الميتا-سَرد: النظرية والتطبيق في الأدب الواعي بذاته) تقول (پاتريشيا ووه): “بشكلٍ ما، يتّكئُ الميتا-سرد على نسخةٍ من مبدأ عدم التأكُّد لهايزنبرغ، فحواها أنّه بالنسبة لأصغر الوحدات البنائية المكوِّنة للمادة، تتسبب كلّ محاولةٍ للرصد في اضطرابٍ ما في طبيعة المرصود”. وبالتالي فإنه لا يمكن التحقق من وجود عالَمٍ موضوعيٍّ مفارقٍ لعين الراصد.

     هذا ما يتجلى في المستوى الأعقد من السّرد في هذه المجموعة القصصية التي بين أيدينا. المجموعة هي الثانية لمؤلفها (حاتم حافظ) والتاسعة بين إصداراته المتنوعة بين الرواية والقصة والمسرحية والمقالات البحثية. وليكون كلامنا مفهومًا عن مستوىً ما من السرد فعلينا أولاً أن نبدأ من حيث انتهت قراءة المجموعة: السرد هنا يتحقق في ثلاثة مستويات. أبسطها هو مستوى الواقع، وفوقه مستوى الحلم، وفوق الاثنين – وربما في مكانٍ محايدٍ يراهما معًا ويسخر منهما ومن العالَم ومن السرد نفسه- مستوى الكتابة!

استمر في القراءة محمد سالم عبادة وقراءة فى ” موسيقى لليلة قصيرة ” لحاتم حافظ