أرشيف الأوسمة: قباري البدري

محمد الراوي ملف خاص (إعداد قلوب ملؤها المحبة )

شكر وتقدير

كل الشكر للأستاذ أنور فتح الباب لحرصه الكبير على إعداد مواد هذا الملف وللقلوب المحبة للكاتب الكبير محمد الراوي ممن شاركونا بشهاداتهم ومقالاتهم  وننوه دائما أن ملفاتنا قيد التعديل والإضافة لتكون مادة ثرية لحفظ الذاكرة

مع تحياتي مرفت يس

 كل تجربة أخوضها في إعداد ملف من ملفات الموقع   أمر بتجربة نفسية مؤلمة في أغلب الأحيان متأثرة بما قرأته ؛ ذلك الألم لايمحوه إلا منحة الفوز باكتشاف معلومة جديدة و الاستماع بشغف لحكاية ممتعة ، يرويها لي عمنا سيد الوكيل عن صاحب الملف تلك الحكايات التي يقتطف منها القليل ليكون فاتحة الكلام

سيد الوكيل فاتحة الكلام

الراوي الذي أعرفه

كتاب الملف

تعريف بالكاتب محمد الراوي

محمد الراوي في دائرة الضوء

شهادات

سيد الوكيل يكتب

قبلة الراوي …سيد الوكيل

أنور فتح الباب يكتب

محمد الراوي …… رجل بقلب يسع العالم :

حاتم مرعي

محمد الراوي ..صانع أساطير السويس : حاتم مرعي

مقالات

الوقوف علي أعتاب الزهرة الصخرية لمحمد الراوي..بقلم ياسر محمود محمد

راوي السويس..قراءة في عالم محمد الراوي بقلم / قباري البدري

المكان /البطل في “تل القلزم” لمحمد الراوي : ياسر محمود محمد

جدلية الجسد والمكان والموت في رواية ” تل القلزم ” لمحمد الراوي بقلم : حسن غريب أحمد

عبرالليل نحو النهار(الحرب والموت وجماليات المكان وتداخل الزمان) : أنور فتح لباب

حوارات

د رضا صالح وحوار مع الكاتب محمد الراوي

من إبداعات الراوي

رواية وردة راعية الغنم …محمد الراوي

رواية الزهرة الصخرية ..للكاتب محمد الراوي

راوي السويس..قراءة في عالم محمد الراوي بقلم / قباري البدري

    ـ  بما أن الأدب نشاط لغوي فلنبدأ بتناول أدب الراوي و ( شخصيته ) أيضا من هذا المنطلق الأولي  : أنشطة اللغة الإنسانية ، وهي على التوالي : الاستماع ـ الكلام ( التحدث ) ـ القراءة ـ الكتابة .

   والحق أن كل المتصلين بالراوي اتصالا من قريب يستطيع تلمس هذه المناشط بجلاء في حركته الأدبية والحياتية ـ بما أن الأدب كان حياة الراوي ، وقد حمل اسمه نصيبا من نشاطه العملي وعطائه ( في القص والرواية )   .

  أولا : السمع : فبدءا من مطلع حياته الطفولية الحافلة بالطبع ـ كما كان يحكي ـ بقصص الجدة والأم والنساء المقيمات ، وكل من امتلك في بيئته حاسة القص والحكي .

   ولكن الاستماع اتخذ مجرى آخر في تطور حياته ونضج إدراكه . فنمت تلك الحاسة مع نموه الثقافي ليظل متمرسا بالاستماع للموسيقى الكلاسيكية ، مقتنيا لأدواتها ( الجرامفون والاسطوانات ) . بل تمادى في هذا العشق ، فأورثه رهافة للأصوات والإيقاعات انعكست على كتابته وإبداعه ، ليعطي كل كلمة  حقها ونصيبها في موقعها من العبارة ، مصيخا السمع منتبها للكلمات الدالة والملفتة ـ ليس في الشعر بطبيعة الحال فقط  ، بل في القص النثري أيضا ـ

   وعلى الصعيد الشخصي واصل الراوي لعدة سنوات سنة ثقافية حميدة ـ حرمنا منها في السويس بعد ذلك ـ ألا وهي عقد جلسات  استماع موسيقى منتظمة كل أسبوع ، نصغي مع شرحه الحماسي لإحدى سيمفونيات بيتهوفن أو تشايكوفسكي أو كورساكوف أو مقاطع / رباعيات لباخ أو موتسارت .

    واستمر لعدة سنوات يدأب على تلك العادة , يحمل من بيته الجرامفون والاسطوانات ، وهو أمر لم يكن هينا مع كبر حجم هذه الأدوات وحساسيته ، وحرصه عليه وحدبه بها .

    أما تجلي هذا الملمح ( الموسيقى والسماع ) في كتابته ـ فهو أمر واضح للعين القارئة ولو قراءة سريعة ، فالتفاته للأصوات واضح في سرده ، بل يحتل مساحات واسعة من إدر ااك الشخصية الروائية ( إسماعيل في الزهرة الصخرية عندما نزل في الكوخ تمهيدا لصعوده للجبل في رحلة الكشف التي عاينها وعاشها ) : بل الأصوات  توجه حلمه ، أصوات الشارع الذي يذكره ، أصوات السابلة ورواد المقهي ولاعبي النرد .

   ومن البين في عدة قصص هذا التضمين والإيراد المباشر للموسيقى في حياة شخوصه الفنية ، ولكن في سياق مقنع وليس مفتعلا .

   ثانيا : الكلام ( التحدث ) : حاضر في نشاط الراوي وحياته الخصبة ، من خلال الندوات والمؤتمرات الثقافية ( أدباء الأقاليم رغم نفوره من هذا التعبير التصنيفي الجائر ) . ولكن ولعه بالتواصل والاتصال مع الناس دفعه دائما للانخراط  في أي فعالية أو نشاط عام (ثقافي ) بشكل عام ـ أدبي بشكل خاص : يقبل بكل تواضع ، يجلس منصتا للمحاضر مبديا إعجابه وانبهاره بكل معلومة أو فائدة معرفية .

      ولكنه عندما ينطلق في الحديث ( الأدبي خاصة ) ـ تتلبسه حالة خاصة من الجدية ( الغريبة) ، والتركيز الذهني والاستطراد والإسهاب ، فيصير من العسير إيقاف انطلاقه في التحليل والتفنيد ، و الوقوف على متابعاته للحياة الثقافية داخل وخارج مصر . و حتى في جلساته الخاصة يواصل التحدث بصبر ودأب عن نتاجات القصاصين الآخرين ، وجديدهم باعتناء واهتمام … وتغيض معالم هذا الجد عندما يخوض متحدثه في أي  مجال آخر غير ثقافي جاد ( سياسة واقتصاد  أو اي أمور حياتية ولو كانت معيشية ضرورية ) ، فعندئذ  تنفجر شهية التهكم والمرح  ، وتفكيك الموضوع المطروح وتمييعه ، والتهوين من شأنه .

أما  مجال السرد ( القصص) ، فلا يتركه للنشاط الشفاهي ، ولايجعله عرضة للتحدث ، فالتحدث للثقافة  ، أما القص فله الكتابة ، لدرجة أن من يسمعه لا يظنه قاصا . بل يحار في تخصصه ، او يظنه ناقدا أو محررا ثقافيا .

ثالثا : القراءة 

 فهي ديدن الراوي ومحور حياته ، لدرجة أن من الممكن لأي سارد لسيرة محمد الراوي أن يفرد مجلدا لتناول هذه العلاقة الحميمة بين محمد الراوي والكتب ، والمطبوعات بشكل عام : علاقة ممتدة عبر عقود من المعاناة والبحث والترتيب والتنسيق والانتقاء ، والتواصل أيضا ـ مع الاتحادات الثقافية العربية والمثقفين المصريين في شتى محافظات مصر بالمراسلة والسفر .

وكل من يعرف الراوي  يلمس هذا الشغف بالكتب وجديدها ، الأمر الذي تجسد في مكتبة نادرة ـ لا أظنها في مكان آخر بالسويس على الأقل ، لا من حيث ضخامتها و وفرة ما تحويه من كتب ـ بل من حيث تنوعها ونظامها وندرة مابها وحسن اختيار موادها .. فهي تجسيد لهذا النهم والغرام بالمعرفة .

استمر في القراءة راوي السويس..قراءة في عالم محمد الراوي بقلم / قباري البدري