أرشيف الأوسمة: وجوه تشبهني

جدي ..قصة :هناء جوده

كعادته فى الأيام الصيفية يفترش الحصيرة الواسعة أمام البيت بعد صلاة العصر، نتحلق حوله أنا وأخوتي و أبناء عمي وأطفال الحارة، يحفظنا القرآن، و يحكى لنا عن الجنة و النار، عن ملائكة وفاكهة الجنة وحلواها، وأشياء يسافر معها العقل إلى هناااك، كيسه القماش مملوء دوما بالأطعمة والحلوى يجلبها معه من المدينة فى طريق عودته للبيت، يمنحها للأكثر حفظاً وتجويداً من بيننا، يثنى الصبية على الفاكهة؛ فيردد:

استمر في القراءة جدي ..قصة :هناء جوده

أصداء الذات وفنيات السرد في “وجوه تشبهني “للكاتبة :هناء جودة

أشرف عكاشة*

الكاتبة هناء جودة

تمهيد:

حين الحديث عن العلاقة بين المبدع والنص علينا ألا نتجاهل أهمية التجارب الذاتية في إثراء العمل الإبداعي، وهذه التجـارب لا تبرر للمبدع فرض رأيه وفكره فيما يتعارض مع قدرة شخصيته القصصية على استيعاب وتمثل هذا الرأي أو الفكر، لأن العديد من العوامـل هي التي تحـدد هذه القـدرة على الاستيعاب والتمثل، وبغياب هذه العوامل تصبح تلك القدرة مفقودة، والتناقض واضحاً بين الشخصية وسلوكها المحتمل والمتوقع. إن إدراك توازن العلاقة بني المبدع والنص يقودنا إلى شيء من التسليم بأن هذه العلاقة طبيعية وغير متنافرة، إذا تقيدت بتلك الضوابط الخفية التي أشرنا إليها آنفاً، أما القول بانعدام العلاقة بين المبدع والنص، كما يزعم المنادون بموت المؤلف، فإنه قول يتجاهل مجمل المعطيات التي تحيل النص من مجرد فكرة هلامية، إلى كائن يتنامى حتى يبلغ أوج نضجه، وهكذا يكون الحال بالنسبة للجزئيات التي يتكـون منها النص في نهاية الأمر.
هناك نوع من القصص القصيرة التي تفـلت مـن البيئة الـواقعية إلى بيئة (فتنازية) يحاول فيها المبدع تحقيق ذاته في أجواء لا يستطيعها في الواقع المعاش، فإذا هذه (الفنتازيا) بيئة يمارس فيها المبدع انطواءه، وتذمره من الواقع، واحتجاجه على الكثير من الأوضاع القاهرة والسائدة في المجتمع، فهو يسعى إلى تحقيق رغباته في بيئة لا تنطبق عليها مظاهر أو شروط الواقع المعاش، ومع ذلك لا يمكن أن ننكر أنها بيئة صالحة للعمل الإبداعي، إذا توفرت لدى المبدع إمكانيات وأدوات تمكنه من أداء مهمته الإبداعية بالشكل والمضمون المناسبين، خاصة إذا سلمنا بأن المبدع والفنان عموماً ذو شخصية تتمتع بحواس وإمكانيات للإدراك فريدة من نوعها، تؤدي به إلى الالتزام بموقف لا يهتم بقبول أو رفض الآخرين له.
ونحن نذهب إلى ما ذهب إليه أ- سيد الوكيل في كتابه (أفضية الذات : قراءة فى اتجاهات السرد القصصى) من أن القصة القصيرة، وعلى مدى نصف قرن، ظلت أسيرة الهم السياسى شأنها شأن سائر الفنون الأدبية الأخرى، غير أن القصة القصيرة، نجحت فى مراوغة النمطية السياسية، بفضل طاقتها الثقافية التى جعلتها فناً لانوعياً منذ نشأتها ، وقابلا للتجاوب مع أداءات مختلفة من التعبير الجمالى التى ينتجها الإنسان فى ممارساته اليومية، ومن ثم فإن القصة أقدر الفنون تعبيراً عن مفردات الحياة اليومية بفضل مساحات التعبير الحر التى تمنحها للذات الساردة. 1

استمر في القراءة أصداء الذات وفنيات السرد في “وجوه تشبهني “للكاتبة :هناء جودة