الكشوفات – الكشف الثاني والثلاثون ” المجهول ” – مصطفى يونس

خيل لي يوماً أن أحدهم قائم على قمة تل مرتفع ينادى فى الناس حتى تجمهروا عند السفح بالعشرات، وإذا بصوت يسأله …
– هل أتى ؟
أجاب الرجل أن : لا …
– ربما أتى بعد مائة عام …. عودوا بعد مائة عام .
ويتفرق الجمع وعلى وجوههم خيبة يمازجها زهر الأمل الذابل .

وتمر الأعوام المائة …
فيعود الناس ليجتمعوا عند التل بالمئات ، وقد تغيرت أشكالهم وهيئاتهم ، ويسألون الرجل القائم على القمة ….
– هل أتى ؟
ويجيب الرجل أن : لا ……
ربما بعد ألف عام . عودوا بعد ألف عام

وتمر الأعوام الألف ..
يعود الناس ليجتمعون عند السفح بالآلاف ، وقد بدا عليهم الكثير من التحول والتبدل فى الأشكال والأحوال ، ولكنهم لا يجدون صاحب القمة ، فتتفشى بينهم الأسئلة حتى ينادى فيهم بأنه قد مات عشرات السنين ، فما يكون منهم إلا إن يتخيروا أخر من بينهم ، فيتسلق إلي القمة التل ، ويتطلع إلي الأفق حوله وسط ترقب الجميع ، ويسأل سائل …..
– هل أتى ؟
فيجيب الرجل أن : لا …….
-ربما بعد مائة عام أخري . لتعودوا بعد مائة عام
ويتفرق الجمع، وعلى الوجوه خيبة تمتزج بأمل أزلي ……

أضف تعليق