الجمعية …قصة: حلمي محمد القاعود

منامات الشيخوخة

رأيتهم في منامي يجلسون على المنصة. أصواتهم الخشنة تعلو. نبت لكل منهم قرنان وتحولت وجوههم إلى ملامح بقريّة مستطيلة. سمعت النعير يتردّد وهم يتناقشون ويتجادلون. آه .. إننا في اجتماع الجمعية العمومية. امتلأت المقاعد من حولي برءوس خرفان وماعز وبقر مسلول، تنبعث من الأفواه أصوات تتقاطع مع أصوات الجالسين على المنصة.

–        جدول الأعمال يا حضرات !

دق المنصة بقبضته. ازداد الصخب، وضاع نعيره في الهواء :

–        البند الأول :  المصادقة على ميزانية العام الماضي .

لم يستجب أحد واشتد النعير الذي تحول إلى عواء.

بنفاد صبر قال الرئيس :

–        حضرات السادة سأرفع الجلسة إن لم تتوقف الجلبة!

كان هناك فحل بقريّ يملأ القاعة بنعيره الحاد. ضاع صوته في زحام الأصوات، ولكني ميزت بعض كلامه عن اللائحة والقانون والمعاشات ..

نظرت إلى يميني وجدت صديقي ياسين الفيل. قمت لأتكلم وأحاول المساعدة في استعادة النظام . لكن ياسين جذبني لأجلس، وهمس في أذني :

–        لا تتعب نفسك، هم  اعتادوا ذلك. كل منهم يبحث عن مصلحته فيصيح بأعلى صوته.

ثم دعاني للنهوض ومغادرة المكان.

مشيت على كوبري أبو العلا. شاهدت فريد شوقي يقبض على سعاد حسني كي لا تلقي نفسها في النهر هربا من زيجة فاشلة في فيلم قديم ..

تلفتّ لم أجد “ياسين”. ذهب وتركني. أشرت إلى حافلة صغيرة لأذهب إلى باب الحديد وأعود إلى قريتي. لم تتوقف الحافلة. قلت أمضي على قدمي حتى تلحقني حافلة أخرى.. مضيت في الزحام، واستيقظت لأجد مجلدا كنت أطالع فيه قبل النوم مفتوحا على وجهي !  

فكرة واحدة بشأن "الجمعية …قصة: حلمي محمد القاعود"

أضف تعليق