مجال الهوية معالجة معرفية لسرد محسن الغمري

مجال الهوية

معالجة معرفية لسرد محسن الغمري

كتب سيد محمد السيد

    السرد عند محسن الغمري هو اختيار وجود.

    لقد اعتاد أديبنا محسن الغمري الحياة فوق السحاب، فكان صعبا عليه أن يهبط إلى العالم الأرضي دون أن يعيد صياغة مشروعه المستقبلي من خلال وثبة إدراكية يحاول بها أن يجد العالم الموازي للتحليق، ونال غايته في مجال الإبداع السردي الذي اتخذته موهبته مجالا لهوية حيوية، هوية تتحقق حين تقوم بتسكين مادة الذاكرة في التكوين القصصي، بعد معالجة شعورية تدرك قوانين الجمال. إن الفن السردي – في القصة والرواية على حد سواء – استوعب طاقة التحليق عند كاتبنا محسن الغمري، ومنحه عالما موازيا لذلك العالم الذي عاشه في متون الطائرات.

    منح السرد محسن الغمري فضاء  بلا حدود كي يقوم بتشكيل الصور التي استخلصها خياله من شريط الرحلات، فيضع عليها لمسة جمالية تكسبها وجودا في المرجعية الإبداعية –  المضافة لمدركات خبراتنا – كتذكرة طيران دائمة متجددة، تجمع بين دفتي غلاف بلون السحب، هوية مشتركة بين المبدع مدير الضيافة الجوية والقارئ الضيف الصديق المرتحل في أجواء الحكايات، لقد قرر المضيف الجوي أن يستقبل السائحين في أفقه الخاص، وأن يبني لهم من حين لآخر مدينة جديدة لا تقل زيارتها روعة عن مطالعة معالم إحدى المدن الجميلة التي يسعد الناس بالحصول على تأشيرة دخولها، فها هو ذا يصحبهم في مدنه السردية.

    من هذا المنظور كان اختيار الغمري لفن السرد قرارا بمواصلة مشروع وجوده الذي تبلور في مجال الطيران، وكان السرد هو الفضاء الذي يماثل التحليق في الطبقات العليا التي عاش الرجل فيها، ملتمسا في وجوه الغرباء ملامح الإنسان عبر الألسن والألوان، ومن المؤكد أن الشغف بالإبداع كان هاجسا يعايشه الغمري دائما، فالاختيار اكتشاف لإمكانات الذات، بالإضافة إلى ذلك أتيحت للغمري فرصة عرض محاولاته على كثير من النقاد والمبدعين الذين تأسست علاقة صداقة بينه وبينهم من اللقاء في الفضاء الحقيقي، فأفاد من خبراتهم، وتأكد من استقبال وجهات نظرهم – لما سطره في أوراقه – أنه بالفعل يستكمل مشروعا لا ينفصل عن رحلته الفضائية، وأن الزمان لم يقطع طريق أمسه عن غده. 

    اتجه الغمري بإرادة واعية إلى الفن السردي في القصة والرواية، بعد قراءة تاريخه الشخصي، وتكوينه النفسي، ومعاينة خبراته في تحقيق التآلف القولي بين الواقع والمتخيل، أدرك أن الإبداع تحليق جديد، وهو على يقين أن عالم الأدب يتيح له أن ينظر إلى التجربة الإنسانية بتلك العين التي تميزه، العين التي تقترب وتبتعد وهي تمر على شريط الرؤية، أو حين يفتح مغارة الذاكرة ليحلل محتوياتها الدرامية التي شارك فيها أو كان شاهدا عليها، وما أكثر ما يشاهده من كانت رحلات الطيران بالنسبة إليه عملا يوميا، يتعامل فيه مع جنسيات من الأمم كافة، وأنماط من الناس تختلف مواقفهم تجاه الظاهرة الواحدة، وهذا نموذج فذ لتعدد وجهات النظر في عالم السرديات.

    سيفيد الغمري من نسق وحدة الدال وتعدد المفاهيم في بنيات قصصه، كانت القصص بالنسبة إليه رحلات طيران روحية تمسّك بها المضيف الجوي الذي لا يريد أن يكتفي بحياة أرضية تقليدية بعد أن يترك المهنة، لقد أيقن أن وجوده في السرد هو التواصل الجمالي لمشروع الذات الذي بدأ من الوعي بالكلمة في المدرسة الأولى، للوعي بفعل النماء في دراسته للزراعة، لتأمل الأنماط البشرية المتنوعة مثلها مثل الأشجار والزهور في لقاءات عابرة بقارات العالم، تجمعها الغربة في لحظات بلا أقنعة.

    عالم الغمري تشكل من استقبال الذاكرة البصرية لألوان الخريطة الكونية، وإحاطته الإدراكية بصور البشر مع وحدة النسق الباحث عن الجمال والحرية، وسعي الناس على اختلاف مذاهبهم للهبوط في أودية العمران، والعودة لفردوس الأوطان، تذكّرك أجواء سرد الغمري بالأديب الطيار أنطوان دو سانت إكزوبيري صاحب “الأمير الصغير” المغامر في ممرات التخيّل، و”أرض البشر” الجامعة للغرباء. 

    كانت هناك الرحلة الإبداعية التي قرر الغمري أن يخوضها وهو يحمل حقيبة ذكريات ناطقة بالحكايات، ويمكن أن تعد قصة “النطاطين” بمجموعته القصصية الأولى القفز فوق السحاب ( طبعة أولى – المصرية السعودية 2007 – طبعة ثانية – قباء الحديثة 2008 )  صورة شعورية لموقفه الواعي الذي أدرك ضرورة البحث عن الكون الآخر الذي يستوعب توهجه النفسي بعد رحلة العمر المهنية الجوية، اصبح الإبداع القصصي والروائي هو المجال الذي يحتوي تطلعاته الروحية في أفق تمتد فيه رؤيته بحثا عن الإنسانية المثالية الذي ظل يجوب العالم لاكتشافها.

    وربما يمنحنا الغمري بتجربته الثنائية – العمل في حقل الطيران/ الانتقال إلى التأليف الأدبي –  استعارة لمفهوم الإبداع بوصفه رحلة ارتفاع، تتطلب النظر للداول من مجال خارجي، لقراءة دراما الحياة، من زاوية تسمح بالرؤية الصافية، زاوية تلتقي بالعابرين لتنطبع فيها لحظات وجودهم التي يمكن أن يحلل المبدع من خلالها هوياتهم الروحية والذهنية، هذه الاستعارة المفاهيمية تفيد في تصوّر العملية الإبداعية بوضعها في سياق تماثلي مع عملية التحليق، يصبح المجال الذهني للمبدع طائرة، تحمل الكلمات والمواقف والنماذج البشرية من سياقات مرجعية، وخبرات يومية، وتأملات ذهنية إلى مجال مغاير تسقط فيه الألفة التقليدية، وتحل محلها دهشة الفضول المعرفي الذي يلتقط التفاصيل الدقيقة، ويضع لها التعبيرات الناطقة بحمولتها المتوارية في الألفة الصامتة. 

    والتعبير الوصفي الذي نحدده، ليكون علامة رمزية للهوية السردية التي تؤطر شخصية محسن الغمري، هو أنه طائر السرد العربي، ليس لعمله في حقل الطيران، قبل أن يستقبله مطار الإبداع الأدبي فقط، وإنما للمكونات الجمالية والفكرية التي يمكن استخلاصها من خطابه السردي في القصة القصيرة والرواية، ومن أهمها شعرية أسلوبه بخاصة الوصفي لجماليات الأماكن، التي يرسمها بدقة صاحب العدسة، موظّفا المجاز ليضيف إلى السياق ما يصاحب شخصياتها من أحوال شعورية، واستخدامه الرمز الذي ينقل الجمل التعبيرية في الخطاب من تكوينات التشكيل التصويري في المتخيل الدرامي إلى مرجعية قضايا الواقع المتصل يميراث حضاري، عن طريق إشارات تفتح طرق التأويل، ونزعته الرومانسية التي تتخذ من حقل العاطفة محورا دراميا للإخفاق والتحقق، بقدر ما تجعل المرأة معادلا دراميا للحياة التي تشقي وتمنع أو تسعد وتمنح، بالإضافة إلى حضور شخصية المبدع في أعماله بدرجة تضع صورته أمام القارئ مثلما يحدث في تقاليد إنتاج القصيدة بين المبدع والمتلقي، أو مثل حضور المخرج في بعض مشاهده السينمائية.

    اختار الغمري أن يستحضر عالم مهنة المضيف الجوي التي صاحبته على مدى أعوام طويلة، بعد تخرجه في كلية الزراعة عام 1974م، وكانت المهنة بالتأكيد ملهمة له في دخول مدينة السرد، إنه يحمل جواز مرور فيه خصوصية تميّزه، لم يضع الغمري سنوات الطيران جانبا، ولم يكن يستطيع ذلك، إن أكثر من ثلاثين عاما لابد أن تصبغ حياة الأديب بلون تشبّعت به حواسه، تلك الحواس التي تفاعلت مع تجارب الصعود والهبوط، وحضور الذات وسط متغيّرات الكون، وفروق التوقيت، وإيقاع اللغات، وتعدد المرئيات، لقد عاش في مهنته سنوات تتجاوز أعوام التكوين قبلها، من مولده في 29 نوفمبر عام 1950م، وهو تاريخ مهم في تشكيل ملامحه الفكرية الواعية بالتاريخ، وخبراته الجمالية التي يغلب عليها شعرية الأداء التعبيري.

    تاريخ ميلاد محسن الغمري يوضح لنا أنه عاصر زمن الحلم القومي، وانكسار النكسة، ويقظة الاستنزاف، وعبور الهزيمة، وانحسار المد الاشتراكي، وشراهة الانفتاح المادية بما جلبته من متغيرات في منظومة القيم المجتمعية، وفي الوقت نفسه، كان الشاب المصري يطالع أصداء التيارات العالمية التي تدشن للحريات، وتطالب بتجديد أساليب إدارة الحياة، وانتقال المقاليد لجيل جديد، والنظر إلى الوراء بغضب كما هو الحال في جيل الصارخين و”البيتلز” ومسرح أوسبورن، وحركة الشباب الفرنسي في نهاية الستينيات وانتقالها إلى مصر في مطلع السبعينيات، وتلك النزعة العالمية لتحرير الروح البشري بالفنون التي تنطق بالإنسانية وتتوجّه إليها. 

    انطلاقا من مجموعته القصصية الأولى “القفز فوق السحاب” وضع محسن الغمري حجر الأساس في مشروع هوية سردية تصل بين الذات والإبداع، فاختيار العنوان علامة دالة على مجال هوية لشخصية تنتمي إلى عالم الطيران، مما يعني أن الغمري أديب قرر أن يدخل عالم السرد من خلال فضائه المهني الخاص، ذاك الفضاء الذي أصبح مؤشرا لمقصدية الحركة تجاه الارتفاع، والتحليق نحو رؤية أكثر وضوحا، بالإضافة إلى ما يتصل بالأجواء المهنية من أفضية بينية، ونماذج إنسانية، وثقافات متعددة، وحكايات الغربة، والثنائيات الدرامية المتصلة بموضوع الرحلة مثل الخروج والعودة، والدهشة والألفة، والثبات والتغير، وما تطرحه تجربة الرحلة من مساحة لمعالجة أسئلة شعورية وذهنية، هذه المجالات تعد أطر المحتوى الفكري الذي يستخلصه القارئ من عنوان العمل السردي الأول للأديب العربي المصري محسن الغمري، ويستمر ذاك الخيط في أعماله كافة كنهر يجري بلا موانع.

إن محاولة الغمري استخدام تقنيات تعبيرية تقوم بعمليّات الموازنة والمقارنة، بدأت في قصصه القصيرة،  وهذا ما وضح في قصص “صورة وسبعة أطر” و”الانتظار” و”وحواء وأربعة وجوه”  بمجموعته “فاطمة وبلانش” – ط 1 الدار للنشر 2008 – ط 2 الدلتا 2018 – جائزة اتحاد الكتاب 2012 – في تلك المجموعة مارس الغمري كتابة القصة التي تتشكل من متواليات سردية دقيقة موجزة، كل متوالية ترسم موقفا، والمواقف تجمعها فكرة كلية، وعن طريق العنوان، والراوي، والخيط الفكري، والخط الدرامي، يتصيد الخطاب القصصي التشابه والاختلاف بين الحالات المتنوّعة لظاهرة واحدة، ويضع أمام خبرات القارئ الجمالية والمعرفية مادة درامية تصويرية، لإدراك المفارقات، أو لتحليل جزئيات المفهوم الواحد.

    يمكن أن نرى في المتواليات السردية التي مارسها محسن الغمري وهو يكتب قصصه القصيرة، محاولة تمهيدية لتصور العالم الروائي الذي يقوم على التعدد والتنوع، كانت بعض القصص القصيرة تدريبات حدسية جمالية لمقاربة الرواية، وفي الوقت نفسه كان ظهور مجموعة فاطمة وبلانش علامة لتقارب في الرؤية بين محسن الغمري والأديب مكاوي سعيد (1956- 2017م) فاتجه الغمري إلى الرواية النقدية للتاريخ المعاصر في “ربما ذات يوم” مقتنصا الشخصية المأساوية التي تضغط عليها متقلبات الخريطة الحضارية، إنه يكتب تاريخا للبطل المضاد، أو البطل الظل، الذي يسقط في متواليات الإخفاق، لكنه يتوقع الوصول. 

    تعكس رواية “ربما ذات يوم” – ط أولى – إيزيس 2011 – ط 2 – أروقة 2014 – ط 3 دلتا 2017 – ط 4 أروقة 2020 –  نزعة الغمري التي تشربت من تلك الأجواء، وهو يمثل وجدان المثقف العربي في مصر بخاصة حين كان طالبا جامعيا في النصف الأول من سبعينيات القرن العشرين، وقتها كان الطالب المصري يحلم بالحياة العالمية، ويراسل أبناء جيله عبر القارات، ويسافر في الإجازات الصيفية للعمل كي يكتسب سمات الإنسان الكوني، ويرسخ حريته الاقتصادية، ويطالع الثقافات بين أهلها.

    يمكن للقارئ أن يرى جيل الغمري في رواية “ربما ذات يوم” فالمؤلف يعبّر عن ذاك الجيل الذي صاغ تصوراته المعرفية بصدد العالم في مرحلة الشباب بنزعة قوية للحرية، ثم ضغطت عليه المتغيرات الحضارية ليجد نفسه في مفارقة بين ما كان يريد وما أحاط به، وقد انتهى محسن الغمري من كتابة تلك الرواية بالفعل قبيل يناير 2011 ويشير عنوانها “ربما ذات يوم” للأمل الذي احتفظ به جيل نشأ في سياق أحلام كبرى، فاستمد – ذاك الجيل – من عصر التكوين، بمحليته وعالميته، ثقة في إمكان تحقيق الذات بالتفاعل مع الحاضر واستشراف المستقبل، على نحو ما تصور وهو يضع خطط  مشروع وجوده – وهو يبني قصر أشواقه – وقت خروجه من الطفولة، في ستينيات القرن العشرين.

    من عالم الطيران يكتب محسن الغمري رواية “حكاية قبل الموت” – ط أولى – دلتا 2017- ط 2 أروقة 2020- وتعد رواية “حكاية قبل الموت” مرثية صادقة لزملاء افتقدهم في مأساة واقعية لسقوط طائرة في تسعينيات القرن العشرين، وهي نص مشحون بمشاعر الشجن التي يعايشها المصاحب لأجواء الفضاء وهو يرى القصص حوله تنمو من علاقات التواصل والانفصال بين لقاء ووداع، وأحلام الشخصيات تتأرجح بين صعود وهبوط، والسرد يعبّر عن ذاك العالم بخبرة الراوي الذي أمضى عمره في متابعة الأشواق الطائرة.

    يواصل محسن الغمري الإفادة من محصول الطيران في رواية “وثبات طويلة عالية” – ط أولى – أروقة 2019- وفيها يعالج المؤلف قضية تحقيق الوجود عن طريق الحب والإبداع، إن “وثبات طويلة عالية” تندرج في أدب المقاومة، الشخصية المحورية تتجاوز المرض والفشل الاجتماعي والتقاعد المهني بالبحث عن صيغة حياة جديدة، وثبة تصل الماضي بالمستقبل، تتلمس العالم الموازي الذي ظلت تختزنه في الوعي العميق، عالم الكتابة، وتبحث عن صحبة تتفهم تصورها المطبوع في أبجدية الإبداع، هذا التوجّه لا يساعد على تحقيق الوجود الفردي فقط بل هو خط يمكن أن يقارب مفهوم تحقيق وحدة الهوية العربية التي تتخذ من الالتقاء العاطفي المدعم بالثقافة مجالا للتحقق.   

    ولاشك أن أجواء السرد العربي كانت تحتاج إلى تجارب الغمري وخبراته المهنية التي يمكن  أن يفيد منها في صياغة إبداع قصصي وروائي منفتح على العالم بلا افتعال، فالأديب لديه رصيده الكبير من المشاهدات التي تسمح له بتصوير الإنسان عبر الأمكنة، وفي وقت لاحق عبر الأزمنة حين كتب في مجال الرواية التاريخية “أفندينا” (ط1 – أروقة 2021) متناولا شخصية عباس الأول، ثالث حكام أسرة محمد علي في مصر، والخبرة المعرفية للغمري بالنماذج البشرية انعكست في محاولته إقامة علاقة المقارنة بين ثلاثة أنماط فكرية مختلفة هي عباس المنطوي القلق المحافظ، وجده محمد علي المؤسس القوي الذي قفز بمصر إلى أفق العصر الحديث، وعمه إبراهيم البارع في إدراة معارك والده. رواية “أفندينا” لمحسن الغمري رحلة معرفية إلى زمن أسقطه التاريخ المدرسي والإعلامي من الذاكرة الحضارية، فكان على المؤلف أن يقيم جسرا لاستعادة التكوين المعرفي انطلاقا من وعي ناضج يبحث عن الماضي في صندوق الذكريات، بنية أ”فندينا” تتخذ شكل الرواية داخل الرواية فتؤسس لعلاقة ترابط زمني دائري يبدأ من الحاضر ويعود إليه، ويكتسب السرد استراتيجية العمل البحثي لسد الفجوة المعرفية، وتؤدي “تيمة” العثور على مذكرات شخصية من قلب الأجواء التي عاشت فيها الشخصية دور القصة الداخلية التي تحتويها قصة إطارية عن قيمة الصداقة في الرحلة المعرفية.

    عالم محسن الغمري نابع من استقراء خبرات المجال الجوي الذي حلّق فيه المؤلف كثيرا، واستطاع أن ينتقل من فضاء واقعي إلى فضاء متخيّل، وأن يستبطن ملامح هويته الروحية من تفاعله مع واقعه، فأسس في السرد العربي هوية إبداعية خاصة لعالم متعدد الأجواء، قلبه المصري يجمع الغرباء في ألفة، وفي الوقت نفسه يدرك أن مفتاح هويته هو الانتماء للبيت العربي الكبير.    

أضف تعليق