د. رمضان بسطاويسي
(1)
![](https://sadazakera.wordpress.com/wp-content/uploads/2022/10/ikd987d986d8af.jpg?w=604)
تقدم هذه النصوص لسيد الوكيل رؤية مغايرة لطبيعة القـص التقليدي، حيث لا نجـد القـص تعبيرا عن رؤى ذاتية تبحث عن المغزى والدلالة من خلال الحكي، وإنما هي نصوص أشبه بالمرايا المتجاورة (مع الاعتذار لألتوسير وجابر عصفور)… التي تعكس الرؤية الكلية للعـالم ، فالذات ليست سجينة أسرهـا الخـاص، وإنما هي منفتحة على العـالم، تقدم لنـا ما تراه من شخوص وعلاقـات وتفاصيل صغيرة في حياة البشر.
هذه الشخوص والعلاقات والتفاصيل تجسد رؤيـة أحـد أبنـاء جيـل الثمانينات للعالم المحيط به، وكيف أنـه أصبح يعي أن الذات المبدعة هي حواس متفتحة، تكتشف، وتعكس جدلية الوعي والتـاريخ، الذات والعـالم، متخلصا من كل ما يعوق أي نص من إسهاب وتداخلات ، وإنمـا يقدم نصوصا مكثفة، تشبه الجسد الحي الذي لا نستطيع أن نقتطع منه جزءا، وإنمـا وحـدة عضوية بين أجزائه المختلفة، ولذلك جاءت النصوص قصيرة غاية القصر، ورغم قصرها فهي غنية برؤاهـا التي يقدمها من خلال لغـة تشف، ولا تحضر حضورا مستقلا.
أما أنهـا تشبه المرايا المتجاورة، فهذه النصوص لها سمات عديدة منهـا أن هذه النصوص باتساع الموضوعات والشخصيات التي تتناولها لا، تزعم أن أي منهـا يملك الحقيقة على نحو ما ، ولكن تجاور كل الشخصيات والعلاقات والتفاصيل تساهم في تقديم رؤية سيد الوكيل على نحو ما عبر عنـه ألتوسير، حين بين أن الحقيقة هي عبارة عن مرايا متكسرة. وتقـوم الذات الفاعلة أو المبدعة بجمع شظايا الزجاج بجانب بعضها البعض، هذا الجمع والترتيب، يعكس رؤية الذات المبدعة للحقيقة، وكل منا يرتب مراياه وفق ما يرى، وما يدرك، وما تنفتح عليه حواسـه. ولذلك فإن هذه النصوص لا تعتمد على المفارقة، أو المغزى كبنـاء تشكيلي للنصوص وإنما يقدم العالم كما يراه، وفي تجـاور النصوص كما في تجاور المرايا، نستطيع أن نقرأ ونرى رؤيـة لهذا القصد الإبداعي، على النحو الذي يفهمـه سيد الوكيل.
وتنقسم المجموعة القصصية إلى ثلاث أقسام رئيسية:
استمر في القراءة مـوت الأسطورة وانكشاف المواجهــة، في أيام هند لسيد الوكيل