أرشيف الأوسمة: سعاد العتابي

الزيات مدرسة ورسالة/ سمير نـدا/ 9 يناير 1964.

  قدمتها/ سعاد العتابي.. نقلا عن موقع آرشيف  الشارخ

   تربع المنهاج القديم التقليدي على عرض الأدب حتى مطلع هذا القرن، فطبعه بطابع التطرف والتأنق وقيده بأغلال أصول فنية نخرة كأعجاز نخل خاوية، وعلى نفس الدرب التطوري الذي سلكته آداب الغرب في القرنين السابع عشر والثامن عشر درج أدب الشرق، فما كانت الرومانتيكية ردا منطقيا على الكلاسيكية هناك، ظهرت عندنا طائفة تنسل إلى حيث الجمال والعاطفة والخيال، وتنكر على القدامى تجمدهم وتخلفهم، وتسعى طاهرة الخطوات حثيثة الخطوات تفتح آفاقا جديدة في تاريخ الأدب العربي، وكان الزيات واحدا من هذا الرعيل الذي واعد قدر أمته على مشارف نور فجرها فكان بعضا من هذا النور. وإن كان الزيات ينتمي إلى طائفة الرومانتيكين العرب _إن جاز أن نسميهم بذلك_، ألا أنه أكثر اعتدالا واتزانا من غيره، فقد اتصل بأسباب الأدب العربي القديم في غير ما تعصب ولا تشدد، وعكف على مناهل الفكر الغربي دون ما إسراف أو تبذل، أما الذين استهوتهم بهرجة الفرنس والأفرنج أصبحوا كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

الكاتب أحمد حسن الزيات
  وقد بدأ الزيات جهاده الأدبي والفكري قبل أكثر من نصف قرن، فعمل بمجلة الجديد التي كان يصدرها محمد حسني المرصفي، ثم انتقل إلى زميلتها السفور واتصل جهاده بجهاد مصطفى عبد الرازق ومحمد تيمور ومحمد فريد أبو حديد، كان ذلك وقت اشتغاله بالتعليم وفي نفس الحقبة توفر على تصنيف _تاريخ الأدب العربي_ فكان هذا الكتاب المناشئة والحاذقة على السواء ملاذا يلاذ به وحمى يحتميّ فيه وكعبة تشد إليها الرجال وأن المرء ليلمح في ثنايا هذا السفر الجلي أمانة المؤرخ ودقة الباحث وأصالة المفكر وإبداع الأديب. ثم اقتحم أدب الغرب ليعود بخلاصته وعصارته فترجم عام 1920 آلام فارتر لجيته وفي عام 1925 ترجم روفائيل للامارتين. واعتبرت ترجمته لهاتين الدرتين خلقا جديدا لهما وبلغ بذلك أرفع مستويات الأديب الذي يصفه ا. س . مونتجيو بأنه “… هذا المستوى الرائع من التكوين الانفعالي لصور الأشياء في ذهن الفنان يصعد إليه الكاتب على سلم فني من التداخل بين الدربة الفنية على ممارسة فنه _الدربة على تنسيق الكلم ومعاناة الكتابة_ وبين الجهد الخيال في النفاذ إلى أعماقها البعيدة ولبابها الخالص وقلبها النابض” ، ثم أصدر الرسالة وحملها على كاهله رحمة مهداة إلى الناطقين بالضاد من الخليج إلى المحيط. وسافر إلى العراق أستاذا للأدب في جامعة بغداد، ولنا عود إلى هذا الموضوع فيما يتقدم من الكلام.

استمر في القراءة الزيات مدرسة ورسالة/ سمير نـدا/ 9 يناير 1964.

تانغو.. قصة قصيرة جدًا. بقلم: سعاد العتابي/ العراق.

تانجو

قاربٌ متأرجحٌ.. أنا.
بين موجات صاخبات ضاحكات.. تتقاذفني بالقبل تلو القبل، رسائلُ حبلى بحزنِ عاشقٍ، التقطنها من أعماقِ البّحر.
تهادَى مجذافي واستقامَ.
احتضنَها.. ورقصْنا….