سيد الوكيل
قدم القاص والروائى سعيد الكفراوى مجموعته الأولى فى بداية الثمانينيات فلفت انتباه النقاد إلى المستوى المتميز الذى ظهرت عليه المجموعة يتناولها لطرائق من الأداء السردى لم تكن شائعة من قبل ، وهى طرائق تهدف فى معظمها إلى خلخلة المركزيات التقليدية مثل مركزية الحدث ، أو الراوى ، فضلاً عن الاكتشافات الأسلوبية التى خلخلت آلية السرد الوصفى واستبدلتها بأساليب تمنح فضاء أكثر رحابة لحضور الذات الساردة لتعلن عن نوازعها وأحلامها وهواجسها ، بحيث تحل الذات الساردة محل المركزيات القديمة التى كانت تعيش خارجها، ومن ثم تضمن للغة مستوى من التناسق الشعورى بين الذات والعالم والأشياء ( الذات والموضوع ) فتقترب التجربة القصصية من الشعر ويعيشان معاً فى فضاء واحد من السرد والغناء ، وبهذا الغناء تكتسب اللغة طاقة من الشجن والأسى ، فى حين يتجه السرد إلى استعادة الماضي وتنقيته بحيث يبدو كل مافيه جميلاً وقابلاً للعمل فى الآنى بطاقة الحنين ( النوستالجيا ).