أرشيف الأوسمة: سهيلة حماد

سهيلة بن حسين حرم حماد في قراءة: (النّاقد يشارك الجمهور والطلّاب لمزيد استنطاق النّصّ والقراءة في آن واحد، من أجل تفاعل جدليّ بين المتلقّي، والباثّ أو ( ميتاسرد النّقد)*

  النّاقد يشارك الجمهور والطلّاب لمزيد استنطاق النّصّ والقراءة في آن واحد، من أجل تفاعل جدليّ بين المتلقّي، والباثّ أو ( ميتاسرد النّقد )*

فائدة تأليف النّصّ القصصي قبل الشّروع في الكتابة
بقلم الدكتور مختار أمين

قراءة في القصّة القصيرة “البطل يغادر الرّواية “

  الموضوع: النّاقد يشارك الجمهور و الطلّاب لمزيد استنطاق النّصّ والقراءة في آن واحد، من أجل تفاعل جدليّ بين المتلقّي، والباثّ، في محاولة لجسّ نبض الجمهور، وقياس مدى وعيه الحقيقي بإيقاع نبض النصّ الدّاخلي والخارجي… شكلا ومضمونا… وفي مستويات التبئير الدائريّة…

استمر في القراءة سهيلة بن حسين حرم حماد في قراءة: (النّاقد يشارك الجمهور والطلّاب لمزيد استنطاق النّصّ والقراءة في آن واحد، من أجل تفاعل جدليّ بين المتلقّي، والباثّ أو ( ميتاسرد النّقد)*

كتابة حدثيّة تدفع المتلقّي نحو إشراقة ذهنيّة.. قراءة في نص “انكسار” لمختار أمين. بقلم سهيلة بن حسين حرم حمّاد/ تونس

  كتابة حدثيّة تدفع المتلقّي نحو إشراقة ذهنيّة

المدخل:

إنّ الق ق. ج، جنس أدبي، مستحدث، لقي رواجا في السّنين الأخيرة، ولد من رحم الرّواية، والقصّة، والقصّة القصيرة. غير أنّه، بحكم تصنيفه ق.ق ج فطبيعي أن يتفرّد بخصائص تفرضها طبيعة هذا الجنس، كالابتعاد على التّعقيد، في عرض الأحداث ، وتفادي اجترار الفكرة وبالتّالي الابتعاد عن التّمطيط، تجنّبا للتّطويل، و الحذر من الانسياق نحو الإسهاب والإطناب وذلك تفاديّا لتجنّب إحداث الملل لدى لقارىء ….
وذلك محافظة على روح هذا النّوع، ونبضه لضمان بقائه، وعدم اندثاره. وهو نوع يعكس، نبض نسق حياة هذا الجيل السّريع، الذي فرض نوعية أدبية، تستجيب لروح العصر، وتتماشى مع طبيعته، إذ بات أكثر اطّلاعا، على أنماط الكتابات العالميّة، فطبيعيّ أن ترتفع الذّائقة لديه وبالتّالي صار قادرا على التّمييز بين الغث والسّمين ..
ويعتبر الدّكتور مختار أمين، من القلائل الحاذقين على السّاحة الأدبية، ممن تتميّز الكتابة لديهم بالنّقاوة، من كل الشّوائب، إذ جمع بين المعرفة وحسن الذّائقة والخبرة والصّنعة … فهو تقريبا يجيد الكتابة في كل الأنماط السّردية بما في ذلك إجادته لفنّ القصّة القصيرة جِدا ….

إن الجمل الإنشائية، التي تشكّل النّص النّثري، سواءً كانت ق.ق.ج، أو قصّة قصيرة، أو رواية، لدى الدّكتور مختار أمين في نسيجها النّثري، تقوم على حسن التّأثيث، المبنيّ على حسن اختيار الجنس حسب أهميّة الموضوع، وما يحتاجه من ضرورة، لتشكّل وحدة حكائية، قائمةالذّات، تحترم الجنس الذي اختاره، لتمرير حكيه، شكلا ومضمونا ..انطلاقا من اختيار الموضوع والشّخوص. وصولا إلى حسن انتقاء الألفاظ، والمعاني، بشكل يجعلها في تناغم صوتي جرسي ، بلاغيّ، باقتصاد، على حسب النّوعية، من دون إفراط أو تفريط، بقصد تفعيل البعد الإيحائي، للّفظ، من خلال الحسّ اللّفظي الصّوتي…

وللتأكّد من صحّة ادّعائي، إليكم  الق. ق.ج بعنوان: “انكسار” المنشور بصفحة مؤسّسة المختار للنّصوص الأدبية بين الاحتراف والهواية بتاريخ 28/08/2019

النّص:

(انكسار)
 

كانت كلّ مرّة تقف على التلّ تلوّح بمنديلها ذات الثّلاثة ألوان..
في العشر الآواخر من الدّهر، كانت تصرّ على الصّعود محدودبة الظهر تتعكّز على عصاة جافة..
رنت إلى بعيد وكل جسدها يرتعش، دمعاتها كوت كرمشة الخدود..
عندما لم تستطع رفع رايتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

العتبات:

العنوان: انكسار جاء إسما مفردة، في شكل مصدر، مشتقّ من فعل ثلاثيّ مزيد انكسر .

انكسار القلب: إصابته بصدمة.
وانكسار شوكة العدوّ… أي انهزامه.
العنوان يبدو مربكا، موتّرا، ويدخل المتلقّي في موجة من التّفاعلات والقراءات الجدليّة، الوجدانيّة، الحيّة التي تفتح لنا باب التّأويل على مصرعيه…

ماذا عن الإستهلال؟
(كانت كلّ مرّة تقف على التلّ تلوّح بمنديلها ذات الثّلاثة ألوان..).

جاء جملة إسمية متشظّية، يتصدّرها ناسخ كان (ت) يعتبر من الأفعال النّاقصة التي تدخل على الجملة الإسمية، فترفع المبتدأ، فيسمّى اسمها، وتنصب الخبر ويسمّى خبرها.

اقترن النّاسخ باسمه حرف التّاء (ت) تقديره ضمير الغائب (الهي).

أمّا الخبر فجاء في جملتين فعليتين،أضفيتا حركة سريعة، ومشهديّة، ساهمتا في دغدغة ذهن المتلقّي، في المرور إلى الظّرف، ما قبل الفعل، في( كلّ مرّة) في الجملة الأولى ومحاولة ربطها ( بالثّلاثة ألوان)، لفكّ ضمير (الهي) من الأسر، لدى النّص، و الكشف عن هويتها.

أمّا عن القفلة أو الخاتمة:

فكانت في شكل إضاءة، أو إشراقة للعنوان، تفسّر سبب الإنكسار، في اقتضاب، من دون إسهاب ….
(رنت……. عندما لم تستطع رفع رايتها )…
تناغم و ائتلاف الألفاظ من حيث الفصاحة و البلاغة و والعمق، والتوفّق في توجيه المتلقّي، ومشاغبته، بشكل أضاف للنّصّ حياة من حيث تدريبه، على التّخييل على جناح الطّير، قصد التوصّل، للإحساس بمشاغل الكاتب، وحقيقة هدف، ما رمى إليه ، من خلال الحذف المتعمّد و الرّمز المحبّر، المتوفّر، وذلك بالبحث في المضمر.

الموضوع:

ضاع حلم شعب طال انتظاره، لتأسيس دولة، ورفع علم إلى غاية أن احدودب الظهر، وكرمشت الخدود، وشاب الشّعر، و سالت الدّموع على أخاديد، خطتها السّنُونُ. بالرّغم من ذلك أصرّت على الصّعود، متكئة تتعكز على عصاة جافة المشاعر، من طينة الغزاة، الفاقدين لكلّ معاني الوفاء بالوعود، والعهود والمعاهدات التي أمضوها، في العقد الأخير من الدّهر، همّهم تحقيق كسب الوقت، و إرهاق الطّرف المقابل، بالمفاوضات، وإرغامه على التّنازل، إلى غاية تجريده من إنسانيته وإرهاقه بإفلاسه، وبإتلاف عمره، وبإذلاله بالحصار و بتقزيمه وبهزمه بالزمن بالقهر بفقد قادته الواحد تلو الآخر…

الرّؤيا:

نصّ، كما يُقرأ في الظّاهر، قابل للتّّأويل، لأنّ الألفاظ المستعملة، لها من المعاني ومن الدّلالات، ما يجعلها تخترق المعنى الأوّل، لتهب نفسها للقرّاء، بقصد التِّجوال في العقول، باحثة عن فيض المعاني، التي تتماشى و تتناغم مع التّحليل، حسب الزاوية التي ثُبِّتت فيها عدسة الكميرا، بالرّجوع إلى الخلفيّة الثّقافيّة والتّاريخيّة والسّياسيّة …. للقارئ مع ضرورة معرفة صاحب النّص… اهتماماته… ميولاته… ثقافته… حتى لا يُحمّل النّص ما لا يحتمل ….

نصّ متجانس، متآلفة معانيه، ذو مشهديّة عالية، يتميّز بالحركة، بالحبكة بالفعل، نتيجة التّكثيف…تقاسم دور البطولة فيه الهي، الخبر، الزّمن، و دقّة التّفصيل، في التّفاصيل، والتّقاسيم، بميزان. الشّيء الذي ارتقى بالعمل إلى الكونيّة، بحيث أنّه صار يصلح لكلّ زمان ومكان…

إن تمكّن القاصّ يبرز من خلال براعه في جعله الزّمن، زمنا قابلا للقلب وللتّأويل، {( من ذاك ذكره (العشر الأواخر من الدّهر)}، قد يتضمّن بعدا دينيا، كالعشر الأواخر من رمضان، و قد استبعدته ، واكتفيت بالدّهر الألف سنة. ذلك أنّه يتماشى مع آفاق البعد الخيالي المفتوح الذي منحه القاصّ للقارئ، لتمثّل أحداث قد لا تكون بالضّرورة تلك التي قصدها. بل هو تأويل يرتبط بالأساس بزمن الكتابة، وبالأحداث المتزامنة معه، وبالحقبة التّاريخيّة، التي ينتمي لها القاصّ ، وكذلك بزمن القراءة، و بدرجة الوعي، و الإدراك والتّفاعل الجدليّ المرتبط بالأساس بالنّسيج الحكائيّ، والعلاقة السببيّة بين الأنا الرّاوي، العارف بتفاصيل البطلة، (الهي)، الغير محدّدة هويّتها تلك الهي الضّمير المؤنّث الغائب الظلّ، الذي ظلّ غائبا، نكرة، في شكل عجوز مكرمشة الخدود. استدعيتها وألبستها الحلّة الفلسطينية انطلاقا من:

* الزّمن
* ومن خلال مظهر النّص الحكائي
* وكذلك الصّيغة
*وبناء الحكي (المتوتّر )*
* و كذلك بقيّة المعطيات المتوفّرة
التي كانت شرارات قادحة لما ذهبتُ إليه في تأويلي …نتيجة حيرة متعمّدة من قبل الدّكتور مختار أمين … الّذي يصرّ دائما، من خلال كتاباته، أن يضع فيها المتلقّي، لحمله على التّبصّر، و الاستبصار، بقصد حمله على التأمّل، من أجل الوعي حتى تحدث لديه إشراقة ذهنيّة تمسح التكلّس… بطريقة موضوعيّة … (التي تبدو على الأقل ظاهريّا) …لأنّها في “حقيقة المضمر” هي موجِّهة… ومقصودة بإصرار شديد من قبله…
كتابة حدثيّة انتجت إشراقة ذهنيّة لدى المتلقّي
فتجنّب بذلك السّقوط في الوعظ من ناحية والتّسييس من ناحية أخرى، حتى يضمن الحياديّة والموضوعيّة في الطّرح، والاكتفاء بالإيحاء، معتمدا على إيقاع النّصّ الذي ينفخ فيه من روحه،من خلال حسن انتقاء اللّفظ والعبارة وكلّ ما كنت أشرت إليه سالفا.

الأسلوب:

فصيح، وبليغ، سلس، ذكيّ، يتكلّم الرّمز من العنوان إلى الخاتمة، يحاكي العقول، و يهمس في رفق لإزالة الصّدإ، فهي دعوة للتأمّل من أجل التّغيير…

الخاتمة:

من خلال ما تقدّم، لاحظنا أنّ القاصّ قد نجح،في جذب المتلقًي، بحسن تأثيثه لمنجزه، بفضل خبرته، واتقانه لصنعته، التي أبرزت صدق حسّه، و رفعة ذائقته، وفنّياته من خلال براعه في انتقائه لألفاظه، وحذقه لجنس سرديّ زئبقي، أبدع في الحكي باتّباع ما قلّ ودلّ…من دون ان تنفلت منه الحكائيّة مع المحافظة على عنصري الدّهشة والإبهار بالرّمز، ومهارة في المحافظة على تماسك وحدة الحكي، وهذا يدل على ذكاء وفطنة إلى جانب خبرة واطلاع ….

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سهيلة بن حسين حرم حمّاد
قربة/ تونس في ٢٩/٠٨/٢٠١٩

قراءة للناقدة التونسية سهيلة بن حسين حماد لقصة”حذاء صغير لدميّة” لـ د . مختار أمين

قراءة حول قصة “حذاء صغير لدمية” لـ د. مختار أمين بقلم: الناقدة التونسية سهيلة حماد.
(النص)
مختار
 
حذاء صغير لدمية
 
قبل لحظات..
كلُّ شيء تمَّ قبل لحظات، حتى آخر فكرةٍ دارت في رأسها واستقرَّت..
العيد على الأبواب، ووعد أمي غير موثوقٍ به.
العينان ثابتتان في ذهولِ بريقهما المعتاد، الرُّموش الكثيفة لوَّنها الغبار بالرَّماد، ومعالم الوجه لا توحي بابتسامة نقية، طاهرة تقفز عليه كفرحة طفلة كالمعتاد. الفم فاغر، والأسنان بيضاء ناصعة رغم ظلام الجوف، وشعرها كستنائي مذعور، أشعث، يقف مستسلمًا في دائرة حول جمجمتها التي سال دمها حتى الأذن، والذراعان متشبثتان بدميتها.
مازال الغبار تائهًا متكوِّرًا في الأفق بعد الانفجار، ينفخ ضيقه وتذمره، لم يحطّ سوى على بعض الجثث والرُّكام.
قبل دقائق تحدثت مع والدها، شكت له أمها التي تغيب كل النهار بحجة العمل، والأطفال في الحارة يتركون اللعب، ويذهبون إلى أمهاتهم لإطعامهم، وتنظيفهم من تراب الشارع، والليل عنيد.. يتأخر مرَّات.. وهي تمكث على الرَّصيف حتى يغلبها النعاس على درج البيت محتضنة دميتها.
ـ تبًّا للوطن، وتبًّا للعمل . أبي متى تعود؟
عيناها تجوب صور الجدران، تراه يضحك وهي يتملَّكها الضِّيق، والضَّجر، وهو مع رفاقه الجنود في لباسهم العسكري يبتسمون جميعًا في وجهها، أتُراهم يسخرون!
ـ أمي لم تأت بالحذاء التي وعدتني به.. أبي! أمي تكرهني.. وأنت بتَّ لا تسمع.
ينظر إليها بحنينٍ من خلال الإطار، تنظر لأمها بعمقٍ، وتبحر. حانقةً، تطيح بأكوام الأسئلة في كل الأركان، فقط تريد أن تفسر سرَّ الدمعتين الملتصقتين بحدقتيِّ أمِّها وهي تائهة في نظرات الإطار.. لا شيء سوى غمغماتٍ يشكلها، ويقطعها إلى حروف، نحيب الليل، وكلمات تشعل التساؤلات وتوقظها حيّة في الرأس..
قبلة على الجبين قبل الوداع، وقبلة أخرى على جبينها من خلال بطن أمها.
توسَّلت إليه ذات ليل، “إما أن تعود أو تأخذني حيث أنت”.
لم تفصح عن أمنيتها الوحيدة، شراء حذاءٍ لدميتها التي أبت أن تفارقها حتى اللحظة الأخيرة.
غُدر بأبيها؛ فغابت أمها، كانت هي الوحيدة التي تجرَّعت آلام البطش على أيادي الأعداء مرتين، ونالت الشهادة في الثالثة.
 
(القراءة)
 
العنوان: “حذاء صغير لدمية “
 
الاستهلال: كل شيء تم قبل لحظات، حتى آخر فكرة دارت في رأسها واستقرت…
العيد على، الأبواب ووعد أمي غير موثوق به.
 
الخاتمة:
 
* لم تفصح عن أمنيتها الوحيدة، شراء حذاء لدميتها التي أبت أن تفارقها حتى اللحظة الأخيرة.
** غدر بأبيها فغابت أمها كانت هي الوحيدة التي تجرعت آلام البطش على أيادي الأعداء مرتين، ونالت الشهادة في الثالثة.
 
اللغة المتكلمة في النص هما لغتان:
 
– لغة السلاح المدمر الذي لم يتورع عن إبادة عائلة بأسرها بعد أن مات الأب وكان عسكريا تموت الأم على إثر قصف وكذلك الطفلة.
 
وهذه دلالة على أن الذين يديرون الحروب ليسوا بآدميين، ولا يتحلون بأي نوع من الخلق، حيث لا يمتلكون لا شفقة، ولا رحمة ولا يراعون فيها الأعراف الدولية فينتهكون الحرمات ويزهقون الأرواح ويهدرون الدماء ويفقؤون الأعين والجماجم .
 
مجتمع اغتصب فرحة عيد لطفلة واستكثر عليها شراء حذاء لدميتها التي حافظت عليها حتى بعد أن زهقت روحها وآثر دوس دماه بحذاء من صولجان من نار…
 
وهاته مفارقة، فالطفلة طلبها بسيط جدا، فهي لم تطلب شيئا لنفسها، بل لدميتها التي أخلصت في حبها وضلت متشبثة بها حتى بعد موتها وظنت أن أمها لاتحبها، بالشكل الذي يليق بدميتها، ويرضيها ويحقق لها الاشباع عن الفقد لأب غاب، وهي لا زالت تنتظره.ولما طال غيابه:
 
– خاطبته وهو يسكن الصورة المعلقة فوق الجدار بمعية عساكر قبل لحظات تطلب منه أن يأخذها حيث يتواجد..
وها أن طلبها تحقق.
 
أمنيتها كانت “حذاء لدميتها” فداس العدو جماجم” دماه ” بحذائه على إثر انفجار…
وفي هذا أيضا دلالة.
 
المقاربة: صورتين
١) الصورة الأولى: صورة تذكارية لأب عسكري مع زملائه ببدلهم العسكرية …
ينظر إليها بحنين كأنه الموناليزا.
 
٢) الصورة الثانية :جثث وأشلاء مخضبة بدماء وحطام وركام، ودمية حظها أحسن حال..
نص مؤلم وحزين.
 
حيث أن السرد قدم مشهدية الموت عن اللحظات التي سبقت القصف والموت أي قدم النهاية عن الخاتمة، ليزيد في الإثارة والحبكة.
 
*** الحدث والزمن
نلاحظ عدم الالتزام بتسلسل الحدثين (الحوار قبل القصف، والوصف السردي بعد القصف )* حسب تواترهما في الزمن( قبل لحظات )*
 
بالرغم من الألم، والوجع،إلا أن ذلك لم يمنع من أن يكون هذا العمل، عملا أدبيا رائعا، أسلوبا وسردا بتقنيات حدثية عالية وتمكن من اللغة وقد بدت من السهل الممتنع… فشكل بذلك لوحة فنية ابداعية رائعة…
أتمنى أن أكون قد التقطت البعض مما أراد قوله أو الإشارة إليه الدكتور أمين في منجزه.
 
نص مفتوح يحتمل التأويلات يستحق أن يطلع عليه كتاب القصة القصيرة الحديثة، ناشئين وغيرهم، وكذلك النقاد لأنه يعتبر ورشة عمل ومختبر…

استمر في القراءة قراءة للناقدة التونسية سهيلة بن حسين حماد لقصة”حذاء صغير لدميّة” لـ د . مختار أمين