سهيلة بن حسين حرم حماد في قراءة: (النّاقد يشارك الجمهور والطلّاب لمزيد استنطاق النّصّ والقراءة في آن واحد، من أجل تفاعل جدليّ بين المتلقّي، والباثّ أو ( ميتاسرد النّقد)*

  النّاقد يشارك الجمهور والطلّاب لمزيد استنطاق النّصّ والقراءة في آن واحد، من أجل تفاعل جدليّ بين المتلقّي، والباثّ أو ( ميتاسرد النّقد )*

فائدة تأليف النّصّ القصصي قبل الشّروع في الكتابة
بقلم الدكتور مختار أمين

قراءة في القصّة القصيرة “البطل يغادر الرّواية “

  الموضوع: النّاقد يشارك الجمهور و الطلّاب لمزيد استنطاق النّصّ والقراءة في آن واحد، من أجل تفاعل جدليّ بين المتلقّي، والباثّ، في محاولة لجسّ نبض الجمهور، وقياس مدى وعيه الحقيقي بإيقاع نبض النصّ الدّاخلي والخارجي… شكلا ومضمونا… وفي مستويات التبئير الدائريّة…

  أسلوب تعليمي يعمد إلى تشريك المتلقّي للدّخول في محاورة النّصوص ومزيد استنطاقها في ظلّ المتوفّر الظّاهر و الباطن… و الكفّ عن المرافقة في التّعليم التي تعوّدنا عليها و التي استبدلت التّلقين المباشر منذ بداية عهد الحداثة..
  قراءة مستفزّة، تماهت مع نصّ المؤلّف، حتى في تقنيّة تشريك الجمهور… حيث نراه، نوّه بكيفيّة التّأليف، التي أوصلت المتلقّي إلى الانبهار، والدّهشة، بترك الباقي للطّلاب، في محاولة لاختبار كيفيّة نقدهم للنّقد… وإتمام النّاقص لاختبار مدى استيعابهم واستفادتهم من الدّروس التي نشرت في السّابق.
  ناقد معلّم، ملّ التّنويه بأعماله، من قبل طلّابه، فاكتفى في هذه المرّة، بالإشارة والإشادة ببعض تقنيات كتابة نصّ القصّة القصيرة، موضوع الدّرس، متعمّدا، ترك فراغ، يذكّرنا بدروس النّسخ والتّكميل… في محاولة لاختبار طلّابه قاصدا أسلوب المشاغبة والاستفزاز للذّائقة، بدغدغة الأذهان وشدّ المتلقّي، بقصد التّشويش، لحلحلة مسار التّدريب، نحو التّشريك، في جدليّة استنطاق جماعي للنصّ …
  لذلك نراه، انضم إلى الجمهور، شأنه شأن الرّاوي، متظاهرا بطرح سؤال، بصيغة ضمير المتكلّم الجماعي: “إلى أين نحن ذاهبون؟” أي ماذا وراء الحداثة ونظريّات التّلقي الحديثة؟، وكأنّه يقول: هل بإمكانكم أيّها القرّاء التّفطّن إلى مواقع قوّة السّرد الأخرى، التي تعمّدت عدم الحكي عنها ؟، أم أنّ البهرج قد فتنكم، وأخذكم، واستدرجتكم، إلى الفخّ؟ وستكتفون بالتّنويه؟ وهل بمقدوركم ككتّاب أن تستحدثوا طرقا جديدة للحكي؟ أم أنّ كلّ الأبواب قد طُرقت واستنفذت منافذ التّخييل و الإبتكار و الإبداع لديكم، في السّرد و النّقد …
وكأنّي بالنّاقد، أراد أن يترك للطّلبة النّقاد متعة اكتشاف تقنيّة ميتاسرد غرائبيّة جديدة، لم نألفها حيث تمرّد البطل على الكاتب نتيجة جرعة وعي زائدة. فانبطح يتوسّل إليه ليكمل الدّور، وحقّق حلم الشّعب وحلمه أي (حلم الرّاوي)* تكنيك جديدة تذكّرنا بتمرّد الرّوبوت الرّجل الآلي، على صانعه، في إحدى الأفلام “السيونسفكشن” وانقلاب السّحر على السّاحر، تقنيّة أخذتنا إلى دوائر سرديّة ونقديّة غرائبيّة خارجة عن المتعارف عليه، في المدارس النّقدية الحديثة، التي عرّفت الميتاسرد في القصّة والرّواية والمسرح… الغرض منها كسر الحواجز الفاصلة بين الباثّ والمتلقّي وبين الخالق والمخلوق …

  تحيتي وتقديري لك دكتور مختار على هذا القراءة المتميزة ذات البعد التّعليمي التّفاعلي …

مختار أمين و (فائدة تأليف النص القصصي قبل الشروع في الكتابة).. قراءة في القصة القصيرة “البطل يغادر الرواية” للقاص بدوي الدقادوسي

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

تونس/ سوسة في 24/02/2020

أضف تعليق