أرشيف الأوسمة: صدى ( ذاكرة القصة المصرية)

مأساة الحلاج. بقلم: شريف الوكيل

  • مأساة الحلاج 

من أروع ما كتب في الأدب العربي حتى يومنا هذا تقريباً كتاب أو مسرحية {مأساة الحلاج} بأبعادها التي تصور العلاقة بين السلطة المتحالفة مع الدين والمعارضة…

هذه المسرحية التي تناولها أكثر من كاتب، وعرضت أكثر من مرة منذ كتبها الشاعر المسرحي صلاح عبد الصبور عام ١٩٦٦، والتي يلخص فيها حياة المفكر الصوفي الشهيد الحسين بن منصور الحلاج وذلك من خلال منظورين هما الكلمة والموت…فحياة الفكر عند الحلاج هى حياة إنسان يقول كلمته، ولا يخشى بعد ذلك تأثيرها ورد الفعل من الآخرين، فكلمته تتوغل داخل العقول كما تدمنها الشفاه، إنه شخص مؤمن بكلمته… مؤمن بضرورة نشرها بين الناس، ومؤمن بعد هذا كله بضرورة إيمان الدنيا بها، فأن قبلتها الدنيا فقد أتم رسالته وإن لم تقبلها فليس مهما عنده يحيا أو يموت، بل ربما كان الموت عنده أشهى من الحياة .

استمر في القراءة مأساة الحلاج. بقلم: شريف الوكيل

توفيق الحكيم رائد بلا نظرية

وجبت التحية للأستاذ المبدع فتحي إسماعيل، الذ ي قدم لموقع صدى ( ذاكرة القصة المصرية ) هذا النص الذي ينسب إلى الأستاذ رجاء النقاش. وهي هدية ثمينة ليس لأن أركانها الثلاثة ( النقاش، والحكيم، ومحفوظ ) من الأساتذة الكبار فحسب، ولكن لأنه أدرك فلسفة الموقع ، واهتمامه بتراث هؤلاء العظماء إبداعا ونقدا… شكرا للأستاذ فتحي على دعمك الواسع للموقع.

عندما نراجع قائمةأعمال “توفيق الحكيم”المسرحية يمكننا أن نلاحظ أن هذا الفنان الكبير لم يلتزم أبدًا  بمذهب فني واحد،أو مذهب فكري واحد، وإذا عدنا إلى بدايةإنتاج “توفيق الحكيم”المسرحي وجدنا أنه كان في هذه البداية يستمد خاماته المسرحية من التراث الإسلامي والشرقي عموما.

 فأول مسرحية منشورةله هي “أهل الكهف”،  وهي مستمدة من القصص الدينيةومن التراث الاسلامي على وجه الخصوص، ثم جاءت بعد ذلك “شهرزاد” وهي مستمدة من التراث الشعبي الذي يتمثل في قصص “الف ليلة”،  ثم كتب بعد ذلك “سليمان الحكيم”، وهي مسرحية مستمدة  من القصص الدينية الشرقيةأيضا، وفي هذه المرحلة الأولى من إنتاجه الفني قدّم كتابًا يعتمد على الحوار عن النبي “محمد” صلى الله عليه وسلم،  و”الحكيم”في كل هذه الاعمال الفنيةالمختلفة لم يكن مجرد ناقل.ينتقل بالقصة من الكتب الدينية الى العمل المسرحي دون تغيير إلا في الشكل الفني..  كلا.  فلقد كان “الحكيم” يضيف إلى المادة الأصلية من فكره ووجدانه أشياء كثيرة.   فهو في أهل الكهف يناقش أكثر من مشكلة واحدة، إنه يناقش مشكلة القلب والزمن وما بينهما من صراع، وبشيء من التأمل الدقيق في هذه المسرحية نجد أن “توفيق الحكيم”إنما يناقش أيضا مشكلة اجتماعية هي مشكلة التخلف والحياة في الماضي، وعدم القدرة على مواجهة  الحاضر بتلك العقليةالغارقة في الأفكار القديمة والقيم القديمة، ولا شك أن هذا المعنى الكبير في مسرحية “أهل الكهف” كان تعبيرًا عن رفض الكاتب للواقع وثورته عليه ورغبته في تجديده وتحريره من النظرةالدائمة الى الوراء، والاستسلام لما في هذه النظرة من قيود.. تعوق التطور والحركة، وقد لا يكون “توفيق الحكيم”على وعي عقلي واضح بمثل هذا المعنى، ولكن المسرحية  ولا شك تحمل هذه الفكرة وتعبر عنها.. ولقد كانت مثل هذه الفكرة صدمة للمجتمع المصري والعربي عموما عند صدور “أهل الكهف” سنه 1933..

استمر في القراءة توفيق الحكيم رائد بلا نظرية

سقط الشيخ. قص: فهد العتيق/ السعودية

سقط الشيخ

سقط الرجل فجأة مثل بيت قديم . سقط الشيخ إبراهيم الذي كان يركض في حارات وشوارع الرياض القديمة حافيا . سقط أمام بيت أبن جمعان . كان قادما من سوق الحمام في حراج أبن قاسم كما قال رفيقه . افترقا هو ورفيقه في مدخل الحارة قبل المغرب بقليل ، ولا أحد يعرف ما الذي جرى لكي يسقط هكذا فجأة بلا مقدمات ودون علم أحد من عشاق حكايات المليونير الحافي وصاحب أول دكان في العالم يجمع بين البقالة وتأجير وبيع البيوت القديمة في مكان واحد . حملوه الى بيته فنام عدة أيام دون فائدة .

أحضروا الطبيب الذي فحصه وقاس ضغطه ثم حقنه بمصل وسأله بعد ذلك: بماذا تشعر الآن. وكان الطبيب يبتسم، أغمض الشيخ ابراهيم عينيه وقال بصوت له رائحة المـوت: أشعـر كأني أريد أن أنام.

استمر في القراءة سقط الشيخ. قص: فهد العتيق/ السعودية

دكتور زيفاجو. بقلم: شريف الوكيل..

Doctor Zhivago

دكتور زيفاجو

يستند موضوعنا اليوم إلى رواية شهيرة وطويلة، للكاتب الروسي “بوريس باسترناك” كتبها عام ١٩٥٦، باسم {دكتور زيفاجو}  لكنها لم تنشر حتى عام ١٩٥٨، ويرجع ذلك بسبب منع سلطات الإتحاد السوفيتي في ذلك الوقت من نشرها… لمساسها بالنظام الشيوعي .

ولكن تم نشرها في الغرب بعد تهريبها بعيدا عن السلطات الروسية، حتى نالت جائزة نوبل في الأدب فى نفس عام نشرها، ويذكر أن كاتبها رفض إستلام هذه الجائزة وقد نجح المخرج الإنجليزي “ديفيد لين” فى تحويلها لفيلم عالمي نال شهرة واسعة فى كل أنحاء العالم تقريبا… ويعتبر أول محاولة شاملة من قبل الغرب لرواية قصة أكثر الأحداث تشنجًا في القرن ، وهي واحدة من أهم الأحداث في تاريخ الإنسان ، مع نتائجها التي لا تزال تتكشف وبقاياها – الثورة الروسية.  فيلم David Lean يفعل ذلك من منظور إنساني وفي مهرجان واسع ومشرق للحتمية التاريخية.  إن إنتاج “كارلوبونتي” لـصالح شركة مترو جولدن ماير،  هو صورة رائعة ورائعة للحرب والسلام ، على نطاق وطني ومُصغّر إلى المستوى الشخصي.  يحتوي على كل عنصر يحقق نجاحًا ساحقًا في شباك التذاكر على المدى الطويل.

استمر في القراءة دكتور زيفاجو. بقلم: شريف الوكيل..

الجدران التي تسقط بين يديها وثمرة اليوسفي. قصة: د. أماني فؤاد

د. أماني فؤاد

تناهى إلى سمعهاخطوات ثقيلة، وأصوات خشنة. كانتبجوار التليفزيون، الذي لم تنتبه لما يعرضه منذ ساعات،يقضمها القلق قطعة تلو الأخرى؛ حتى ظنت أنها تلاشت، ترتدي طرْحتَها وتهبُّ واقفة،كلما تحركتْ خطوة نحو الباب؛كانت يداها كأنها تتفادَى موجودات من أمامها، كأن هناك ما يعوقها أو يعرقلها، تقف خلفه بينما تتصاعد دقات قلبها، وترتجف أوصالها،تُلقي شفتاها- قبل أن تفتح- ما حفظتْه، ثم تكرره في مواجهتهم:”ليس في البيت، ولم أره منذ الصباح الباكر”ردَّدتْ ما قررتْ قوله منذ علمتْ أنهم يبحثون عن “لعبة”؛ ابنها الأصغر.

حين فتحتْ؛ وجدتْ الرجُل الذي شج ابنُها رأسه، واثنين من أمناء الشرطة، اللذَين اقتحما المكان، قال أحدهما:لدينا أمر بالقبض على (طارق مصطفى الشردي) الشهير بــ”لعبة”.

استمر في القراءة الجدران التي تسقط بين يديها وثمرة اليوسفي. قصة: د. أماني فؤاد

قراءة في نصوص ( الصياد ) لعبد الرحيم عبد الهادي: بقلم سفيان هلال

القبض على لحظات الاشتعال

يقول أهل اللغة: إن المعاني مهما حاولت إخفاءها فإن اللغة تفضح صاحبها، ولهم في مدح المتنبي للإخشيدي المثل، فهم يرون أنه رغم دخوله عليه مادحا إلا أن اللغة فضحت نواياه ..فقد جاءت كل مدائحه كأنها رغما عنه تارة  (وتعذلُني فيكَ القوافي وهِمَّتي/ كأني بمدحٍ قبل مدحِكَ مُذنِبُ)   وكأنها الذم في شكل المدح تارة أخرى (وما طرَبي لمَّا رأيتُكَ بِدعةً/ لقد كُنتُ أرجو أنْ أراكَ فأطربُ). لو أضفنا أنه يجب أن نضع أذهاننا في وضع الاستعداد للمفاجآت ونحن نقرأ نصا حديثا؛ نظرا لمساحات الحرية التي أعطتها للكتاب كافة التيارات الحديثة بتنظيراتها التي قاربت بين الأجناس والأنواع في كل الفنون فإني استطيع أن أدعي أن “عبد الرحيم عبد الهادي” رغم حرصه الشديد على إقناع المتلقي أنه يكتب قصة قصيرة  مبنية على ما يصيده من لحظات تصلح أن تنموا منها الأحداث ولا تتعداها وإن توسعت حولها، فإن نزوعه إلى كتابة الرواية في هذه المجموعة لا يخفى على المتلقي، فالمجموعة ترصد فيها كل قصة لحظة يمكن أن تكتفي بذاتها ففي قصة “صورة حديثة” يرصد الكاتب لحظة حصوله على كاميرا يتمناها، ويصف مواصفات تلك الكاميرا ومميزاتها وأهميتها بالنسبة له، وهي بوجه عام تعبر عن  رغبة جامحة للمبدع تنطلق إلى محاولة رصد صور الواقع بدقة وعن قرب؛ ليستطيع الوصول لوجهة نظر منطقية مبنية على حقائق من التفاصيل، ومن مفارقات هذه اللحظة أنها أول ما رصدت رصدت صورة لواقع أسرته نفسها(يقف الأولاد في سكون تام, أشير لزوجتي أن تقف معهم, تسير ناحيتهم , تلوح بيدها ( هتصور بملابس البيت ), أضبط الكاميرا , وأتحرك بسرعة لأقف معهم , أقف بجوار زوجتي التي تحاول أن تسوي شعرها, أميل ناحيتها وأهمس في أذنها ( ألم تلاحظي أنك أصبحت سمينة جدا ؟), تنظر لي  فأعاجلها ( أنا متأكد إن نصفك سيكون خارج الكادر ).

استمر في القراءة قراءة في نصوص ( الصياد ) لعبد الرحيم عبد الهادي: بقلم سفيان هلال

سيد الوكيل يَعُبُر للطرف الآخر في «لمح البصر»

شوقي عبدالحميد يحيى

وسط ضوضاء ما يسمي بالـ (ق. ق. ج.) أو القصة القصيرة جدًا، الخالية من القصة، بزعم أنها لون أدبي جديد، يثبت سيد الوكيل أن علي من يريد خلق نوع أدبي، أو يطور نوعًا أدبيًا، بحجة مناسبة ومسايرة العصر، عليه أن يفعل ذلك من داخله، لا أن يهبط عليه من الخارج، فيما يشبه الاختطاف، أو السطو. فينحت لنفسه منهجًا، مسايرًا ما درج عليه في كل عمل إبداعي قدمه، من التجريب والتطوير، حتي أمكن أن نطلق عليه المبدع المطور، بفتح الطاء، وبكسرها. فيقدم تجربة ثرية جديدة في مجموعته “لمح البصر” التي تثبت أن مجال التطوير والمسايرة، لن يتوقف، إذا ما توافرت الموهبة الحقيقية، والرغبة في عدم الركون للسائد والقائم. معتمدًا علي تقنية الحلم، وإن لم يغفل رد الفضل لأصحابه، معترفا بأن الرؤية جاءته من خلال “أحلام فترة النقاهة” لأستاذه وأستاذ الأجيال في السرد العربي – الرواية خاصة -نجيب محفوظ، فقدم المجموعة متصدرة بإهدائه إليه، مستخدمًا –حتي– في هذا الإهداء بذات التقنية المعتمدة علي الحلم. حيث نقرأ:

( إلى نجيب محفوظ

سارد الأحلام العظيم

الذي جاءني في المنام

وأعطيته حجرًاً، فقبله).

حيث تدخلنا الكلمة الأخيرة في الإهداء، في باب الحيرة، فلم يشأ الكاتب أن يشكلها لتقبل القراءة بفتح القاف وكسر الباء لتكون من (القبول). أو أن تكون بفتح القاف وتشديد الباء، لتكون من التقبيل، وكلا القراءتين يمكن أن تعطي صورة الحلم، الذي قد يكون من التعنت في الكثير من حالاته، محاولة البحث عن معني محدد. ويتركنا الكاتب نتخبط في كلا القراءتين، إلي نهاية المجموعة، وفي القصة الأخيرة، المانحة اسمها للمجموعة “لمح البصر” يمنحنا الطريق حين نجد صاحبنا قد دخل علي نجيب محفوظ: ( فإذا بوجه نجيب محفوظ مبتسمًاً، فلم أدر ماذا أفعل، غير أني ناولته الحجر الذي طرقتُ به الباب، فأخذه مني، ووضعه في خُرْج بجواره، وعاد ينكَبُ على كتابه) فنعرف أنه أخذ الحجر، ذلك الحجر الذي استخدمه في الطرق علي الأبواب الصاخبة، ولنعلم أنه نجيب محفوظ قد جمع الكثير من هذه الحجرات، التي استخدمت للطرق، والتنبيه من الصخب، وأن لا جدوي من الآذان في مالطة. ليؤيد ذلك الرؤية الثالثة في مجموع رؤي المجموعة والتي نتعرف عليها لاحقًا.

استمر في القراءة

قراءة في عسل النون لمحمد رفيع.

منذ  انفعالات ناتالي  ساروت  ومحاولاتها في التعبير المشهدي وحضور الشعري في السردي والرهان على الفضاء الدلالي أكثر من المعنى وتفويض القاريء في إنتاج الرسالة المضمرة،  فإن القصة القصيرة قد تحولت إلى ميدان التجريب، واكتسبت هوية جديدة بوصفها ورشة للتدريب على طرائق جديدة في التعبير السردي تستفيد من تكنولوجيا الصورة ولا سيما السينما.

استمر في القراءة قراءة في عسل النون لمحمد رفيع.