أرشيف الأوسمة: كارل جوستاف يونج

الغوص في اللاوعي والبحث عن أسطورة الذات الخاصة

فردوس عبدالرحمن

قراءة …في لمح البصر ل سيد الوكيل

آسرة تلك الأعمال الإبداعية التي تبحث في خفايا الروح عن الأساطير الشخصية للإنسان المعاصر، لذلك ما إن وقع بين يديَّ (لمح البصر) لكاتبه المصري سيد الوكيل، حتى انفتحت لي أسرار الشبق الوجودي، وتعرفت على جذوره، وتعلمت أيضًا أن شعور الذنب الذي أحاربه داخل نفسي باستمرار، لمعرفتي أنه العدو الأكبر للإنسان، هو الشرط الأساسي لبلوغ الكينونة، المرحلة الثالثة والأخيرة في تطورها.

في تلك المجموعة، يفتح سيد الوكيل صندوقه الأسود، ليرى حقيقته الداخلية، ويبصر أسطورته الشخصية، لكن من يقرأ تلك المجموعة، يعرف أن الكاتب لم يستطع بلوغ أعماقه إلا عن طريق الكدح النفسي، وكانت الأحلام التي كتبها هي الباب الملكي لذلك. فالحلم ليس فقط تعبيرًا عن رغبة ما، وإنما يمثل شتى ضروب العمل النفسي.

“قلت: ما الحلم

قالت: أن تنظر بداخلك

قلت: وما الرؤية

قالت: أن تحدق في النار

قلت: يالها من وحشة، ياله من ألم

قالت: ها أنت في الحقيقة تعيش”

الآن يستسلم الكاتب لكماشة الروح التي لا ترحم، والتي سوف تريه ظله رغمًا عنه، ذلك الجانب الخفي والمعتم في نفسه، والذي ظل يتعقبه ليقبض على عنقه، دون أن يدري أي ذنب جنى، لكن التعرف على خفايا الروح والولوج إلى الطبقات التحتية منها، أمر صعب المراس، بل وعديم الجدوى، إن لم يتم الصعود بتلك الرؤى الداخلية وتمديدها على سطح الوعي، ذلك ما يعطي الشخصية القدرة على إدراك كليتها وضخها بقوة خلاقة جديدة .وهذا بالتحديد هو ما يسمى بالولاف الأعلى، والذي يسميه (سلفانو أريتي) العملية الثالثية، حيث إن العملية الأولية، هي المعرفة البدائية، المغفلة، اللامتميزة، الأسطورية، والمعرفة الثانوية هي المعرفة العقلية المحضة، والمعرفة الثالثية هي الولاف بينهما،  وهذا ما سوف نراه بوضوح في هذا العمل الإبداعي  (لمح البصر) والذي نكتشف بداخله هذا الولاف، بين ما هو ساذج وبدائي وأسطوري، وبين ما هو مُدرَك عقلي واعي.

استمر في القراءة الغوص في اللاوعي والبحث عن أسطورة الذات الخاصة

فن كتابة الأحلام ..تأسيس نظري : سيد الوكيل

إذا نظرنا إلى أحلام فترة النقاهة، سنرى أن الرغبة في سبر الواقع الداخلي للإنسان، الذي يتجاوب مع المعنى الواسع للواقعية الإنسانية. يتشكل في صور مختلفة، تومض على نحو غامض في ثنايا النص الإبداعي سردًا وشعرًا، وتصوفًا، وفلسفة.. إلخ. لكنه ينتهي إلى شكل أدبي جديد ومستقل، بل ومتفرد بذاته في نهاية رحلة الجمال المباركة عند نجيب محفوظ” إن النشاط الحلمي المتميز، يمكن أن يعتبر نوعًا من الإبداع في ذاته، إذا وسعنا تعريف الإبداع بما يستحق”[1](1). كما أن الحلم من إبداع الحالم، وهو الذي يحدد حبكته كما يذهب إريك فورم.

استمر في القراءة فن كتابة الأحلام ..تأسيس نظري : سيد الوكيل

سالومي العمياء والأفعى العاشقةبقلم: فردوس عبد الرحمن.

4113425

رؤية لكارل جوستاف يونج..من الكتاب الأحمر

 

أ”” نا ممدد في عمق مظلم، يقف رجل عجوز أمامي، بدا مثل واحد من الأنبياء القدماء، تقبع أفعى سوداء عند قدميه، على مسافة بعيدة قليلًا، رأيت بيتًا بأعمدة، خرجت عذراء جميلة من الباب، كانت تسير بتردد ولاحظت أنها عمياء، أشار الرجل العجوز بيده لي، وتبعته إلى بيته عند أسفل جدار هائل من الصخور، زحفت الأفعى خلفنا، تسود العتمة داخل البيت، نحن في قاعة عالية السقف بجدران متألقة، يظهر في الخلف جحر ساطع بلون المياه، بينما أنظر في الانعكاس، ظهرت لي صور حواء والشجرة والأفعى، لمحت بعدها مشهدًا (1)لأودوسيوس ورحلته في البحار العالية، وفجأة انفتح الباب اليميني على حديقة تملأها أشعة الشمس اللامعة، خرجنا من الباب وسألني العجوز: “هل تعرف أين أنت؟”

أنا: أنا غريب هنا وتبدو الأشياء غريبة أمامي، أنا مشوش كما لو كنت أحلم، من أنت؟

هو: أنا إيليا، وهذه ابنتي سالومي

أنا: ابنة هيرودس، المرأة المتعطشة للدماء؟

إيليا: لماذا تطلق أحكامًا هكذا؟ أنت ترى أنها عمياء، انها ابنتي، ابنة النبي

أنا: أية معجزة جمعتكما؟

إيليا: ليست معجزة، كان كذلك منذ البداية. إن حكمتي وابنتي هما واحد

أنا مصدوم وغير قادر على فهم هذا

استمر في القراءة سالومي العمياء والأفعى العاشقةبقلم: فردوس عبد الرحمن.