أرشيف الأوسمة: محمد الكريم

في اليوم العالمي للقصة ” شغف البدايات “ج 2

فهد

تحقيق :مرفت يس

علاقة الكاتب بالكتابة ممتلئة بالسحر والشغف ولكل بداية قصة، وكل قصة تمتلك سحرها الخاص قد تتشابه أو تختلف لكن تظل البدايات محفورة بذاكرة كاتبها وهذا ما تأكد لنا عندما سألنا كل منهم “حدثنا عن أول قصة كتبتها وأقرب قصصك لقلبك ؟

في الجزء الأول استمتعنا بقصص العديد من الكتاب وهنا نكمل المتعة بصحبتكم

يقول الكاتب السعودى فهد العتيق : أن  شخصية القصة في نصوصه القصصية تأكدت بداية من قصص أولى مثل “شروق البيت” ثم من بعدها وفي مرحلة واحدة قصص مثل “اذعان صغيرط و”حصة رسم ” ، “وعمود التراب “.  وهذه القصص كتبت في مرحلة واحدة تقريبا بعد قراءات جادة وتجارب حاول فيها التركيز على الحكاية الموحية بلغة حاول أن تكون سلسة يحضر فيها المكان والحلم والأسئلة كقاسم مشترك يمثل وحدة انطباع للجو العام وهذا أعتبره العتيق  نقلة نوعية في كتابته وفي رؤيته لمسألة الكتابة السردية بشكل عام. وأضاف أنه كتب قصصه ورواياته عن حارات الرياض القديمة والحديثة والتحولات التي عاشتها هذه المدينة العريقة خلال المئة عاما الماضية متضمنة أسئلة الناس وهمومهم بالذات في كتب” اذعان صغير “، “وأظافر صغيرة “، “وكائن مؤجل”. وظل لهذه الأماكن الحضور الواضح في كل أعماله. وكانت هذه  القصص ضمن كتابه إذعان صغير الذي صدر عن مختارات فصول بالقاهرة عام 1992

وكانت قصته الأولى هي شروق البيت قد حققت حضورا أسعده من خلال عدد من المراجعات النقدية العربية التي كتبت عنها.

 ثم صدر بعده كتاب القصة أظافر صغيرة ورواية كائن مؤجل، وهذه الكتب الثلاثة يمكن اعتبارها قاعدة مهمة انطلقت منهما كتابته الأدبية.

طارق إمام
الروائي والقاص طارق إمام

                 محاولة لاصطياد القص

القاص والروائي طارق إمام

استمر في القراءة في اليوم العالمي للقصة ” شغف البدايات “ج 2

الكف ..قصة:محمد الكريم



نواجذ الموت تتمدد فتسحب الأرواح المتشبثة بالأجساد بلا تردد ودون مقاومة من الأجساد التي تبقى جثثا مبعثرة ، حتى تحملها العربات إلى ثلاجات الموتى .. فثمة ارتباك حصل في مسير طفل تسلمه جادة الطريق إلى مدرسته ، تراجع خطوات إلى مكان الانفجار وبدون وعي لفت أصابعه كف مرمية وسط الشارع الملطخ بالدم ووضعها في حقيبته وبرهبة خوف تلبسه كمن يسرق شيئا . على طول الطريق وهو يترامى ببصره إلى اليمين واليسار وإلى الخلف خيفة أن رؤي من عين مختبئة … دخل مدرسته وهو مهووس وموشوم بالرعب . الجدران الصفراء المبللة بالندى تفتح عيونها ، الرسوم الكارتونية تلقي نظرات مرتبكة حوله ، أصوات غائرة تلتف حول سمعه ، شعور بالغثيان ورغبة بالقيء ، ودون أن يتحدث مع أي من التلاميذ ، اكتفى بالجلوس على رحلته وهو يدير البصر إلى جميع الجهات ، ولم يفهم ما يدور حوله . اقترب المعلم منه وسأله عن كتاب القراءة ، لكنه انجر مرعوبا

  • لست أنا .. لست أنا ..
    حاول المعلم احتواءه ودون أن ينبس بحرف فقط اكتفى بعبارة نسيت الكتاب ..
    لم يفتح حقيبته . الفتحة التي تخبئ الكتب . كون الكف تستقر فيها .. يحسب الوقت ليرجع إلى البيت . هل يخبر أمه ؟
    الدرس الثاني …
    الدرس الثالث انتهى ..
    رغبة بالتبول .. لا بد أن يبول .. فكر بحقيبته كيف يأخذها ؟ .. تركها في الرحلة ، لم يفكر بمتاعه الذي كان يسرق بين وقت وآخر . خرج من المرافق مسرعا إلى الصف . تلمس الكف على حالها . لم يرها أحد .
    غادر المدرسة وهو يغالبه الألم في بطنه ، وصل إلى البيت دون أن ينبس بحرف ، فقط وضع الحقيبة بهدوء على المنضدة وتمدد على
    سريره .
    حالة ما أثارت استغراب أمه التي اعتادت أن ترتب أشياءه حال دخوله المنزل .
  • ما بك يا ولدي ؟
  • ألم في بطني .
    مدت يدها تجس حرارته فزع مرعوبا .
  • لست أنا .. أنا …. أنا ….
    احتضنت ابنها بخوف
  • اسم الله عليك يا ولدي .. خيرك ؟
    أشار إلى حقيبته . دون ان يلفظ
    حرفا.
    مدت يدها والخوف يتسلق شرايينها ..
    الكف كف أبيه ، بخاتم زواجهما تستقر أمام عينيها .. صرخت بألم
    وهلع ..
  • أنا لم اسرقها .. خفت أن تأكلها الكلاب . أو أن تسحقها السيارة .. سيأتي أبي ويرجعها .. !
استمر في القراءة الكف ..قصة:محمد الكريم