أرشيف الأوسمة: باشلار

أسرار الجمال في كتاب شاكر عبدالحميد

بقلم سيد الوكيل

عند تعاملنا مع الإبداع الأدبي،هناك ضرورة أن نفرق بين الباحث و الناقد،فالباحث تلميذ شاطر يجيد استخدام المنهج ويستفيد من الأدوات والإحصاءات والإجراءات ويوظف المصطلحات كمهني محترف،  والباحث هكذا صنف من الناس لا غنى عنه في صيرورة الحياة الأدبية وتطورها ،إنه المهندس الذي يحفر الأرض الصلبة المصمتة ليستخرج منها كنوز المعرفة ، فإذا هي ذهب والماس وياقوت،لكنها تظل غفلا حتى تتلقفها يدّ النقد فتستحيل تحفا لها من الجمال و الروعة ما يجعل قيمتها تتجاوز بمراحل قيمة الذهب و الماس ،فالناقد الأدبى يضفي علي نظريات  العلم مسحة جمالية فإذا كان الباحث يحقق الأمانة فالناقد قد يخونها وإذا كان الباحث يؤكد جدية النظرية فالناقد يلعب بها لصالح الجمال فى النص الأدبى .

استمر في القراءة أسرار الجمال في كتاب شاكر عبدالحميد

حكايتي مع سماء عزت القمحاوي : بقلم سيد الوكيل

إذا كانت القصة القصيرة، ابنه حدس اللحظة، فمعنى هذا أن الكتاب الذي يحوى عدة قصص، هو في الواقع تمثيل لمستويات من السرد، مختلفة في تقنياتها ، وأساليب الحراك اللغوي فيها، وموضوعاتها، بل وأبنيتها السردية.غير أن كل هذا التعدد، لا يمكنه أن يظل في النص الواحد متجاورا كوحدات سردية صغرى، معزولة عن بعضها البعض،  بل عليه أن يدخل في علاقات دلالية متساوقة، أو بمعنى أدق أن تتفاعل كل هذه العناصر فيما بينها، لتمنحنا نسيجا واحدا. غير أن هذا النسيج لا يحرمنا من انفراد كل دلالة بذاتها، فقط هو يخلق نظاما بنائيًا، أو بمعنى أكثر دقة إيقاعا سرديا محكما، هو البديل لمفهوم الحبكة الذي يقوم عليه بناء الرواية التي تحتاج بطبيعة معمارها الكبير، إلى تصميم مسبق يرسم ملامحها ويحدد هويتها.

حتى وإن بدت القصة في بنائها مخلوقا صغيرا، لكن البناء الإيقاعي يمنحها هوية مكتملة. ولعل هذا البناء الإيقاعي، هو بالتحديد ما يسميه باشلار بحدس اللحظة، الذي يعني به، الطاقة المولدة للشعور لحظة الإبداع وكأنها روح جديدة تلبس الكاتب.  هذه الطاقة – التي لا تفني ولا تنشأ من العدم – تتسرب داخل النص وتنتقل إلى المتلقي. في الواقع نحن نفرق بين الرسالة التي تحملها القصيدة وتلك التي تحملها الرواية. فالأولى شعورية والثانية موضوعية. لهذا فالقصة القصيرة بوصفها فنا بينيا يتعين عليها أن تنتج موضوعها عبر تيار من الشعور، بحيث لا يشعر القارئ بوطئة الحدث كأنما كل شئ يحدث هنا والآن وبلا بداية أو نهاية.   

 ومن ثم يظل النص القصصي واعدا بدلالات مخبوءة، قد لا تعلن عن نفسها بوضوح في وعي كاتبها، لكنها تمنح القارئ فرصة إنتاجها وفقا لحدسه هو. بعكس البناء الروائي، الملتزم بوجهة النظر، ويستهدف قيادة القارئ إليها.

إن وجهة النظر هذه هي التي تعلن عن هوية الرواية. لهذا يمكننا أن نصف رواية ما بأنها تاريخية، أو سياسية أو نسوية.. إلخ. فيما لا يمكننا، أن نحدد هوية القصة على نحو اصطلاحي يتفق عليه الجميع، تظل القصة ابنة حدس اللحظة ليس في كتابتها فحسب، بل في تلقيها أيضا.

استمر في القراءة حكايتي مع سماء عزت القمحاوي : بقلم سيد الوكيل

فن كتابة الأحلام ..تأسيس نظري : سيد الوكيل

إذا نظرنا إلى أحلام فترة النقاهة، سنرى أن الرغبة في سبر الواقع الداخلي للإنسان، الذي يتجاوب مع المعنى الواسع للواقعية الإنسانية. يتشكل في صور مختلفة، تومض على نحو غامض في ثنايا النص الإبداعي سردًا وشعرًا، وتصوفًا، وفلسفة.. إلخ. لكنه ينتهي إلى شكل أدبي جديد ومستقل، بل ومتفرد بذاته في نهاية رحلة الجمال المباركة عند نجيب محفوظ” إن النشاط الحلمي المتميز، يمكن أن يعتبر نوعًا من الإبداع في ذاته، إذا وسعنا تعريف الإبداع بما يستحق”[1](1). كما أن الحلم من إبداع الحالم، وهو الذي يحدد حبكته كما يذهب إريك فورم.

استمر في القراءة فن كتابة الأحلام ..تأسيس نظري : سيد الوكيل

مدد الأحلام …سيد الوكيل

إن كتابة الأحلام ليست شكلاً  مغلقا على نجيب محفوظ صاحب ( أحلام فترة النقاهة ) بقدر ما هو فضاء سردي واسع، طالما مارسناه بين صفحات قصصنا ورواياتنا، بل وفي حياتنا اليومية. غير أن  نجيب محفوظ أعطى لسرد الأحلام مشروعية أن يكون فنًا أدبيًا مقصودًا لذاته، حيث يمكن لأي منا أن يدلي فيه بدلوه، كل على قدر استطاعته وإمكاناته. فشأن كتابة الأحلام، شأن كتابة القصة، أو الرواية، أو السيرة الذاتية التي أعطاها محفوظ سمت الأصداء، فتجاوزت الطابع السير ذاتي، لتنتهي إلى شظايًا، أو ومضات ورشفات مكثفة، ومستقلة عن بعضها البعض، لا تستسلم لتراتبية زمنية ممتدة. وتنزع إلى التجريد، وتتاخم حدود الرؤى والتأملات والخيالات.

 في هذا السياق، يكتب محمود عبد الوهاب (أحلام الفترة الانتقالية) ويكتب شريف صالح (دفتر النائم) وكتبت أنا (لمح البصر ).. إلخ

استمر في القراءة مدد الأحلام …سيد الوكيل