أ
ا
دقة المصطلح ورحابة التطبيق
يُفهم الأدب السياسي في الغرب، على أنه ذلك الأدب الذي يتخذ من جدلية العلاقة بين الحاكم والمحكوم موضوعا له؛ مع التأكيد على أن هذه العلاقة تتجلى في موضوعات شتى، تشتبك بالواقع السياسي مثل: القضايا التي تتعلق بالفساد السياسي والممارسات الحزبية، وحقوق المواطنة والحق في العمل، وغير ذلك من الموضوعات التي تدخل في صميم العلاقة بين الإدارة السياسية للدولة والمواطن. وهى بطبيعة الحال، قد قطعت شوطًا كبيرًا في النظم الديموقراطية، التي تعبر عن نفسها خلال قنوات قانونية مثل: صناديق الانتخابات، أومن خلال برامج الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة التي مثل المنظمات الحقوقية. لذلك، فإن الحاجة للأدب السياسي في مثل هذه المجتمعات، ليست ملحة بوصفها فنًا أدبيًا مميزًا، حيث ينظر إليها بوصفها قنوات إضافية للتعبير المباشر عن الرأي، شأنها شأن المقالات الصحفية وبرامج (التوك شو)، حتى وإن اتبعت طرقا فنية بسيطة للعرض، كالرمز والإسقاط تسهم في نقل الرسالة على نحو واضح وشبه مباشر. ومن ثم، فالرواية السياسية وفق تعريف جوزيف بلونتر: ” هي كتاب يصف: مباشرة، ويفسر ويحلل ظاهرة سياسية” 1
وتعتبر السخرية والكشف عن المفارقات اللاذعة ضرورات فنية تستهدف القارئ وتحريضه. بهذا المعنى، فإن الأدب السياسي ـ في الغرب ـ يحدد ملامحه ويعّرف نفسه على نحو مستقل عن فنون الأدب المألوفة التي مثل الرواية أو القصة، كما يحدد وظيفته على نحو واضح، وهى استهداف الجمهور وتحريكه بوصفه ورقة الضغط الأقوى على الحكومة، أى أنه أدب تحريضي، أكثر منه أدبا سياسيا.
استمر في القراءة أساليب السرد في الرواية السياسية وتحولاتها: سيد الوكيل