أرشيف الأوسمة: كيف تكتب حلمك

سيد الوكيل يقودنا إلى الطريق في «لمح البصر». بقلم: د. ممدوح النابي.

كتب:ممدوح فراّج النابي

          سيد الوكيل كاتب وناقد مصري يُعتبر من أَغزر أبناء جيله إنتاجًا على مستوى الكم والكيف معًا. في نصوص الوكيل ثمّة مراوحة بين أنواع مُختلفة وإن كانت قريبة، وهو ما يشير إلى انحيازه وولائه للكتابة بغض النظر عن مسألة الهوية التجنيسيّة التي يكتب تحت إهابها. وهو ما يعني أن مرحلة التجريب التي تلازم نصوصه هي نِتاج وعي بمرونة النظرية النقدية، وقدرتها على خلق أنواع بديلة قد تكون هجينة بعض الأحيان، وبعضًا تكون مُستقلة، كما هي الأحلام التي ينثر فيها أفكاره في هذا العمل الجديد. فتنوّعت كتاباته ما بين القصة والرواية والنقد، وأحيانًا يمزج بين السيرة والرواية والنقد معًا كما فعل في «الحالة دايت».نشر الوكيل من قبل «أيام هند» ١٩٩٠، و«للروح غناها» ١٩٩٧،و«مثل واحدآخر»٢٠٠٤ في مجال القصة القصيرة. و«فوق الحياةقليلاً»١٩٩٧، و«شارع بسادة»٢٠٠٨، و«الحالةدايت:متتالية فى سيرةالموت والكتابة» ٢٠١١، في  مجال الرواية. أما في النقد فأصدر«مداراتفىالأدبوالنقد » ٢٠٠٢، و«أفضيةالذات:قراءةفىاتجاهاتالسّردالقصصى» 2006.

          نصوص “لمح البصر”الصّادرة مؤخّرًا، عن روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة، تمثِّل نموذجًا حيًّا لحالة التجريب والتمرد على المألوف في الكتابة التي خبرها الكاتب في نصوص سابقة، وفي هذا العمل الجديد لا يني يمارس غوايته في التجريب والتعامّل مع نصه كمادّة مرنة طيِّعة قابلة للتشكيل والتغيير حتى داخل النص نفسه، فتتماسمعالقصة القصيرة في شكلها، ومع الأحلام في رؤاها ودلاتها، كما أن بنتيها تنهل من ذات بنية اللاوعي التي هي مصدر الأحلام. لذا ليس من المبالغة إذا وصفنا هذه النصوص بأنها تنتمي إلى ما بعد الحداثة، حيث التركيز على العوالم الصغيرة التي ينفتح بها على العالم الأكبر، والاتكاء على الإيجاز في تلخيص العالم، والهروب بالحلم من فداحة الواقع الراهن، والانفصال عنه بالعودة إلى مواطن الطفولة، وانشغالاتها وبراءتها، وأحلامها البسيطة التي تُعادل العالم لحظتها.

استمر في القراءة سيد الوكيل يقودنا إلى الطريق في «لمح البصر». بقلم: د. ممدوح النابي.