أرشيف الأوسمة: مجموعة قصص

القيم الدلالية والجمالية في قصص ” هروب “.بقلم: عبد النبي بزاز

تتوفر أهم مقومات وعناصر القص الموجز في مجموعة « هروب » للقاص المغربي أنس اليوسفي من تشذير ، وتكثيف ، واختزال … مما يمنح نصوصه خاصيات تغني متنه القصصي من خلال انفتاحه على « تيمات » اجتماعية وقيمية دينية تاريخية بأسلوب يعتمد الإيحاء والترميز والإشارة بدل التصريح والتقرير. فإذا كانت قصص الأضمومة تتمثل وتستجيب لخصائص القصة القصيرة جدا ، وما تستلزمه من عناصر فنية وجمالية وإبداعية توفرت داخل ثنايا قصص المجموعة بحكم صدورها عن مَلَكة خلق وابتكار لقاص نحت نصوصه في توليفة جمعت بين الومضة والشذرة لتشكيل لوحات ، رغم طابعها الاختزالي ، غنية بأبعاد دلالية ورمزية ذات موضوعات تمتح من محيط خارجي يعج بحالات ومظاهر موسومة بأنماط فساد ينخر كيان المجتمع ، ويجهز على مكتسباته الاعتبارية بشتى أشكالها وأنواعها …مثل موضوع الدين في ارتباطه بجانب الممارسة الشعائرية في نص « خلاعة » : ” التقى بها بعد التراويح . ” ص 12 ، أو في جانبه الرمزي من خلال شخصية النبي يوسف: ” كلما شاهد فتاة تذكر ( يوسف ).. ” ص 15 ، والنبي أيوب :

استمر في القراءة القيم الدلالية والجمالية في قصص ” هروب “.بقلم: عبد النبي بزاز

حين تقول الأنوثة بلا كلمات وتتمرد بلا صوت

 قراءة في مجموعة “الأحمر”  للكاتبة ميرفت ياسين

بقلم: سفيان صلاح هلال

واحدة من المشكلات التي تقابل الأنثى في بعض الأطر الاجتماعية ذات الطابع الذكوري هي حصار حاجتها إلى التعبير، وفرض صيغة العيب أومفهوم العورة على ما يتعدى مفاتن جسدها إلى صوتها وكلامها، وقد وردت الكثير من القصص في تراثنا تحكي أن التعبير بالإشارة  أو بالكلام ذو الدلالات التي تشير ولا تفصح من بلاغة النساء. وهذه الأطر بوجه عام فرضت هذا الحصار على الأنثى، ليس من باب كراهيتها أو التقليل من شأنها أو التحقير منها كما يدعي البعض،  وإلا ما كتب ذكورها ذلك الكم من الغزليات: صريحها وعفيفها، وما ملأت كتبنا قصص الحب واللوعة وآلام انقطاع الوصال! في رأيي الشخصي أن هذه المجتمعات تقدس المفاهيم الأسرية والقبلية التي تقوم عليها، وتحاقظ على أمنها وسلامها الاجتماعي من خلالها، أكثر من تقديسها للفردية؛ لهذا وضعت على عاتق المرأة أمانة حفظ الأنساب ونقاء السلالات باعتبارها الضامن الوحيد للانتماء حتي وقت قريب حين اكتشفت التحاليل الخاصة بالنسب، وقد كان الحصار أشد في أوربا نفسها  بأزمنة العصور الطبقية والعرقية، حتى تحولت للفردية ومفهوم الدولة فأعطت للنساء مثلما أعطت الرجال من حقوق، وفرضت على الجميع نفس الواجبات. .ز

رغم هذا فمعظم الكتابات الأنثوية تشعر بشيء من الضيق تجاه الرجال رغم أنهن في الممارسات الواقعية قد يفرضن على أنفسهن أكثر مما يفرضه عليهن الرجال! كنوع من حرصهن على استقرار المجتمع، وفي مجموعة  “الأحمر”  القصصية للكاتبة “مرفت يس”  والتي صدرت عن دار كيمت  2020- يبين التعبير الدال منذ العنوان، فالأحمر لون له دلالة تحمل الأضداد، فكما يعبر الورد الأحمر عن الحب، فالإشارة الحمراء تعبر عن المنع، ويعبر اللون الأحمر عن الخوف في الدلالات النفسية، وهو أيضا إشارة لليالي المبهجة ذات الطابع الأيروسي، وقد يعبر عن الدموية والقتل… ولا أستبعد أن تكون كل هذه الدلالات أرادتها الكاتبة بوعي أو لا وعي للتعبير عن متناقضات حياة الأنثى الرومانسية الحالمة سيدة الليالي الحمراء، الخائفة دائما من الرقيب ومن العمر الذي يمضي ليتغذى على أنوثتها، الأنثى المقهورة التي تحيط بها إشارات المنع، وهي التي من المفروض عليها  أن  تمنح البهجة،  الأنثى التي قد تسقط ضحية لتدفع ثمنا لا يدفعه الرجال  للحفاظ على تعاليم المجتمع اللا فردي ….. نعم كل هذه الأحاسيس تملأ المجموعة سواء من العناوين العامة مثل: عزل، بقع سوداء، مرايا، حالات خاصة، أوالعناوين الفرعية الخاصة بالقصص مثل:  قبلات محتالة، لذة الألم، شمعة، أطياف نورا، وغيرها…. وكلها عناوين تدل على الحلم في “غزل”  أو التضحية في شمعة، أوالحصار في قبلات محتالة … … وربما هذا ما جعل لغة الكاتبة في البداية تميل للكثافة التي تجعل مجموعة من الأقاصيص تبدو كقصائد بمراوغتها وخيانتها للغة :

استمر في القراءة حين تقول الأنوثة بلا كلمات وتتمرد بلا صوت