أرشيف الأوسمة: ملفات

غُرفة المسافرين .. مُتعة السفر ولو عبر قصة

أحمد جاد الكريم

يُعد السفر عند البعض فكرةً مُستبعدة تماما، الانتقال لديهم محدود جدا، خاصة ممن تعودوا على لزوم أماكن بعينها لا يبرحونها، وفي بيئة مثل الصعيد، يشق على المسافر قطع مئات الكيلومترات للوصول إلى العاصمة، وما جاورها من محافظات وجه بحري – كما يطلقون عليها هنا في الصعيد – مما في ذلك من عناء للحصول على تذكرة في القطار أو الأتوبيس بالإضافة إلى عناء آخر يتمثل في تحمل وسائل مواصلات رديئة، كان على أغلب الصعيديين المكوث في قراهم ونجعوهم، والذين فكروا في السفر، واستقروا هناك في “وجه بحري” ذهبوا، وتباعدت مواعيد الزيارة بعد أن كانت في مواسم الأعياد صارت في مناسبات الأفراح أو الأتراح، ثم حطت وسائل التواصل الإلكترونية فاكتفوا بتبادل التهنئات، ثم انمحت الزيارة كفكرة أو كادت من الأساس أما الذين غادروا لدول الخليج وأوروبا فقد أكلتهم الغربة هناك، ولم يعد لهم وجودٌ إلا على الشاشات الزرقاء.

استمر في القراءة غُرفة المسافرين .. مُتعة السفر ولو عبر قصة

هالة البدري إيقاع هاديء وتجربة ثرية (ملف خاص) إعداد: مرفت يس

مقدمة الملف كتبها د. مصطفى الضبع

مدونة هالة البدري السردية

مقالات متنوعة عن أعمال الكاتبة والروائية هالة البدري

فارس خضر

هالة البدري على أجنحة الحصان ” بداية الخروج من أدب الهوانم “

خيري عبدالجواد

هالة البدري: بين أجنحة الحصان وأجنحة الواقعية المحلقة

د. أماني فؤاد

السرد النفسي ــ الشاعري في “امرأة ما”…لهالة البدري

حسين سرمك حسن

هالة البدري : “خيتينيا” الخراب

د.سيد محمد السيد

هالة البدري”أجنحة الحلم المنكسر

د.مصطفى الضبع

“ليس الآن” مستقبل بلا تاريخ ولابطولة ..هو الانفتاح

ملف القصص

ولادة وحلابة

سيجا

أجنحة الحصان

نخيل الخمر الصحراوي

خيتنيا

قصص قصيرة للكاتبة: هالة البدري

مدونة هالة البدري السردية

د.مصطفى الضبع

هالة البدري4
الكاتبة هالة البدري

نهاية الثمانينيات تعرفت على الراحل كمال عبد الحليم، ترددت عليه في دار الغد، وقتها كان مهتما بنشر الإبداع الجديد، معظم كتب الإبداع التي كانت ترد إليه كان يمنحني فرصة قراءتها لإبداء الرأي في النشر، اكتشفت لاحقا إنه كان يمنح الكتاب نفسه للأستاذ عبد المنعم سعودي، وشرح لي الأمر ببساطة بقوله: أنا اعتبركم لجنة قراءة تجمع بين جيلين بينهما ثلاثة عقود من الزمن.

استمر في القراءة مدونة هالة البدري السردية

قراءة في المجموعة القصصية (نبُّوت الخفير) لمحمود تيمور

محمد سالم عبادة

“القَهَواتُ في المدينة لها مناضِد يبسطون عليها الأغطية، وشرفات ذات ظلاّت ملونة تتلألأ فيها المصابيح. وهنالك الحاكي أعجوبة الدهر: آلة من حديد لها صوت إنسان، تنطلق فتغني أو تنبعث منها نغمات العزف على آلات الطرب دون انقطاع, فتشيع في القلوب الأنس والمراح”

محمود تيمور
محمود تيمور

استمر في القراءة قراءة في المجموعة القصصية (نبُّوت الخفير) لمحمود تيمور

الرسالة …قصة: محمود تيمور

حين مات عنها زوجها، وزفت ابنتها الوحيدة إلى عروسها من بعد، تخلّت هي عن مسكنها في العاصمة، واختارت لها شقة صغيرة في ضاحية «الزيتون»، فكانت تحيا هناك في شبه عزلة، لا مؤنس لها إلا ذكريات أيامها الخوالي.

ولعل ذكرى واحدة بين ركام ذكرياتها المختلفة، ذكرى فريدة غالية، هي التي احتلّت من نفسها أعز مكان.

استمر في القراءة الرسالة …قصة: محمود تيمور

محمود تيمور رائد القصة القصيرة(ملف خاص)

تعريف موسع: إعداد، محمود حسنين

القصة القصيرة, تلك هي الإيقونة للنثر الأدبي, قام الكثير بتهميشها وتغريب موطنها الإبداعي, وقد ساعد في ذلك تلك السعفة التي أشعلها الدكتور جابر عصفور حينما أطلق مقولة”زمن الرواية” فانطلقت كالنار في الهشيم, وكلما وجدنا مقولة تطلق لتعميم شيء جزئي ليسطو على ما حوله, يأتي وقت مع مرور الزمن طال أم قصر, لينسحب البساط ويعود كل كيان إلى مكانته.

فالساحة الآن بعد ثورتين من تطور الوعي نأمل أن تكون هدأت, استعدادا للعودة إلى سابق عهدها, ولابد من تحريك الركود الثقافي  لكي نساعد على النهوض بمفهوم الثقافة في ظل هذه التطورات، ومن أهم تلك العوامل إطلاق ذاكرة القصة المصرية, الذي يتبناه الناقد والروائي الكبير الأستاذ سيد الوكيل, فأننا في حاجه إلى هذا النمو الثقافي, وإلى التوعية بمكانة النوع الأدبي, حيث إننا متعطشون لفهم الواقع الذي تتجه إليه الثقافة بصفة عامه في معظم الدول العربية، فمشروع ذاكرة القصة المصرية يأتي لأهمية وجمال فن القصة القصيرة في مصر والوطن العربي، نظراً لابتعاد الكتاب والناشرين والقراء أيضا وعزوفهم عنها, فكانت تلك هي أجمل مبادرة يقوم بها إنسان واعي بمعني النوع الأدبي, وأيضا للحفاظ على جنس أدبي له مكانته منذ فجر التاريخ.

“يعتبر الكاتب محمود تيمور، حيث لقب بشيخ القصة العربية، ووُلد في أسرة اشتهرت بحبها وعشقها للأدب والعلم وخدمة العلم، والده العلامة أحمد تيمور, كرّس حياته وماله لخدمة التراث والأدب العربي، فترك إرثاً عظيماً للأدباء والعلماء من بعده، وهي المكتبة التيمورية والتي لا زالت موجودة إلى يومنا هذا قائمةً في دار الكتب المصرية، وعمته الشاعرة عائشة التيمورية والتي سطع نجمها في زمن خلا من الأديبات والمبدعات من النساء، أما شقيقه فهو الأديب والكاتب المسرحي محمد تيمور.

 وُلد الكاتب محمود تيمور في 16 حزيران من عام 1894م في (درب سعادة) في القاهرة. قضى محمود تيمور طفولته في هذا الحي الشعبي، واختلط بأهلها وجالسهم واستمع إلى أحاديثهم ولعب مع أطفالهم، ثم انتقل مع أسرته إلى ضاحية عين شمس في الريف، ثم ما لبث أن عاد إلى حي الحلمية في القاهرة، وهو حي عُرف عن ساكنيه أنهم من العلماء وأصحاب الجاه والموظفين، أما محمود تيمور فقد كان يقصد الريف ليقضي فيه إجازاته الصيفية، فعاشر فيه الفلاحين وألف حياتهم وجلساتهم. هذه الحياة التي قضاها محمود تيمور في البيئات المتنوعة التي عاشها بين الريف والمدينة، أكسبته حساً بالوطنية، وقربته من الحياة الشعبية، وكان لهذه الخبرة دوراً كبيراً في أدبه حيث نهل من بحرها ما استطاع ليكون لنفسه ينبوعاً يروي منه كتاباته ومؤلفاته

بلغ محمود تيمور مكانة أدبية عظيمة فها هو الأديب طه حسين يقول عنه ((فإذا قيل إنك أديب مصري ففي ذلك غض منك، وإذا قيل إنك أديب عربي، ففي ذلك تقصير في ذاتك، وإنك لتوفي حقك إذا قيل أنك أديب عالمي، بأدق معاني الكلمة، وأوسعها، وأعمقها، ولا أكاد أصدق أن كاتباً مصرياً- لم يكن شأنه- قد وصل إلى الجماهير المثقفة، وغير المثقفة، كما وصلت أنت إليها؛ فلا تكاد تكتب، ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب- حتى يصل إلى قلوبهم، كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله.

قصص وقراءات

قصة الجنتلمان وقراءة أ سيد الوكيل

الجنتلمان…قصة: محمود تيمور

الرسالة …قصة: محمود تيمور

شندويل يبحث عن عروس

محمد حسن عبادة

قراءة في المجموعة القصصية (نبُّوت الخفير) لمحمود تيمور

شندويل يبحث عن عروس

 قصة قصيرة لمحمود تيمور

كان “شندويل” جالساً القرفصاء، معتمداً رأسه براحتيه، وقد ملكه تفكير مضطرب حائر، وران على الدار هدوء ثقيل، يشيع فيه هم وقلق ورتوب. وجب أن يحسم شندويل الأمر على أي نحو يكون. لم يعد طفلاً ولا صبياً، إنه شاب مكتمل الشباب، بل إنه بلغ مبلغ الرجولة، وانصرم الوقت وشندويل لم يُغيِّر جلسته، يضرب في متاهة لا يعرف له منها مخرجاً .. وبغتةً ألفى نفسه ينهض، وعلى وجهه يرتسم عزم وتصميم، وأخذ سمته إلى “أم فكرية”

استمر في القراءة شندويل يبحث عن عروس

الجنتلمان…قصة: محمود تيمور

كنتُ وصديقى “عزوز” إذا طالت جَلْستُنا  في القهوة، ورغبنا في تناول العشاء، قصدنا “مطعم فورفاتلي ” بشارع “عدلي ” …نفضله على سائر المطاعم ـ بالرغم من صغره وتواضعه، لعنايته بإعداد بعض الألوان الإيطالية الأصيلة. وأعلن “السنيور فورفاتلي ” أنه سيحدثُ انقلاباً في مطعمه، يتناول كل شيء فيه بالتجديد. وذهبنا يوم الاحتفال بافتتاح المطعم في مظهره الحديث، فلم نر إلا تغييراً يسيراً سطحيًا إذا استثنيتُ أمراً واحداً جديراً بالملاحظة، ذلك أن “السنيور فورفايلي ” رأى أن ينصب على مقربة من باب المطعم دمية من ورق مقوى تمثل سيداً أنيقًا  يحملُ في يده قائمة الطعام، وكانوا يسلطون على هذه الدمية نوراً كهربياً تبدو به بهيجة تستوقف الأنظار

.

استمر في القراءة الجنتلمان…قصة: محمود تيمور

النظارة السوداء بين الرواية و السينما

بيتر ماهر الصغيران

d8b1d988d8a7d98ad8a9-d8a7d984d986d8b8d8a7d8b1d8a9-d8a7d984d8b3d988d8afd8a7d8a1-d984d8a5d8add8b3d8a7d986-d8b9d8a8d8af-d8a7d984d982d8afd988d8b3

الافتتاحية يحيلنا الكاتب إلى شخصية البطل بشكل مباشر ،حيث وضع مقدمة بنى فوقها كل أفكاره ،عن ملامح الشخصية التي تصارع من أجل المثل العليا ،كما ذكر هذا في أول سطر بالرواية .

المثل العليا ينقلها فيما بعد إلى رؤية البطل عن صراع الطبقات بين الأغنياء و الفقراء ، كيف تؤثر الحالة الاجتماعية في طريقة التفكير ؟

التضاد يتضح في الرواية على أكثر من شكل ،يوجد الصراعات الفكرية و الطبقية ، حتى الصراعات النفسية ;لذا عمق رؤية الشخصيات من الخارج و الداخل .

جاء العنوان في حد ذاته هو أول مظهر خارجي أهتم به الكاتب; بل و إبرازه  كعلامة استرشادية رمزية ،تطرح رؤية الكاتب حول البصيرة التي تتخفى فيما وراء هذا السواد الذي حجب العقل .

كما لو أراد الكاتب أن يقول ليس كل مبصر يقدر أن يرى بالبصيرة ، يستكمل أيضا الشكل الخارجي للبطلة أنها تعاني من قصر النظر و يمتد الحديث عنه ،عندما تكون الأفكار أحادية الجانب ، كنظرة قاصرة عندما تركز على الجسد كمفهوم مادي ، ذلك في مقابل العاطفة و الإحساس ،فهو أراد الحديث عن ماذا تفعل الغريزة إذا سيطرت على الإنسان و تحكمت فيه ؟!

على سبيل المثال في وصفه للبطلة من الخارج قال :

كانت تمثلا جميلا من الحجر

بينما البطل بحسب المظهر الخارجي الذي وصفه الكاتب عنه، فهو الفنان الذي يصدر إلينا في صور بصرية أفكاره بينما نقدر أن نقول أن (سوزيت) هى كل شىء قابع داخل شخصية البطل غير مرئي ;لكنه أراد أن يخفيه، فهى المراّه العاكسة لشخصيته كنقيض للبطل .

لذلك يقول الكاتب :

لكنه كان يشعر بإن هناك شيئا يربطه بها

على الرغم من حالة السخط الذي عاشه ضدها ;إلا انه في نفس الوقت كانت تثير قلبه و شغفه عنها

يمتد حديث الكاتب ، يكسر الحاجز ما بين السرد الروائي و الصحفي ، يكتب عن الفرق ما بين الإنسان و الحيوان.

فهو الفرق بين الوعي و اللاوعي ،بين الفكرة و المادة ،بين المبدأ ولا مبدأ .

فقد عبر الكاتب في شخصية (سوزيت) عن تجليات تخلي الإنسان عن إنسانيته ; لذا وجدنا المازوخية و محبة الاستسلام حتى في حضور الألم .

على النقيض من هذا الاستسلام ،جعل الكاتب الحب بمعناه الشامل و المجرد ،بعيدا عن المادة الحاضرة في الجسد

هى العلاج لمن تعامل معها كمريضة يعالجها بالحب ،حتى دار الحديث عن الجسد في مقابل الروح .

يضعنا الكاتب أمام الوعي و الإدراك في قدرته على إيقاف زحف الغريزة، في مقابل التركيز على الحرية الهادفة أو المسؤولة .

قطع الكاتب السرد بتعليقه كرواي عدد من المرات  على الأحداث بنفس تقنيات الصحفي المحقق ،ثم يتدخل كرواي عليم يدافع عن البطلة كضحية ،فلم يترك القارىء ليقرر بنفسه مدى براءة البطلة من عدمه .

عن مجتمع ما قبل يوليو 1952 حيث الحضور الكبير داخل المجتمع المصري للأجانب سواء المقمين في مصر و لم يحدث تزاوج بينهم و بين المصريين أو الذي أطلق عليهم الكاتب (المتمصريين)

 تدخل أيضا كرواي عليم و يوجه القارىء إلى أفكاره  ،أن تلك الطبقة كانت سببا في إفساد العقلية المصرية اّنذاك .

اعتقد أن الكاتب عمل إعادة صياغة لمسرحية (ترويض النمرة) لشكسبير ، كانت قراءة بمفهوم عصري،  محاولات البطل الدائمة ،لكبح جماح الغريزة داخل الأنثى (سوزيت) .

بشكل عام حرص (إحسان عبد القدوس) في تصدير هذا المفهوم في الكثير من أعماله ، أشهرهم رواية (أنا حرة)

رغم ذلك لم يغفل الكاتب الصراع الناشىء بحكم الطابع الشرقي للبطل و السؤال الذي طرحه :

كيف يتزوجها و هى ليست عذراء و كان هذا هو السؤال الأهم في رأيه .

التحولات التي طرأت على الشخصية ،فهم منها القارىء ما هو الدافع الذي جعل الكاتب يتدخل في سياق الأحداث ، يقطع السرد و يدافع عن (سوزيت) .

عند المقارنة بين البطل و البطلة، نكتشف أن البيئة التي نشأت بها البطلة ،لم تكن تهتم بالمبادىء ولا بالمثل العليا ;

لذا كان من الطبيعي  أن تنحرف .

بينما البطل لم يكن لديه ظروفا مواتية حتى ينحرف ، كان تعلقه بالمبادىءتعلقا زائفا، فهو كان  ظلا للمبادىء ، بوق يتحدث بها فقط ،عندما أتت إليه فرصة الانحراف ،تخلى عن كل المبادىء التي كانت سببا في علاج البطلة ، كأنه مثل ساعي البريد الذي يقدم الرسالة، بغض النظر عن الاقتناع بمحتواها .

عام 1963 قرر المخرج السينمائي (حسام الدين مصطفى) تحويل (النظارة السوداء) إلى السينما، في خطوة جرئية منه  ،لتحويل هذا العمل الأدبي ،الذي يعج باّراء شديدة التناقض مع المجتمع المصري المعاصر لأحداث الفيلم .

_320x_77b6b83362014ddaffff2dc395c076ad481cc3c9a5994e12260597c118fec630

من ضمن خطوات التحويل تمصير البطلة ، تحولت (سوزيت) إلى (مادي) بنفس دلالة تصرفات البطلة التي كانت تقدس الجسد في مقابل إهمال الروح الإنسانية .

لو كانت البطلة قدمت بشخصيتها الاجنبية، من الممكن أن يكون الأمر مقبولا لدى المشاهد، أن البطلة بحسب مفهوم البيئة التي تربت بها ، تقدس الجسد المادي في مقابل الروح .

لكن الغريب أن نجد شخصية بفترة الستينات من القرن العشرين، تعيش بنفس مفهوم المرأة الأجنبية، من ضمن إطار عام من  التحولات التي جرت على المجتمع ما بعد يوليو، حدث هذا أثناء فترة عرض الفيلم ،مع بدايات العولمة التي تخطت الطبقة الاستقراطية إلى الطبقات المتوسطة أيضا .

الخطوة الثانية من خطوات التحويل ، شخصية البطل الذي ظل محافظا على المبادىء ، يعمل بالهندسة و يحب القراءة.

 قام بتغيرها عن طريق الحب والقراءة و الاشتراك في العمل العام على مستوى المجتمع، فهو خرج من الترويض الخاص إلى الترويض العام عن طريق جعلها فردا صالحا في المجتمع .

التحول الثالث الذي كان نقطة هامة داخل أحداث الفيلم ،أن البطل رغم الانحراف الذي تعرض له في فترة من فترات حياته ;إلا إنه عاد إلى مبادئه سريعا ،عكس بطل داخل الرواية الذي استمر في عناده .

اعتقد رؤية المخرج في عودة البطل ،هو إعطاء الأمل في التغير إلى المشاهد السينمائي ،الذي هو أوسع كقاعدة جماهيرية  من القاعدة الجماهيرية للقراء .

من أجل أن يخرج الفيلم من مأزق النهاية الدرامية الحزينة ،كانت تتجه معظم الأفلام إلى النهايات السعيدة ، لم تكن تميل إلى النهايات المفتوحة أو التي تترك الفرصة للمشاهد بالتفكير أو التأمل .

“ليس الآن” مستقبل بلا تاريخ ولابطولة ..هو الانفتاح

                                                د. مصطفى الضبع

في روايتها “ليس الآن” الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب تسعى هالة البدري أن تقدم عالما للغربة الجديدة عالم وضعت بذوره من قبل في روايتها السابقة “منتهى” ولكنها تجعله في “ليس الآن” ينهض متخلفا ممثلا للوطن في تدرجه عبر الزمن، فرواية القرية بوصفها تمثل الأساس الذي تنبني عليه نهضة المدنية والحضارة فإنها دائما تأتي على نحو من الأنحاء رامزة للوطن جميعه وقادرة على أن تمثله في مرحلة من مراحله فالقرية إذن تفضي إلى المدينة وقليلا أو نادرا ما يحدث العكس.

استمر في القراءة “ليس الآن” مستقبل بلا تاريخ ولابطولة ..هو الانفتاح

هالة البدري”أجنحة الحلم المنكسر

د.سيد محمد السيد:

رابط القصة

أجنحة الحصان

في قصتها “أجنحة الحصان” من مجموعتها التي تحمل هذا الاسم – مختارات فصول الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1992م – تقدم “هالة البدري” المصري القروي الجنوبي “أبو شريف” وامرأته في العراق بعد أن توفر لهما ألف دينار، الرجل يرغب في شراء حصان، بينما تحرضه المرأة على شراء بقرة، هذا هو المحتوى الحكائي للقصة، وطوال الزمن الحاضر في الحكاية يحاول كل منهما تبرير رغبته.

استمر في القراءة هالة البدري”أجنحة الحلم المنكسر

هالة البدري : “خيتينيا” الخراب

حسن سرمك حسن

تحليل قصة “خيتينيا” لـ “هاله البدري”

رابط القصة

قصة : “خيتينيا”

قصر النملة

قصة “خيتينيا” هي آخر قصة قصيرة من مجموعة “قصر النملة” للقاصة والروائية “هالة البدري” – الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2007- وهي من النصوص التي تنبغي مراجعتها والوقوف عندها طويلا وعميقا . إنها نص مقاوم من نوع جديد لم يُطرق من قبل حسب اطلاعي وملاحقتي للنصوص السردية التي كتبت في السنوات الأخيرة التي شهدت صعودا مخيفا للمد االمتخلف في الحياة العربية الاجتماعية ، حيث نلاحظ وبكل أسى وقلق ، بل حتى بخوف أن حركة الحياة تتراجع ، وأن الجمال في ما حولنا ينحسر ويضمر ويموت ، وأن مخالب القبح الباشطة صارت تمزق جسد الجمال الهش بطبيعته ، وكأن هؤلاء المتخلفين يريدون تبليغنا رسالة من شقين : إن القبح أكثر جسارة من الجمال أولا ، وأن علينا ، إذا أردنا أن نتمتع بالجمال أن نهرب به ونستتر تحت أثقل الأستار ، لأنه سيكون من الآن فصاعدا جريمة تدان بأحكام قد تصل حد الموت . سيكون حالنا مثل حال “ونستون سميث” بطل رواية “1984” لجورج أورويل الذي إذا أراد أن يقبل حبيبته عليه أن يقطع الفيافي ليظفر بفسحة منعزلة لا تراقب .. ومع ذلك كان معاونو “الأخ الكبير” – ديكتاتور أوقيانيا – يصوّرونه. لقد قدّم أورويل بطله كإنسان أخير وبلغة نيتشوية فريدة . ومن منظور آخر يمكننا أن ننظر إلى بطلي قصة هالة هذه كرمز للإنسان الأخير الباحث عن قيم الجمال والحب والنماء .

استمر في القراءة هالة البدري : “خيتينيا” الخراب

هالة البدري على أجنحة الحصان ” بداية الخروج من أدب الهوانم “

فارس خضر –

15/11/93

هالة البدري4

كلماتها الذائبة في موسيقى العشق تغوص في الأعماق وتلمس أدق المشاعر الإنسانية، تجلوها وتكتشفها من جديد. لا تبالي بالموروثات والتقاليد القديمة. فهي قادرة على الاقتحام والهدم.. وفي مسرح الهناجر بالأوبرا حيث أقيمت الندوة التي ناقشت “أجنحة الحصان” المجموعة القصصية الأخيرة للأديبة هالة البدري اجتمع النقاد والأدباء في مناقشة عنيفة لم يسلم منها نقادنا الأعزاء من مبدعينا الذين يملكون جيدا وسائل الدفاع عن الإبداع الصادق.

أجنحة الحصان

والعالم القصصي للأديبة هالة البدري مهوش غير متيقن يطرح من الأسئلة أكثر مما يجيب عليها أسئلة تحرك الذهن والوجدان هي نوع من معانقة المستحيل – هكذا يبدأ د.ماهر شفيق فريد أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة القاهرة كلامه عن مجموعة أجنحة الحصان للقاصة هالة البدري ويضيف – كما أن الالتحام مع هذه الأسئلة التي يصعب الإجابة عليها يأتي مندمجا مع الذكرى التي لها حضور لا يقل عن حضور اللحظة الراهنة فالحلم عند الأديبة هالة البدري محبط والصراع – في قصصها غالبا ما يكون بين واقع دميم وحلم بعيد لا يتحقق بل أنه يتحول إلى كابوس.

استمر في القراءة هالة البدري على أجنحة الحصان ” بداية الخروج من أدب الهوانم “

قصص قصيرة للكاتبة: هالة البدري

               النوم وسط الذئاب

   نم سنصحو مبكرا في الفجر غدا خميس عمك. قالت جدتي والدموع في عينيها.

قلت: لماذا تبكين؟ ألم يذهب عمي إلي أبي؟

قالت: نعم.

جاء صوت أمي تزعق، سيأتي فقهاء القرية مبكرا، ولن أوقظك.

دفست رأسي تحت اللحاف، وحين أطفأت الضوء، ومضت، تسللت إلى الشباك، وقفزت منه، وسرت بمحاذاة البيوت حتى وصلت إلى سور المقابر، ووقفت بباب أبي، لم أستطع أن أفتحه، والقفل يغلقه بإحكام، جلست على الأرض انتظر. غفوت، وصحوت على صراخ أمي:

ألم أحذرك من الذهاب مرة أخرى إلى المدافن وحدك في الليل، وسط الذئاب؟ تريد أن يأكلك الذئب؟

قلت: أبي لا يخاف من الذئاب وينام هنا.

استمر في القراءة قصص قصيرة للكاتبة: هالة البدري

ولادة وحلابة

قصة للكاتبة : هالة البدري

جلس أبى بجوار الراديو في الصالة، وأمامه ورقة رسم فوقها مربعات، ليتسنى له متابعة مباراة الكرة بين النادي الأهلي ونادى الزمالك. أشارت أمي لي بالصمت حتى لا أشتت انتباهه، عدت من حيث أتيت دون أن أخبرها بما أريد، وصوت كابتن لطيف يصرخ:

يا سلام يا علاء، يا سلام يا حامولي.

جاء أخي أكرم راكضًا، ودخل إلى غرفتنا مباشرة، حاولت أن أسأله عن حمادة وسعيد لم يرد. دلق صندوق اللعب على الأرض، انتشرت المكعبات فى الحجرة، وجلس هو يركب البزل، دون أن يبالي، جاء أبى غاضبًا، وسأله ماذا فعلت بالماعز؟ تعال هنا

استمر في القراءة ولادة وحلابة