أرشيف الأوسمة: أحمد أبوخنيجر

شال من الحرير وضوء للعم عبدالوهاب : أحمد أبو خنيجر

عبدالوهاب الأسواني 2
الكاتب عبدالوهاب الأسواني

          نزلت السوق اشترى شالا، ليس شالا و السلام، لكنه شال ثقيل من حرير و ضوء، طول بعرض، زاهى الألوان بديع النقش، خيوطه نادرة الوجود، تأتى من البلاد البعيدة، حيث السحر و الفن و الجمال، يضفره ناسجه ببعض خيوط من القمر و الشمس، فمن سوف يردتيه مجلل بالحكمة و المحبة الصافية، الكل يعرف هذا، لكن من يقترب قليل حتى يكتشف النبل و السماحة متجسدة واضحة و غير مهادنة فى ذات الوقت؛ سمعت حكاية عن ناسج هذا النوع من الشيلان أنه يجب أن يكون طاهرا، و فى حالة طهر و صفاء طوال مدة النسج مهما طالت، و فى رواية أنها قد تأخذ عمرا بأكمله، بالطبع أعرف أن مطلبى صعبا و قد أصادفه و قد يخيب بحثى، و عيون السوق لماحة ترقب لهفة المشترى فتسارع لخداعه و غشه، فيندب الغشيم على بوزه، ولا يدرك الخدعة إلا بعد أن يكون السوق قد انفض، وشالى الذى أبحث عنه لا ينفع أن أسال ناس السوق عنه، لأن مثل هذا السؤال يجعل من تكلمه ينظر إليك بعين الريبة و الشك فى قواك العقلية، أو أنك بدرجة ما تحاول غشه أو السخرية منه، و هو أمر فى كل الحالات سيضعك فى موقف حرج أنت فى غنى عنه، و تجد نفسك بعد لحظات و قد لفظك السوق، إذن على التحلى بالصبر و طولة البال و النظر بدقة دون أن ألفت انتباه أحد، لا معين سوى القدرة الداخلية على البحث و الاكتشاف و بعض إشارات تناقلها رواة غامضون يصفون الشال و طريقة بيعه؛ فى البداية حاولت العثور على واحد من أولئك الرواة، و لما باء بحثى بالفشل التام، قررت النزول للسوق، و أنا و حظوظى.

استمر في القراءة شال من الحرير وضوء للعم عبدالوهاب : أحمد أبو خنيجر

القصة القصيرة:بين السرد والرغبة في الغناء..قراءة في غواية الشر الجميل “

د.أيمن بكر

( إن قراءة القصة القصيرة تشبه مشاهدة لوحة انطباعية  لأنها تتركنا مع شئ مكتمل لكنه لم ينته، إحساس يتردد في عقل القارئ أو المشاهد ويدعوه إلى أن يسهم في التبادل الجمالي بين الفنان وموضوعه) ([1])

يبدو المقتطف السابق فاتحا لمساحات ثرية ومتنوعة من التأمل بين الناقد ونص القصة القصيرة، تماما كتلك التي نجدها بين المشاهد الخبير واللوحة الانطباعية، يقي الوعي بهذه المساحات – إلى حد كبير – من سطوة الرؤى الأحادية التي ترى في نفسها التعبير الصادق الوحيد عن أبعاد النص الجمالية والدلالية المختلفة، بما يعنى أن المقاربة التي يقوم بها الناقد للنص لا تمثل سوى وجه ممكن من وجوه النص الفني الكثيرة. من هنا يتحدد الهدف الذي يتبناه هذا الفصل في الكشف عن بعض فنيات مجموعة “غواية الشر الجميل ” ([2]) لأحمد أبو خنيجر

.

استمر في القراءة القصة القصيرة:بين السرد والرغبة في الغناء..قراءة في غواية الشر الجميل “

ضلال الرائحة…أحمد أبوخنيجر( قصة الأسبوع )

القصة سيتم مناقشتها في أمسيات قصة أونلاين

متاهة الذئب أحمد أبوخنيجر

ليس المرج ما دفعني للهبوط لكنها رائحة القهوة التى وجت ببطن الكهف، خيط خفيف بين روائح متداخلة للنباتات والصخور وبلل الرمل؛ كنت قد بت ليلتي محتميا بأحد الكهوف من مطر غزير أخذ فى الهطول منذ عصر الأمس، كان المرج تحت عيني وخايلني بيت شعر فى طرفه القصي، لم تفلح عيني فى التقاطه جيدا أو تلمح بادرة حياة بجواره، خمنت أنه ربما كان خداع من البصر بسبب المطر والشمس الغاربة، وقلت: وربما هجره أهله منذ موسم على الأقل. بدا بعيدا والمطر المتزايد حاشني من التقدم، عند الصباح أيقظتني الرائحة ، وبدت خضرة الوادي كأنها أمل جديد.

استمر في القراءة ضلال الرائحة…أحمد أبوخنيجر( قصة الأسبوع )

سرد الأحلام..(ملف خاص): إعداد: مرفت يس

عن الأحلام سألوني..سيد الوكيل

لا أدرى إذا كانت الأحلام غريزة من غرائز الكائن الحي؟ صحيح أن بعض التجارب العلمية أكدت أن الحيوانات يمكنها أن تحلم أيضا، غير أن أحدا منها لم يخبرنا بما حلم، وربما لم يفكر فيما حلم عندما يستيقظ.. لهذا فثم اعتقاد أن طبيعة الحلم عند البشر ثرية ومتنوعة بثراء وتنوع الوجود البشري. الأحلام هكذا، أشبه بملفات مخفية نسيناها في غمار الحياة، تظهر فجأة على سطح المكتب، وفق آلية عمل ذاتية للجهاز العصبي.. لهذا هي وجود حي بداخلنا، ضاغط وملح، بما يجعلها أقرب ما يكون إلى الغريزة. لكن الفرق بين أحلام الحيوانات وأحلامنا، هي طبيعة إدراكنا لها. وهذا الإدراك هو عمل الوعي البشري، إنه في تطور دائم، متفاعل مع الخبرات والمعارف التي مرت بها رحلة الوجود الإنساني منذ خلقه الأول.

الإنسان البدائي عرف الأحلام، لكنه خلط بينها وبين الحقيقة، لدرجة أن بعض القبائل البدائية كانت تعاقب رجلا يحلم بمضاجعة امرأة جاره، بل ويمتد العقاب إلى المرأة كونها ذهبت إليه في الحلم.

مع إدراك الإنسان بوجود قوى إلهية عليا، أخذ الحلم بعدا ميتافيزيقيا. وتحكي لنا الأساطير، عن ملوك سارعوا بقتل أطفالهم، بعد رؤية في حلم بأن هذا الطفل سيقتل أباه يوما، أو بعد فتوى من عرافه بأن ( أوديب ) سيقتل أباه ويضاجع أمه.

لقد رسخت الكتب السماوية هذا المعنى عن الحلم بوصفه نبوءة، فثم أنبياء ألهمتهم الآلهة بنبوءات وحملتهم رسائل، صارت حقائق. هكذا ظل ارتباط الحلم بالحقيقة سعيا بشريا حتى الآن، وكأن الحلم، أداة من أدوات المعرفة.

لقد أفضى هذا الاعتقاد الراسخ بواقعية الأحلام، إلى علوم متخصصة في تفسير الأحلام.. إذ كان اليقين بواقعية الأحلام الذي كتب به ( ابن سيرين)  تفسيره، هو الذي منحه حق الوجود حتى الآن،  وبعد مضى ثلاثة قرون على ثورة العلم، الذي نقل الحلم من فضاء الميتافيزيقا إلى فضاء علم النفس، ثم علم الدماغ، حيث تمكن ( سيجموند فرويد )  من ربط الحلم بالواقع الداخلي للحالم، فبدلا من السعي إلى تفسير الحلم نفسه، أصبح الحلم وسيلة لتفسير السلوك الإنسانية، والظواهر والأعراض النفسية التي يعانيها الحالم. وهكذا لم تعد الأحلام مجرد نبوءة ترغب في التحقق، بل حقيقة ترغب في التعبير عن نفسها.

والآن.. إذا كان الإبداع الأدبي هو حراك داخلي، قلق ومتوتر، يرغب في التعبير عن نفسه، وإعلان وجوده في صيغة من صيغ التعبير التخيلي، فما الفرق بين الحلم والإبداع إذن؟؟

الحلم كما يقول ( إيريك فروم ) هو إبداع الحالم.  الحلم هكذا مادة إبداعية نفرض نفسها علينا في النوم، ولا يمكننا تجاهلها في اليقظة.. تلك آلية عمل قريبة من آلية عمل الكتابة الأدبية، فتجاربنا الواقعية التي حفرت عميقا فينا، نكتبها في قصصنا ورواياتنا، عبر منظومة من الأخيلة والرموز والعلامات، فتصبح شيئا محاكيا لما حدث في الواقع، ولكنها ليست الواقع بالتأكيد.

 لهذا.. فكما سكنت الأحلام أساطير الأولين، سكنت روايتنا، وقصصنا، ومسرحياتنا، وأفلامنا، ولوحاتنا التشكيلية… بل سكنت ( بوستاتنا ) على شبكات التواصل الاجتماعي. فمطلقو الإشاعات ضد الأنظمة السياسية، والمروجون لها، يعبرون فقط عن أحلام مجهضة عجزوا عن تحقيقها.

***

نخصص هذا الملف عن علاقة الأحلام بالإبداع الأدبي. وهي علاقة قديمة، تبدأ كما أسلفنا مع الأسطورة، بوصفها كيانات حكائية، كما نجدها في أشكال السرد الفني القديمة ( ألف ليلة وليلة ) على سبيل المثال. ثم نجدها في الرواية الحديثة منذ ديكاميرون  ودون كيخوته، وها هي، في القصة القصيرة، تصبح فنا أدبيا مستقلا على نحو ما يستهدفه هذا الملف.

هل يعني هذا أن ثمة فارق بين الحلم في الرواية والحلم في القص؟

هذا ما نعتقد.. فالحلم في الرواية له وظيفة في خدمة الفضاء الروائي، وتوسيع أفقها الدلالي، ومن ثم يظل أثره محدودا بتحقيق وظيفته، وبعدها يذوب داخل الفضاء الروائي، بوصفه عنصرا من عناصره.. أما في القصة القصيرة، ونظرا لطبيعة الوحدة الموضوعية لها، وكثافتها، فالحلم ليس عنصرا فيها بل هو القصة نفسها. إنه يطمح إلى إبراز أخيلته، ورموزه، وآليات إنتاجه، بل وقدرته على تشكيل الأبعاد الزمكانية  والشخصيات بما يكسبها أبعادا متجاوزة للواقع.  

عندما كتب نجيب محفوظ ( أحلام الفترة الانتقالية ) أعطانا مشروعية، أن يكون الحلم فنا سرديا مستقلا، يقف إلى جوار القصة القصيرة، يمكن أن نسميه حتى الآن ( سرد الأحلام ).. لكن المغامرة الأولى – عند محفوظ – لكتابة الأحلام في ذاتها، كانت عام 1982 م تحت عنوان ( رأيت فيما يرى النائم ) ويمكن ملاحظة رغبة الراوي في الإخبار ( اللغة الإخبارية) التي تشابه لغتنا عندما نستيقظ من النوم ونخبر شخصا ما بما حلمنا كأن نقول ( رأيت في منامي أنني أفعل كذا وكذا.. إلخ) ومن ثم فهي مجرد حكي للحلم يستسلم للطابع الإخباري، محدود الأثر الدلالي على نحو ما نجد في رواية ( حديث الصباح والمساء) حين يرى (يزيد المصري) في المنام  شيخه القليوبي جالسا في المقابر، يدعوه لأن  يقيم خلوته له في المقبرة المجاورة لمقبرته. بسهولة ندرك إن الحلم هو عتبة لموت يزيد المصري. تلك هي وظيفة الحلم في الرواية. أما في (أحلام فترة النقاهة ) فلم يكن لقاء الراوي ( بالست عين)  في ( أفراح القبة) خبرا يخدم دلالة مغايرة، بقد ما كان تجسيدا لحضور حقيقي، هو موضوع النص. إنه حضور نلمسه شكلا وموضوعا وشعورا. نقرأه وكأننا نراه، أو وكأننا نشارك الراوي حلمه. فلا شيء قبله، ولا شيء بعده، ولا مُدخلات خارجية فيه، تسعى لتفسيره،  أو التعليق عليه.إنه حضور فحسب. هكذا يظل الحلم مكتنزا بطبيعته التي نراه عليها،  بلا معقوليته، وألغازه، وشطحاته الغرائبية المفارقة للواقع. بما يعطي للقارئ وحده، حق اقتناص الدلالة، من بين براثن اللاوعي الجمعي الذي يسكننا نحن البشر. إن الحلم مقصود لذاته في ( أحلام فترة النقاهة) على نحو ما يفصح العنوان، بوصفه نصا قصصيا مكتملا بذاته، وليس مجرد تقنيه في خدمة فضاء سردي أكبر منه. هكذا أدرك نجيب محفوظ أن القالب القصصي، مؤهل بطبيعته لسرد الأحلام.

خلافا للسرد القصصي والروائي، فإن أحلام نومنا  بلا عتبات ولا مقدمات، نجد أنفسنا داخلها فجأة، ونخرج منه كما دخلناها بلا نهايات حاسمة، دونما تحصيل لأي معنى. وعندما نستيقظ نحاول تذكرها ربما يمكننا أن نقف على بعض المعاني، لكن علماء الدماغ يؤكدون أننا لا نتذكر منها سوى نسبه ضئيلة جدا. فالحلم هو نشاط عصبي وظيفته التخلص من بعض الذكريات والصور المخزنة في الذاكرة بما تحمله من مشاعر معطلة مثل مشاعر الذنب، أو الدونية.. الأحلام إذن عملية تطهير للوعي يقوم بها اللاوعي . أي أن القول بأن نجيب محفوظ كان يكتب أحلاما رآها فارغ من المعنى. فلا أحد يمكنه أن يتذكر الحلم، وما نحكيه بعد يقظتنا عن أحلامنا، هو تصورنا الواعي عن نشاط اللاوعي،  والمسافة بينهما واسعة وغير مأمونة، لهذا فإن كتابة الحلم هو خلق إبداعي تماما، ينتجه وعينا الجمالي، وليس توثيقا أو تدويرا لأحلام رأيناها.

لكن.. ما لو أردنا كتابة حلم رأيناه بالفعل؟

تخيل أنك تمشي في شارع مظلم تماما، وفجأة ومض ضوء خاطف واختفى، فإن كل مار رأيته هو انطباع عام عن شارع ما، أما إذا طلب منك أن تصفه، فإن خبراتك السابقة بالشوارع  ووعيك بمحتوياتها، هي التي ستكون أدواتك في الوصف. لهذا فإن ما تصفه سيكون من إبداعك أنت، ويخصك أنت وحدك. كذلك ما نكتبه بوصفه أحلاما، هو إبداعنا الذي يخصنا.

أما إذا كانت فكرتنا عن آليات كتابة الأحلام غير واضحة، فعليك أن تقرأ هذا الملف، ففيه وجهات نظر، وطرائق مختلفة في فن كتابة الأحلام، وكعادتنا ندرك أن الاختلاف ليس خصومة، بقدر ما هو سمة تفاعلية، توسع فضاء الإبداع.

 

الجزء الأول

: مقالات عن الأحلام

فدوى العبود

الحــــلم والشيــــفرة الســريّـــة للمعرفــة والــوجود

سيد الوكيل

فن كتابة الأحلام ..تأسيس نظري : سيد الوكيل

الجزء الثاني:

نماذج من سرد الأحلام

نجيب محفوظ

الحلم 16..من المجموعة القصصية : رأيت فيما يرى النائم

حكاية الرجل الذي لم يحلم أبدًا..طارق إمام

رغم الظلمة …رغم النوم..طارق إمام

كنت أضحك في حلمي….قصة : رءوف مسعد

الجمعية …قصة: حلمي محمد القاعود

برج الحمار: قصة: عبدالقهار الحجاري

نصوص في لمح البصر…سيد الوكيل

رجل وحيد يخشى الأحلام…قصة :أحمد أبو خنيجر

الحلم الذي لن أرويه لجدتي…قصة: صفاء النجار

قصر الأموات قصة : شريف صالح

علاء الدّين وامرأة تحلم..قصة: روعة سنبل

كشوفات مصطفى يونس

الحلم ..قصة : مصطفى لغتيري

أطياف محفوظية…عبير سليمان

الجزء الثالث

قراءات نقــدية في نصـــوص الأحــــــلام

دمحمود الضبع

البنية والتجريب في أحلام نجيب محفوظ

 

اعتبرني حلما فدوى العبود

اعتبرني حلما :مقولة كافكا الشهيرة عندما قضى ليلة في بيت صديقه ماكس برود، ودخل بالخطأ غرفة والد ماكس ، وفزع الرجل ، فما كان من كافكا إلا أن انسحب بهدوء معتذرا وهو يقول له تلك الجملة التي استلهمتها الكاتبة فدوى العبود عنوانا لقراءتها في نصوص الأحلام و نشرت في كتاب الديكاميرون  2020الذي أعدته الكاتبة السورية روعة سنبل وقدمت له قراءات نقدية فدوى العبود.  اقتبس الكتاب اسمه  من عنوان رواية (الدّيكاميرون) للكاتب “جيوفاني بوكاشيو”؛  التي تسرد قصّة مجموعة أشخاص هربوا من الطاعون، واختاروا -وهم في خلوتهم في منطقة ريفية- أن يسردوا في كلّ ليلة قصصًا تخفّف عنهم عناء الوجع، فتكون الحصيلة كلّ صباح عشر حكايات،ومن هنا جاءت فكرة الكتاب عن جدوى الحكاية وهل هي مجدية؟ “فكانت  هذه النصوص  إجابة   صريحة  عن دور الحكي  في المقاومة .احتوى على  خمسين نصاً قصصياً اندرجت  تحت ثيمات خمس هي “المرايا” و”القطارات” و”الحبال” و”الفقاعة” ويختتم الكتاب بثيمة “الأحلام وتحتوي على تسعة نصوص لمجموعة من الكتاب  هم زهير كريم ، هبة شريقي، مهند الخيكاني ، غفران طحان، نبأ حسن مسلم ، صلاح حيثاني، حنان الحلبوني، زوران جيكوفيتش، سيد الوكيل. تبقى  الأحلام كثيمة هي الأمل في الخلاص وتوقع الأفضل عن طريق الحكي ؛ “نحكي لننجو ” “.

كُتاب الديكاميرون

المدد المحفوظي في كتابة الأحلام …ومشروعية الحلم كنص أدبي

نماذج تطبيقية لشريف صالح ومحمود عبدالوهاب

مدد الأحلام …سيد الوكيل

د. خالد عبد الغني

العودة لأحلام نجيب محفوظ آخر أشكال السرد في الأدب ([1])

قراءة في لمح البصر بقلم فردوس عبدالرحمن

الغوص في اللاوعي والبحث عن أسطورة الذات الخاصة

أحمد رجب شلتوت وقراءة في نصوص” أضغاث أنفاس

أحلام نسوة يعانين القهر والاستلاب

مرفت يس .. قراءة في مشاهد عابرة لرجل وحيد للكاتب أحمد أبو خنيجر

المزج بين الأسطورة والحلم في ” مشاهد عابرة لرجل وحيد”

الحلم فى القصة المغربية….الطيب هلو

الإيقاع السردي وحداثة القصة القصيرة ـ إيقاع الحلم نموذجاً

الجزء الرابع

قراءات عـن بنية الحـلم في الرواية

علي كاظم داود

السرد بالأحلام في رواية ” لاريب فيه” لطاهرة علوي

منير فوزي

قراءة في نص (أحلام سرية) للروائي مصطفى بيومي

الحلم في النص السردي بين التخييل والتفنين:

تأويل الحلم عبر الذاكرة في رواية كيميا للكاتب وليد علاء الدين

الجزء الخامس:

قــــراءات

الحلم كهندسة عقلية..عمرو عزت وفن تعبير الرؤيا: محمد عبدالنبي

أدب الأحلام ..قراءة في كتاب عبده وازن “غيمة أربطها بخيط” بقلم حسن عبدالله

” كتاب النوم”هيثم الورداني …عندما تستيقظ الغفوة : طارق إمام

لغة الروح والنفس المنسية ..مرفت يس

كتاب الأحلام بين العقيدة والعلم للدكتور علي الوري ..قراءة صالح البلوشي

المزج بين الأسطورة والحلم في ” مشاهد عابرة لرجل وحيد” لأحمد أبو خنيجر

مرفت يس

حين نحلم، فإننا نبدع عالمنا الخاص من القصص، تتنوع أدورانا داخلها ، نكون البطل الخير والشريرفي نفس الوقت،  أحيانا نكون في قمة سعادتنا وأحيانا في حالة خوف ورعب شديدين .عالم نحن فيه المؤلف والمنشىء لتلك الحوادث الليلية المثيرة  نستيقظ – لا نتذكر إلا النذر القليل منها – ونحن في حالة من النشوة أحيانا والعجب والحيرة أحايين كثيرة ، نتسائل من أين جاءتنا هذه الأحلام؟

سؤال من أقدم الأسئلة التي شغلت البشرية منذ مجتمعاتها البدائية حيث أرجعوها إلى   الألهة والشياطين وأن وظيفتها الكبرى هي اكشاف ما تخفيه عنهم الأيام  من مكنون الغيب، فكانوا لايفرقون بين أفعال الفرد الواقعية التي يقوم بها في يقظته و مايراه في منامه، فإذا رأى أحدهم  في منامه شخصا اعتدى عليه، ذهب إليه لينتقم منه . ولم تختلف  الشعوب المتمدنة القديمة كثيرا عن الشعوب البدائية في أمر تقديس الأحلام وفي اعتبارها إلهاما إلهي . فكان للبابليين  إله خاص بالأحلام اسمه ” ماخر” وكذلك كان للمصريين القدماء مثل هذا الإله اسمه “بس”

استمر في القراءة المزج بين الأسطورة والحلم في ” مشاهد عابرة لرجل وحيد” لأحمد أبو خنيجر

عمة ( أبو خنيجر الفاتنة) . بقلم : سيد الوكيل

(العمة أخت الرجال) 

في رواية ( العمة أخت الرجال) يخصص كاتبها (أحمد أبو خنيجر) فصلاً كاملاً في ذكر بناء البيت: “ذهب شمالاً وعاد معه عصبة من البنائين، أراهم المساحة المراد البناء عليها. قسًمها لهم، قال: هنا الواجهة، أريدها عالية وقوية، عصية على الاختراق، تشبه بناء المعابد، على الأجناب غرف كثيرة، بعضها متداخل، من يدخلها لايستطيع الخروج منها بسهولة إلا بصحبة العارف بطريق الخروج من متاهتها، الحوائط عالية، متينة وقوية، تقوم في أساسها على الحجر الأبيض والأسود الذي جاء من الجبل القائم خلف البيت، بعد نهوض الحوائط، أكمل البناء بالطوب اللبن، كي يمنح البيت رطوبة دائمة في أشهر الصيف، ودفئا خلال أيام البرد…. “19” تظهر الطبيعة الجغرافية للمكان وثقافته في تصميم بناء البيت، الذي ينبغي أن يكون في شموخ المعابد وقداستها، متمتعا بالأمان والمنعة على الغرباء. غير أن حكاية بيت الجد الأكبر (رحال)  لا تنتهي عند هذا الحد، بل تمتد بطول الرواية لترصد تحولات المكان، منذ كان البيت قائمًا في الصحراء وحيدًا، ليبقى بعيدًا عن عيون اللصوص، والمتطفلين. وليبقي مناسبًا لتجارة العبيد التي عاشت عليها عائلة الرحال جانبًا كبيراً من الزمن، حتى انقضت تجارة العبيد بقوة قوانين الدولة الحديثة. الآن، أصبح بيت الرحال مجرد شاهد على ماض ولى واندثرت معالمه. ها هو محاط ببيوت أخرى تكاد تخنقه، والزخارف التي رسمها (عيد الرسام) لتدشين البيت تآكلت وانطمست معالمها. بيت الرحال لم يعد متفردًا كما بدأ، لم تعد له هذه المنعة التي كانت. الآن اقتحمه الغرباء، وجالوا وصالوا بين حجراته. هكذا يبدو البيت، بوصفه معادلاً رمزيًا للمكان، شاهدًا على تحولاته. تحتفظ البيوت ببعد زمكاني أيضًا، فمهما أخنى الدهر على البيوت، تظل حكايتها تترد كأصداء صوت قديم، والذين يمرون الآن أمام بيت الرحال، يسمعون صراخ وأنات العبيد تخرج من حظيرة البيت، كما تسمعه العمة أخت الرجال، الشاهد الحي على عز بيت الرحّال ومجده. لكن البيوت تذوب في المكان ومعه، فهى كما رأينا في حكاية بناء بيت الرحّال، جزء منه. الأحجار من الجبل والطوب اللبن من طمي النيل، والسقوف من عروق النخيل وأشجار السنط. لكن مكونات بناء البيت ليست شيئاً خاضعاً للصدفة، بقدر ما تعكس خبرة الناس بطبيعة المكان. فجذر البيت من الحجر ليبقى راسخًا، وحجراته من الطوب اللبن ليمنح الرطوبة في الصيف والدفء في الشتاء، ومتداخلة كمتاهة ليصعب على الغرباء دخولها أو الخروج منها. هكذا يعكس البيت فلسفة المكان، أي الحكمة المستقاة من محيطه الجغرافي، والثقافي، والاجتماعي. وربما تكون هذه الفلسفة هى الجزء الأعمق في سرديات البيوت، وهى داعي الانتماء للمكان. فالعمة أخت الرجال التي شهدت جانبًا من مجد البيت، هى الأكثر انتماءًا له، والأكثر حفاظاً على تقاليدة، يملؤها الحزن وهى ترى البيت يتهالك، والعائلة تتوزع في الشتات، وتخطلت أنسابها مع الرجال الغرباء، فيصيبهم الوهن في كل شيء، في أجسادهم، وعقيدتهم، وانتمائهم للبيت والعائلة.        

حوارمع الكاتب أحمد أبو خنيجر

حوار: عرفة محمد

.
في أسوان، بعيدًا عن زحام القاهرة وضجيجها، يُقيم الكاتب والأديب المعروف أحمد أبو خنيجر، مُشيّدًا تجربته الخاصة في الكتابة عبر أعماله الروائية والقصصية والمسرحية، التي كانت نتاج حكايات «الجدات» التي سمعها كاتبنا عندما كان صغيرًا، مستفيدًا من دراسته لـ«علم الرياضيات والأرقام» في بناء عوالم نصوصه الأدبية المتميزة، ودراساته المختلفة في الأدب الشعبي.
صدر لـ«أبو خنيجر» عدة أعمالٍ روائيةٍ مثل: «نجع السلعوة»، «فتنة الصحراء»، «العمة أخت الرجال»، «خور الجمال»، فضلًا عن مجموعاته القصصية: «حديث خاص عن الجدة»، «غواية الشر الجميل»، «جر الرباب»، «مساحة للموت»، «مشاهد عابرة لرجل وحيد».
حصل على عدة جوائز مثل: جائزة الدولة التشجيعية عن رواية «نجع السلعوة» عام 2003، جائزة ساويرس عن رواية «العمة أخت الرجال» عام 2007، وحصل أيضًا على الجائزة نفسها، فرع كبار الكتاب فى الدورة الـ14 لعام 2019، عن مجموعته القصصية «مشاهد عابرة لرجل وحيد

».
كتب أحمد أبو خنيجر القصة والرواية والمسرحية.. يحضرني هنا سؤال: لماذا تكتب؟

استمر في القراءة حوارمع الكاتب أحمد أبو خنيجر

اسقني واشرب

قصة: أحمد أبو خنيجر

سأبدأ مبكرا هذه الليلة

يمكن للأصدقاء والأرواح أن تأتى على مهل يناسبها، لكنى فى شوق لأن أبدأ.

جهزت كل شيء مناسب للوحدة: المقاعد الشاغرة، زجاجات البيرة المشبرة، أطباق الفول السودانى و الذرة المقرمشة، الجبن، ربما كان نوعا أو نوعين، كان البائع فى السوبر ماركت قد غمز بعينه لما سألته عن الجبن الخزين، نظر للكيس الذى أحمله معبأ بزجاجات البيرة، وقال بعد أن غمز بعينه: تريدها ناشفة؟ وببسمة متواطئة مع غمزته قلت: نعم.

استمر في القراءة اسقني واشرب

الحكواتي ” ملف خاص”

نماذج من قصصه

سيدة الأشجار الجنوبية ..قصة: أحمد أبوخنيجر

رجل وحيد يخشى الأحلام…قصة :أحمد أبو خنيجر

شجرة وامرأة وفتاة، قصة، أحمد أبوخنيجر، صدى ذاكرة القصة

اسقني واشرب

قــــــــــــراءات

قراءة في قصص أحمد أبو خنيجر بقلم:مرفت يس

حـــــــــــــــوار

حوارمع الكاتب أحمد أبو خنيجر

غواية الشر الجميل…قصة: أحمد أبو خنيجر.

 

….   و لم أستطع البقاء و كل الحبال تجرني، رأيت ثوب الحمى الذي تلبسني عصر اليوم قد بهت،  و حلت بجسمي طاقة غريبة تدفعه للتحرك. وجدت الوسادة مبلولة من العرق، و الليل يفترش المكان طاغيا، صيف الدميرة الخانق يحاصر المكان بقسوة غير متسامح مع أي نسمة تود الانطلاق. بحثت بقدمي عن (الشبشب) تحت السرير، و تسحَّبت بهدوء كأني مُنوم أو مسحور، تاركا حمار النوم الرابض قرب السرير أن يخطفني فوق ظهره العريض، أسأله: أين أمي؟ فيقول: قدام.
صوت شخير أبي الراقد بجوار زوجته يأتي واضحا من آخر حوش البيت، الظلام يضرب بخيمته الغليظة فناءَ البيت فلا أرى غير الضوء الشاحب من الحجرة التي تنام بها أختي و أخي- من أبي- اقترب، بسمة هادئة مطمئنة أراها مرتسمة فوق وجه أختي، أخمن أنها تحلم بيوم فرحها الذي قرب من ابن عمها، ينقبض قلبي بشدة و أحس بأن الظلمة قد تكاثفت، و أنا أدير وجهي صوب الباب الخشبي العريض الذي أحسه يضغط الهواء اللزج من حولي فأزداد اختناقا .  .
استمر في القراءة غواية الشر الجميل…قصة: أحمد أبو خنيجر.