أرشيف الأوسمة: محمد إبراهيم طه

تجدد المسارات الثقافية في رواية فوق الحياة قليلاً. د. محمد سمير عبد السلام

 

Share on facebookShare on twitterShare on emailShare on printMore Sharing Services0

محمد سمير عبد السلام  *

يقع النص الروائي في علاقة معقدة مع السياق الثقافي الذي يرصده ، إذ يسهم النص في تحويل مساره ، و تأويله من خلال البدائل الممكنة ، الموازية للأصل ، و قد تستبدله من خلال اللعب بمفرداته ، أو إعادة القراءة لجزء هامشي منه له فاعلية تكتسب قوة النص ، و طاقته ضمن السياق الواقعي نفسه ، و بين أيدينا ثلاثة نصوص روائية تشارك في إعادة إنتاج السياق الثقافي وفق تأويلات إنتاجية لعلامات ، و شخوص فريدة تملك وعيا مضادا للآلية ، و تعيد تشكيلها من خلال لحظة تداخلها مع النص كحياة عند سيد الوكيل في ” فوق الحياة قليلا ” ، و اكتشاف توهج المخيلة المتجدد في الموروث الروحي عند هويدا صالح في ” عمرة الدار ” ، و ذوبان الوعي في علاماته التأويلية الفاعلة عند محمد إبراهيم طه في ” العابرون ” .

ما يجمع هذه النصوص هو التجاوز المستمر للحظة النشوء الثقافي للشخصية من خلال لغة تفاعلية معقدة مع الوعي و تأويلاته ، و تجدد أخيلة اللاوعي الجمعي المنتجة لقوة جديدة لا يمكنها قبول مصطلح الشخصية ضمن حدوده الخاصة .

استمر في القراءة تجدد المسارات الثقافية في رواية فوق الحياة قليلاً. د. محمد سمير عبد السلام

سِجِلُّ الزيارات

محمد إبراهيم طه

كان واضحاً أن الكهل الذي يغادر البوابة الآن هو صاحب الصوت الذي ظللتُ أسمعه طوال الليل. كنتُ متأكداً من ذلك رغم أنني رأيته من ظهره، يعلق في كتفه حقيبة أو جراباً لآلة موسيقية. بدا صوته كأنه آتٍ من حُلم. أنين مجهول المصدر يقض مضجعي.

أكتم أذني بالوسادة، فتخفُت غلظته، لكنه يظل آتياً كأنما من أعماق سحيقة حيث كان بإمكاني رغم ذلك أن أؤكد أنه لرجل، وأن أحدد: ليس شاباً وليس مسناً، وأنه ينفذ إلى رأسي من أكثر من جهة، معذباً كأنه سيتوقف للتو ما إن تربت يد كتفه أو تلوح له بادرة صفح وغفران.

استمر في القراءة سِجِلُّ الزيارات