أرشيف الأوسمة: محمود الضبع

المتخيل السردي وأسئلة ما بعد الحداثة: د. محمود الضبع

د. محمود الضبع

شهد العالم تحولات جذرية في كثير من أبعاده منذ نهايات الألفية الثانية، وحتى لحظتنا الراهنة، فتوارت فلسفات ونظم ونظريات، وحلت أخرى بديلا عنها، وتراجعت أفكار ومرتكزات لصالح أخرى، واستطاعت التكنولوجيا والرقمية “digitalization” أن تعيد صياغة مفاهيم وأبعاد كل شيء في الكون بما فيه الفنون والآداب، ولذا لا يمكن اليوم قراءة نتاج هذه الفنون والآداب بمعزل عن هذه المتغيرات والأبعاد وبخاصة في اندماج الإعلام والإعلام البديل والميديا والحركات الاقتصادية والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا والعولمة وصناعة المعرفة والمعلوماتية والسيولة بما أوجدته من تمييع لكل ما هو صلب، وهنا تكمن الخطورة، وبخاصة بعد سقوط زمن الحداثة modernism(٤)، ممثلا في السرديات الكبرى التي كشفت عن زعزعة الثقة فيها.

فأفكار مثل الحرية والتسامح والسلام  والجمال وسلطة العقل وغيرها، لم تثبت أمام التجريب الفعلي، ومن ثم حاولت ما بعد الحداثة Postmodernism، طمس ومحو الحدود بين الفن والحياة اليومية، وإزالة التسلسل الهرمي بين الراقي والجماهيري في الثقافة الدارجة وتفضيل الأسلوب الانتقائي المشوش، وتمازج الثغرات، والمحاكاة الساخرة parody، والمعارضة pastiche، والتهكم والسخريةirony، والهزل والمزاح playfulness، والاحتفاء بالمظهر الخارجي إلى غير ذلك مما نظرت له الحداثة بمفاهيمها الغربية(٥)، وما انتقل بدوره إلى الوعي العربي وأثر في منتجه الفكري ومن ثم الإبداعي، فالحداثة العربية ارتبطت في بعض جوانبها بالتحولات السياسية الكبرى، وتجسدت في أفكار مثل العروبة والقومية العربية والكيان العربي الموحد، ولكن بعد تحقق سلسلة من الهزائم المستمرة في نهاية الستينات ثم الدخول في أنماط متعددة من السلطة والحكم لم تكن إيجابية لصالح الشعوب وهو ما حدا كثيرا من الكتاب العرب للتوقف نهائيا عن الكتابة والإبداع، وفي ظل هذه الظروف كان المناخ مهيئا للتراجع عن تبني الحداثة والتحول إلى أنماط ما بعد الحداثة، وهنا أيضا بدأ انهيار فكرة المدرسة الأدبية والجماعة والجيل والاتجاه، وبدأ التوجه إلى اليقين الفردي بديلا عن التوجه الجماعي.

وهنا بدأت المخيلة السردية في إعادة  تفكيك الأبنية الفنية المتعارف عليها للأنواع الأدبية المختلفة (القصة – الرواية – المسرحية ) فعمدت إلى إحداث تداخل الأنواع تارة، وإلى التجريب في العناصر الفنية الداخلية للنوع الأدبي تارة أخرى، وذلك كله استجابة لأسئلة مصيرية يتعلق بعضها بالغاية العامة من الكتابة، ويتعلق بعضها الآخر بالنوع الأدبي، مثل حدوده وأبعاده وعلاقته بالأنواع الأخرى، وإمكانات التجريب فيه، ومدى الالتزام بما أقرته علوم السرد حول عناصره الفنية، مثل الموضوع، والشخصية، واستخدام اللغة، والحدث، والبناء الفني المعماري وحركة السرد، وغيرها من الأسئلة التي كان نتاجها هذا التحول المشهود عبر تطور الكتابة الروائية (والاتجاه نحو الرواية الجديدة مثلا) والقصصية والمسرحية.

  1. المتخيل السردي وسؤال الوعي:

يرتبط الوعي في العمل السردي بالتلقي وحضور المتلقي في بناء العمل، وفي المتخيل السردي، حيث بدأ الاهتمام بتمرير الوعي عبر السرد منذ تشكلت الأسس الفنية للعمل السردي في أنواعه المختلفة (الرواية والقصة والمسرحية والسيناريو) وما تطور عنها من أشكال تعمد إلى تداخل تقنيات النوع في الآخر، أو استعارة تقنيات من أنواع أدبية أخرى خارج الحقل، مثل حضور التقنيات الشعرية في السرد.

ويحتفي السرد الجديد (وبخاصة الرواية الجديدة)  بالوعي أكثر من الاحتفاء بمركزية الحدث وتنامي الأحداث، فلم تعد الأحداث في الرواية الجديدة – مثلا – هي التي تجتذب المتلقي ليتقدم معها، وإنما غدا الوعي هو المركز الذي تمد الرواية جسورها معه، وهو ما يمكن تسميته حساسية الوعي الجديد، هذه الحساسية التي ترى الفن لعبا مقصودا وانتهاكا لقدسية الممنوع، ووسيلة من وسائل فهم غموض هذا الممنوع واستكشاف أسراره، ومن ثم تحيل هذه الحساسية في كثير من الأحيان إلى المحرم أو الممنوع بالتماس مع المقدسات الثلاث: الدين والجنس والسياسة، على اختلاف طبيعة الوعي بكل منها، فالوعي البشري لم يزل يتعامل مع هذه المقدسات بلغة رمزية لا تصريحية، ويرفض الانطلاق والتحرر في مناقشتها حتى مع أقرب المقربين، وإن كانت المجتمعات المتحضرة قد حققت تحررا في الأخير “السياسة” الذي لم يعد يمتلك قدسيته كما كان في العصور الفائتة، أو لدى بعض الشعوب الآن.

أما الديني والجنسي فما زالا يحاطان بكثير من التكتم والسرية، ويلقيان الكثير من حواجز الوعي الفردي والجمعي على السواء.

من هنا عمدت كثير من الروايات الجديدة إلى الاشتباك مع وعي المتلقي في الثالوث المحرم والممنوع (الدين والجنس والسياسة) واتخذ ذلك مستويات عدة على مستوى الجدل وأهدافه:

فبعضها يعتمد السخرية والتهكم، وبخاصة مع الممارسات البشرية التي لاتحتكم إلى المنطقي والعقلي بقدر ما تحتكم إلى الخرافات التي تم تكريسها – بفعل البشر أنفسهم – عبر التاريخ، مثل تقديس النصب والأضرحة، وتقديس الحاكم، وتقديس الجسد.

وبعضها يعتمد التشكيك في بعض أفكار هذا الثالوث من منطلق فكر الحداثة، أو احتكاما إلى معطيات العلم، أو تغليب العقلي على العاطفي، أو احتكاما إلى منطق الواقع العالمي الذي أصبح مفتوحا الآن مما يسمح بإمكانية المقارنة مع أوضاع الشعوب الأخرى خاصة في الفكر السياسي.

وبعضها يعتمد تفكيك خطاب هذه التابوهات بالاعتماد على الفكري والفلسفي .

وبعضها يعتمد منطق الكشف عن موجودات في حياتنا بالفعل، غير أننا لم نفكر فيها، مثل الأعمال التي تحتفي بالتناقض بوصفه الأكثر حضورا من الاتساق في حياتنا، وبالجنس بوصفه المهيمن على حركة الإنسان وتحركاته استجابة لمقولة ألبير كامو “ثمة جرائم ترتكب بدافع الهوى”.

وغير ذلك من أشكال الجدل التي تمارسها الرواية على مستوى الوعي، وتأتي في هذا السياق أعمال عدة، منها: نون لسحر الموجي، وشارع بسادة لسيد الوكيل، ومواقيت التعري لهيدرا جرجس، والأرملة تكتب الخطابات سرا لطارق إمام ورائحة القرفة لسمر يزبك، والآخرون لصبا الحرز، وطرشقانة لمسعودة أبو بكر، وطوق الطهارة لمحمد حسن علوان، وساق الغراب ليحيى امقاسم، وتمارين الورد لهناء عطية، وعشرات الروايات التي تشتغل على الوعي بوصفه الغاية والهدف، وكذلك الأمر في القصة القصيرة  التي سعت لإحداث وعيها المفارق مع كلاسيكيات القصة القصيرة المتعارف عليها عبر مراحل تطورها العربية .

  • المتخيل السردي وسؤال الشكل:

الشكل يمثل للسارد المعاصر سؤالا جوهريا، مما دعاه إلى التجريب في البناء الفني للعمل الأدبي ومغايرة عناصره عما هو قار في الأبنية الفنية الكلاسيكية منذ استقرار عناصرها في علوم السرد من طرائق البناء المعماري، وبناء الشخصية، والحدث، والزمن… إلخ.

فعلى مستوى البناء المعماري – مثلا- كان السؤال حول مغايرة أشكال البناء السردي المعتمدة الوصف أو الحوار أو تيار الوعي، أو الحكي من خلف، أو الحكي مع، أو من خلال، ومن ثم نتج عن ذلك تحولات عدة في الأبنية السردية، حيث جاء بعضها في شكل مشاهد سردية متجاورة، تكاد تمثل قصصا قصيرة على نحو ما، لكنها تتجاوز مجرد ذلك، ومنه روايات ” شارع بسادة ” لسيد الوكيل، و”ملاك الفرصة الأخيرة ” لسعيد نوح، و”مسألة وقت ” لمنتصر القفاش، و”فانيليا” لطاهر الشرقاوي، و”مواقيت التعري” لهيدرا جرجس، و”معبر أزرق برائحة الينسون ” لياسمين مجدي، و”فدوى” لفدوى حسن، و”تمارين الورد ” لهناء عطية، و”شهوة الصمت ” لأمينة زيدان، و”حكاية الحمار المخطط ” لرانية خلاف و”وقوف متكرر” لمحمد صلاح العزب، و”فاصل للدهشة” لمحمد الفخراني، و”أسد قصر النيل” لزين عبدالهادي، وغيرها كثير.

تعتمد رواية “فانيليا”(٧) لطاهر الشرقاوي على المشاهد السردية غير المكتملة على الدوام، بما يشبه سرد الأخبار والمواقف غير المنتمية إلى مركزية موحدة، حيث لا تحتكم الرواية منذ البداية إلى مركزية الأحداث، وإنما تحتكم إلى فكرة المتواليات القصصية والحلقات المسلسلة التي يظل أبطالها كما هم، وتتغير وظائفهم وبالتالي أحداث ووقائع حياتهم، غير أن الأمر هنا يختلف قليلا، إذ تبدأ الرواية بالكاتب الراوي يجلس على مقهى من مقاهي القاهرة، يبحث عن مشهد يلتقطه في الشارع لكتابة رواية أو البدء فيها، ويحكي عن اختباره لكل ما تقع عليه عيناه للبدء في الرواية، غير أن التأمل يكشف أن هذه إحدى الألاعيب السردية، فالرواية قد بدأت بالفعل منذ بدأ الرواي يحكي عن جلوسه على المقهى، ولم يتبق إلا استكمال حكاية الجالس، ولكن الرواية تنتقل في مراوغة أخرى لرصد مشاهد الشارع الحية حتى تقف عند البنت الصغيرة حافية القدمين الصغيرة التى تسير في الطرقات والشوارع بحثا عن السعادة والحرية، ويقرر الرواي أن يجعلها موضوعا للرواية، وإن كان التأمل أيضا يكشف عن أن موضوع الرواية هو عالم الشارع المتسع بما يشمله من شخصيات وأماكن وعلاقات بما فيها البنت ذاتها التي توهم الرواية بأنها تحكي حكايتها.

هذه الكتابة على هذا النحو تخالف السائد المتعارف عليه في السرد الروائي وطرائقه التي كانت تبدأ من نقطة مركزية في السرد (من الماضي إلى الحاضر، أو من الحاضر إلى الماضي بطريقة الفلاش باك، أو بغيرها من الطرق، ولكنها في الغالب الأعم تتخذ مسارا خطيا على مستوى البناء الزمني، إلا أن بعض النماذج التي قدمتها الرواية الجديدة انطلقت من مشاهد سردية، قد تبدو في ظاهرها مرتبكة لا تنتمي لخط زمني محدد، ولكنها عند تحليلها والوقوف أمام تقنيات بنائها، نجد أنها تصنع مسارها، فهي إما أن تعبر عن الارتباك الحادث في واقع مسارات الأحداث في الحياة من حولنا، ذلك أن الأحداث في الحياة متقاطعة ومتشابكة وليست متراتبة، وإما أن تعبر عن آلية اشتغال العقل البشري في رصده للأحداث من حوله، فهو لايفكر فيها على نحو خطي، وإنما ترد على الذهن بغير ترتيب، ويبذل الإنسان مجهودا عميقا في محاولة لترتيبها، وهو ما جاء استجابة لتغير النظرة حول الحدود الفاصلة بين الأشياء، وهدم القطعية في الفصل، والتأكيد على التشابك والالتقاء بين الشيء والأشياء المحيطة به.

وهو ما تعتمده رواية شارع بسادة لسيد الوكيل، إذ توهم بأنها تحكي قصة وتاريخ شارع بسادة، وإن كانت تحكي مشاهد سردية متجاورة ومتقاطعة لبعض الذين سكنوا أو عملوا أو مروا بشارع بسادة، وتعيد تفكيك هذه المشاهد وتقديم بعضها وتأخير الآخر، كما يكشف عن ذلك رصد مسار المشاهد في الرواية.

  • المتخيل السردي وسؤال الموضوع:

لم يعد الموضوع في الكتابة السردية الجديدة المنتمية إلى ما بعد الحداثة، محتفيا بالقضايا الكبرى السياسية والاجتماعية، أو قضايا الإنسان مع الحب وارتباطه بالآخر، أو قضايا التاريخ، أو غيرها مما أبدعته الرواية العربية في القرن العشرين، وإنما حدث تحول مركزي في مفهوم الموضوع ذاته، فلم تعد سيرة حياة الإنسان هي الموضوع، وإنما أصبح الوعي بالإنسانية والإنسان وتصوير ضعفه وانهزاماته هو الموضوع، إنسان الألفية الثالثة بكل ما يحمله من توترات تهدد وجوده، وصراعات تتحكم في مساراته، وعولمة تطارده أينما حل أو ارتحل، وغدا الاستبطان النفسي، ورصد علاقات البشر الداخلية في علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته بالآخر، واعتبار الرواية مصدرا وسبيلا للوعي هو الموضوع الأكبر لكثير من الروايات.

من هنا تصبح الرواية سعيا نحو الكشف، وطريقة من طرائق المعرفة، واكتشاف الذات، واكتشاف العالم، والكشف عن الحجب المستورة، وتتحول الشخصيات من كونها العناصر الفاعلة القادرة على تحويل مسار الحكي والتحكم في الأحداث إلى كونها المفعول به، الباحثة عن ذاتها، وتصبح الأحداث في كثير من الأحيان غير واضحة المعالم، لا يصنعها المحكي عنه، وإنما تصنع هي المواقف والمشاهد السردية.

وهنا تنهار كل الموضوعات التي كانت تمثل المتفق عليه بين البشر، مثل رصد التحولات الاجتماعية في الحياة، أو التعبير عن تبدل منظومة القيم، أو رسم حالة الطموح البشري،  وتحل بدلا من ذلك كله موضوعة الإنسان ذاته في وعيه ومحاولته فهم كينونته وفهم الكون من حوله، وعبر ذلك جميعه يأتي – على سبيل المثال – الممنوع والمحرم وتنويعاته السياسية والدينية والجسدية موضوعا للرواية في محاولة للاشتباك والجدل، ليس بهدف الوصول لحقيقة مطلقة ما، وإنما بهدف التجريب أحيانا، وهنا يتشكل الموضوع.

ويمثل هذا التحول سمة غالبة على بعض المنجز الروائي المعاصر في معظم البلدان العربية: مصر وسورية ولبنان وتونس والمغرب والسعودية وبعض بلدان الخليج الأخرى، وبخاصة لدى الكتاب والكاتبات الشباب، ففي سورية على سبيل المثال تطالعنا أعمال خالد خليفة (مديح الكراهية) 2006م ؛ لتفتضح عالم المعتقلات والسجون السياسية والصراع بين الإخوان المسلمين والحزب الكافر – بتعبير الرواية – في حلب، وتطالعنا أعمال منهل السراج في روايتها (كما ينبغي لنهر) 2003م ؛ لتقدم الممنوع والمحرم بين الإسلامي وغير الإسلامي من خلال حكاية مدينة عربية مهملة تتألف من حارتين يفصل بينهما نهر هما حارة الإسلاموي نذير وحارة غير الإسلاموي أبي شامة، وتطالعنا أعمال سمر يزبك في روايتيها (طفلة السماء) 2002م و(صلصال) 2005م ؛ لتشتبك مع الممنوع والمحرم من منظور الطائفة الدينية والأسرة العسكرية، ثم في رواية (رائحة القرفة) التي تعالج فيها الجسدي بين المثليات.

وفي سلطنة عمان ظهرت بعض الأعمال التي تتناول الجسد من منظور آخر، ليس في علاقته بالجنس فقط، وإنما بوصفه ألما وتعذيبا كما في رواية “حز القيد لمحمد عيد العريمي”، و”فيزياء لبدرية الشحي”، وغيرها.

وفي لبنان تطالعنا بعض الأعمال الحديثة لرشيد الضعيف وإلياس خوري وبخاصة رواية (عودة الألماني إلي رشده) لرشيد الضعيف، ويتناول فيها موضوع العلاقات المثلية الجنسية، ورواية (يالو) لإلياس خوري التي تقترب من الموضوع ذاته.

وفي المغرب العربي تتعدد الروايات التي تتخذ الممنوع والمحرم سبيلا لها، ومنها روايات: كمال الخمليشي (الواحة والسراب) 2001 و(حارس النسيان) 2003م، وعبدالحكيم أمعيوة (بعيدا عن بوقانا) 2007 م، ووفاء مليح (عندما يبكي الرجال) 2007م.

وفي مصر تتنوع الأعمال الروائية التي تتعامل مع ثالوث الدين والجنس والسياسة، وبخاصة في كتابات سيد الوكيل (شارع بسادة ) 2008م، وطارق إمام (الأرملة تكتب الخطابات سرا)، وهناء عطية (تمارين الورد)، وأمينة زيدان (نبيذ أحمر) و(شهوة الصمت)، وطاهر الشرقاوي (فانيليا)، ومحمد صلاح العزب (وقوف متكرر)، وسعيد نوح (ملاك الفرصة الأخيرة)، وغير ذلك كثير من الأعمال والكتاب الذين تجاوزت كتاباتهم مجرد الإشارة إلى مشاهد القهر والظلم السياسي، أو التعبير عن الرجعية لبعض الفئات المتشددة دينيا، أو الكتابة عن المشاهد الجنسية بالطريقة التي تناولها إحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس، ذلك أن الميراث المصري الروائي لم يترك مجالا لإمكانية معالجة هذه الموضوعات بالطريقة التقليدية على غرار قول عنترة (هل غادر الشعراء من متردم)، ولذا فإن التعامل مع هذه الموضوعات الآن كان لزاما عليه أن يحمل مغايرة مع سابقه على مستوى التداول والآليات، وهنا يصبح الأمر أكثر صعوبة من أي واقع آخر.

إن اللجوء إلى التعبير عن الجسدي في كثير من الأعمال السردية التي تنتمي إلى الرواية الجديدة لم يأت من فراغ، ولكن تحكمه في الغالب الأعم أسئلة كينونة تتعلق بالموضوع الروائي، ومنطلقات فكرية تكشف عن آليات اشتغال عقل الكاتب / الروائي في اشتباكه مع الجسدي، وتتنوع هذه المنطلقات في مرجعياتها إلى ما هو ديني، وما هو فكري، وما هوغريزي في أنفس البشر عموما.

غير أنها جميعا تخضع لمنطق علاقات الذات الفاعلة بمستوياتها الجدلية المتنوعة: الأنا مع الآخر، والأنا مع الأنا، بين التعبير عن الاحتجاج، وتأكيد الذات من خلال نفي هيمنة الآخر، واكتشاف الذات، ومحاولة اكتشاف الآخر، وهوما يؤكده استقراء النصوص الإبداعية المنتمية إلى هذا الوعي.

ويتنوع منطق حضور الجسدي في المتخيل السردي الروائي(٨) بين الكتابة بوصفها احتجاجا وتعبيرا عن الرفض، والكتابة بوصفها تعبيرا عن القهر، والكتابة بوصفها محاولة لاكتشاف الذات، والكتابة بوصفها محاولة لاكتشاف الآخر، والكتابة بوصفها كشفا للمستور، ذلك المنطق الذي أوجدته تداعيات الكتابة الروائية في تطورها، وتطور الوعي الإنساني عموما والإبداعي على وجه الخصوص، وهو الأمر ذاته الذي يجابه بالرفض من قبل الذين يركنون إلى الكلاسيكيات المعتمدة ويرون الخروج عليها خروجا على النوع الأدبي ذاته، على الرغم من خلخلة الحدود بين الأنواع على النحو المتعارف عليه إلى درجة الانمحاء أحيانا.

  • المتخيل السردي وسؤال المكاشفة (الكتابة بوصفها كشفا للمستور):

تعتني الكتابة عبر المتخيل السردي هنا بفضح المسكوت عنه، واكتشاف ما يدور خلف الأبواب المغلقة، وخلف جدار الصدر مما يتعلق بممارسات الجسد ورغباته وانحرافاته عن المألوف، وهو ما اعتمدت عليه كثير من الروايات عبر تنويعاتها على معزوفة  الجسد، تارة بالحديث عن المثلية، وتارة بالحديث عن العلاقات المحرمة شرعا، وتارة بالحديث عن الانحراف الخلقي، وغيره.

وتأتي رواية “رائحة القرفة” لسمر يزبك (٩) منطلقة من هذا الوعي، حيث تدور أحداثها حول فكرة الخيانة في العلاقات العاطفية والجسدية، ولكنها ليست الخيانة المتعارف عليها بين زوجين أو حبيبين يخون أحدهما شريكه مع آخر، وإنما الخيانة في إطار المثلية، أي خيانة العشيقة لمعشوقتها، حيث تسبر الرواية أسرار علاقة مثلية جسدية  بين سيدة مجتمع راقية ثرية وخادمتها التي نشأت في حي فقير.

  • المتخيل السردي وتحولات البناء:

يمتلك السرد (عبر المتخيل السردي) قدرة على إعادة صياغة العالم، غير عابئ بإمكانية تحقق هذه الصياغة على مستوى الواقع من عدمه، وغير معني بقدرة العالم ذاته على استيعاب هذا المتسع من إعادة الخلق والتأويل المستمرين على الدوام.

بين تفكيك الوعي، وهدم المرتكزات، والتأويل، وإعادة البناء، والوقوف على أعتاب خفايا النفس البشرية، وعبر ذلك جميعه تتشكل رواية “أسد قصر النيل” لزين عبدالهادي، لتضرب في جذور الإنسانية بعيدا حيث المناطق شبه المظلمة، وقريبا حيث اليومي والمشاهد والمعيش.. بين العودة إلى الوراء حيث الأسطورة هي المتكئ الأول لتفسير الكون وظواهره الغامضة رغم عاديتها ويوميتها، وبين الوقوف على مستجدات التحولات البشرية بفعل التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، وأثر ذلك على اتساع هوة الفجوات في حياة البشر، وبخاصة الفجوة بين الغنى والفقر (حيث الأثرياء يزدادون ثراء، والفقراء يزدادون فقرا) والفجوة بين التقدم والتراجع للوراء، والفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وهنا يبدأ المتخيل السردي في الحضور حيث تتخذ الرواية القاهرة الكبرى بتداخلاتها وتشابكاتها مسرحا للأحداث وفضائها، ويصبح رصد مشهدها اليومي وتحليل واقعها الثقافي وتشريح أنماط شرائحها الاجتماعية هو أبطال الحكي وشخوص المسرحية / الرواية.

التاريخ الاجتماعي والإبداع السردي في ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور د.محمود الضبع

محمود الضبع
د. محمود الضبع

هل يمكن القول إن كل رواية هي تاريخ اجتماعي وإنساني على نحو ما؟

فرق جوهري بين الرواية والتاريخ، ذلك أن التاريخ يمكن محاكمة أحداثه أما الرواية فلا تخضع أحداثها للمحاكمة، بل يسمح فيها بما لا يتم السماح به في التاريخ.

يحضر التاريخ هنا ليس بوصفه الحدث الذي يعتمد عليه السرد وينطلق منه مؤسسا عليه ومستعينا به، بل بوصفه ذلك الحضور الذي يأخذ من التاريخ فقط ما تحول منه إلى أيقونة، مثل تاريخ مهد الرسالات، وتاريخ سقوط الحضارات، وما هو على هذه الشاكلة، وهو ما تمثله رواية “ثلاثية غرناطة” لرضوى عاشور، التي تجسد تاريخ التحول ومرارة الفقد. حيث يتم الاعتماد على حدث سقوط الأندلس، تلك الذاكرة التي تمتزج فيها كل المتناقضات، كل ما هو جميل، وكل ما هو مؤلم.. كل ما هو واقعي، وكل ما هو متخيل.

لم يكن سقوط الأندلس يعنى انتهاء تاريخ وحضارة فقط، وإنما كان يعني سقوط الإنسان العربي وتقهقر حياته إلى الوراء، وبخاصة مع أولئك الذين عايشوا سنوات التحول ولحظاته، هنالك حيث تمر بطيئة قاسية، وحيث تصبح الحياة مغامرة غير محسوبة، لا يمكن للمرء أن يتصور ماذا يمكن أن يؤول إليه الحال في اللحظة القادمة، فربما يموت، أو يسجن، أو يحرق، أو يجبر على الرحيل، وإن لم يكن ذلك مصيره هو، فقد يكون مصير أحد أفراد أسرته، أو أحد أقاربه، أو جيرانه، أو أبناء حيه.

استمر في القراءة التاريخ الاجتماعي والإبداع السردي في ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور د.محمود الضبع

سرد الأحلام..(ملف خاص): إعداد: مرفت يس

عن الأحلام سألوني..سيد الوكيل

لا أدرى إذا كانت الأحلام غريزة من غرائز الكائن الحي؟ صحيح أن بعض التجارب العلمية أكدت أن الحيوانات يمكنها أن تحلم أيضا، غير أن أحدا منها لم يخبرنا بما حلم، وربما لم يفكر فيما حلم عندما يستيقظ.. لهذا فثم اعتقاد أن طبيعة الحلم عند البشر ثرية ومتنوعة بثراء وتنوع الوجود البشري. الأحلام هكذا، أشبه بملفات مخفية نسيناها في غمار الحياة، تظهر فجأة على سطح المكتب، وفق آلية عمل ذاتية للجهاز العصبي.. لهذا هي وجود حي بداخلنا، ضاغط وملح، بما يجعلها أقرب ما يكون إلى الغريزة. لكن الفرق بين أحلام الحيوانات وأحلامنا، هي طبيعة إدراكنا لها. وهذا الإدراك هو عمل الوعي البشري، إنه في تطور دائم، متفاعل مع الخبرات والمعارف التي مرت بها رحلة الوجود الإنساني منذ خلقه الأول.

الإنسان البدائي عرف الأحلام، لكنه خلط بينها وبين الحقيقة، لدرجة أن بعض القبائل البدائية كانت تعاقب رجلا يحلم بمضاجعة امرأة جاره، بل ويمتد العقاب إلى المرأة كونها ذهبت إليه في الحلم.

مع إدراك الإنسان بوجود قوى إلهية عليا، أخذ الحلم بعدا ميتافيزيقيا. وتحكي لنا الأساطير، عن ملوك سارعوا بقتل أطفالهم، بعد رؤية في حلم بأن هذا الطفل سيقتل أباه يوما، أو بعد فتوى من عرافه بأن ( أوديب ) سيقتل أباه ويضاجع أمه.

لقد رسخت الكتب السماوية هذا المعنى عن الحلم بوصفه نبوءة، فثم أنبياء ألهمتهم الآلهة بنبوءات وحملتهم رسائل، صارت حقائق. هكذا ظل ارتباط الحلم بالحقيقة سعيا بشريا حتى الآن، وكأن الحلم، أداة من أدوات المعرفة.

لقد أفضى هذا الاعتقاد الراسخ بواقعية الأحلام، إلى علوم متخصصة في تفسير الأحلام.. إذ كان اليقين بواقعية الأحلام الذي كتب به ( ابن سيرين)  تفسيره، هو الذي منحه حق الوجود حتى الآن،  وبعد مضى ثلاثة قرون على ثورة العلم، الذي نقل الحلم من فضاء الميتافيزيقا إلى فضاء علم النفس، ثم علم الدماغ، حيث تمكن ( سيجموند فرويد )  من ربط الحلم بالواقع الداخلي للحالم، فبدلا من السعي إلى تفسير الحلم نفسه، أصبح الحلم وسيلة لتفسير السلوك الإنسانية، والظواهر والأعراض النفسية التي يعانيها الحالم. وهكذا لم تعد الأحلام مجرد نبوءة ترغب في التحقق، بل حقيقة ترغب في التعبير عن نفسها.

والآن.. إذا كان الإبداع الأدبي هو حراك داخلي، قلق ومتوتر، يرغب في التعبير عن نفسه، وإعلان وجوده في صيغة من صيغ التعبير التخيلي، فما الفرق بين الحلم والإبداع إذن؟؟

الحلم كما يقول ( إيريك فروم ) هو إبداع الحالم.  الحلم هكذا مادة إبداعية نفرض نفسها علينا في النوم، ولا يمكننا تجاهلها في اليقظة.. تلك آلية عمل قريبة من آلية عمل الكتابة الأدبية، فتجاربنا الواقعية التي حفرت عميقا فينا، نكتبها في قصصنا ورواياتنا، عبر منظومة من الأخيلة والرموز والعلامات، فتصبح شيئا محاكيا لما حدث في الواقع، ولكنها ليست الواقع بالتأكيد.

 لهذا.. فكما سكنت الأحلام أساطير الأولين، سكنت روايتنا، وقصصنا، ومسرحياتنا، وأفلامنا، ولوحاتنا التشكيلية… بل سكنت ( بوستاتنا ) على شبكات التواصل الاجتماعي. فمطلقو الإشاعات ضد الأنظمة السياسية، والمروجون لها، يعبرون فقط عن أحلام مجهضة عجزوا عن تحقيقها.

***

نخصص هذا الملف عن علاقة الأحلام بالإبداع الأدبي. وهي علاقة قديمة، تبدأ كما أسلفنا مع الأسطورة، بوصفها كيانات حكائية، كما نجدها في أشكال السرد الفني القديمة ( ألف ليلة وليلة ) على سبيل المثال. ثم نجدها في الرواية الحديثة منذ ديكاميرون  ودون كيخوته، وها هي، في القصة القصيرة، تصبح فنا أدبيا مستقلا على نحو ما يستهدفه هذا الملف.

هل يعني هذا أن ثمة فارق بين الحلم في الرواية والحلم في القص؟

هذا ما نعتقد.. فالحلم في الرواية له وظيفة في خدمة الفضاء الروائي، وتوسيع أفقها الدلالي، ومن ثم يظل أثره محدودا بتحقيق وظيفته، وبعدها يذوب داخل الفضاء الروائي، بوصفه عنصرا من عناصره.. أما في القصة القصيرة، ونظرا لطبيعة الوحدة الموضوعية لها، وكثافتها، فالحلم ليس عنصرا فيها بل هو القصة نفسها. إنه يطمح إلى إبراز أخيلته، ورموزه، وآليات إنتاجه، بل وقدرته على تشكيل الأبعاد الزمكانية  والشخصيات بما يكسبها أبعادا متجاوزة للواقع.  

عندما كتب نجيب محفوظ ( أحلام الفترة الانتقالية ) أعطانا مشروعية، أن يكون الحلم فنا سرديا مستقلا، يقف إلى جوار القصة القصيرة، يمكن أن نسميه حتى الآن ( سرد الأحلام ).. لكن المغامرة الأولى – عند محفوظ – لكتابة الأحلام في ذاتها، كانت عام 1982 م تحت عنوان ( رأيت فيما يرى النائم ) ويمكن ملاحظة رغبة الراوي في الإخبار ( اللغة الإخبارية) التي تشابه لغتنا عندما نستيقظ من النوم ونخبر شخصا ما بما حلمنا كأن نقول ( رأيت في منامي أنني أفعل كذا وكذا.. إلخ) ومن ثم فهي مجرد حكي للحلم يستسلم للطابع الإخباري، محدود الأثر الدلالي على نحو ما نجد في رواية ( حديث الصباح والمساء) حين يرى (يزيد المصري) في المنام  شيخه القليوبي جالسا في المقابر، يدعوه لأن  يقيم خلوته له في المقبرة المجاورة لمقبرته. بسهولة ندرك إن الحلم هو عتبة لموت يزيد المصري. تلك هي وظيفة الحلم في الرواية. أما في (أحلام فترة النقاهة ) فلم يكن لقاء الراوي ( بالست عين)  في ( أفراح القبة) خبرا يخدم دلالة مغايرة، بقد ما كان تجسيدا لحضور حقيقي، هو موضوع النص. إنه حضور نلمسه شكلا وموضوعا وشعورا. نقرأه وكأننا نراه، أو وكأننا نشارك الراوي حلمه. فلا شيء قبله، ولا شيء بعده، ولا مُدخلات خارجية فيه، تسعى لتفسيره،  أو التعليق عليه.إنه حضور فحسب. هكذا يظل الحلم مكتنزا بطبيعته التي نراه عليها،  بلا معقوليته، وألغازه، وشطحاته الغرائبية المفارقة للواقع. بما يعطي للقارئ وحده، حق اقتناص الدلالة، من بين براثن اللاوعي الجمعي الذي يسكننا نحن البشر. إن الحلم مقصود لذاته في ( أحلام فترة النقاهة) على نحو ما يفصح العنوان، بوصفه نصا قصصيا مكتملا بذاته، وليس مجرد تقنيه في خدمة فضاء سردي أكبر منه. هكذا أدرك نجيب محفوظ أن القالب القصصي، مؤهل بطبيعته لسرد الأحلام.

خلافا للسرد القصصي والروائي، فإن أحلام نومنا  بلا عتبات ولا مقدمات، نجد أنفسنا داخلها فجأة، ونخرج منه كما دخلناها بلا نهايات حاسمة، دونما تحصيل لأي معنى. وعندما نستيقظ نحاول تذكرها ربما يمكننا أن نقف على بعض المعاني، لكن علماء الدماغ يؤكدون أننا لا نتذكر منها سوى نسبه ضئيلة جدا. فالحلم هو نشاط عصبي وظيفته التخلص من بعض الذكريات والصور المخزنة في الذاكرة بما تحمله من مشاعر معطلة مثل مشاعر الذنب، أو الدونية.. الأحلام إذن عملية تطهير للوعي يقوم بها اللاوعي . أي أن القول بأن نجيب محفوظ كان يكتب أحلاما رآها فارغ من المعنى. فلا أحد يمكنه أن يتذكر الحلم، وما نحكيه بعد يقظتنا عن أحلامنا، هو تصورنا الواعي عن نشاط اللاوعي،  والمسافة بينهما واسعة وغير مأمونة، لهذا فإن كتابة الحلم هو خلق إبداعي تماما، ينتجه وعينا الجمالي، وليس توثيقا أو تدويرا لأحلام رأيناها.

لكن.. ما لو أردنا كتابة حلم رأيناه بالفعل؟

تخيل أنك تمشي في شارع مظلم تماما، وفجأة ومض ضوء خاطف واختفى، فإن كل مار رأيته هو انطباع عام عن شارع ما، أما إذا طلب منك أن تصفه، فإن خبراتك السابقة بالشوارع  ووعيك بمحتوياتها، هي التي ستكون أدواتك في الوصف. لهذا فإن ما تصفه سيكون من إبداعك أنت، ويخصك أنت وحدك. كذلك ما نكتبه بوصفه أحلاما، هو إبداعنا الذي يخصنا.

أما إذا كانت فكرتنا عن آليات كتابة الأحلام غير واضحة، فعليك أن تقرأ هذا الملف، ففيه وجهات نظر، وطرائق مختلفة في فن كتابة الأحلام، وكعادتنا ندرك أن الاختلاف ليس خصومة، بقدر ما هو سمة تفاعلية، توسع فضاء الإبداع.

 

الجزء الأول

: مقالات عن الأحلام

فدوى العبود

الحــــلم والشيــــفرة الســريّـــة للمعرفــة والــوجود

سيد الوكيل

فن كتابة الأحلام ..تأسيس نظري : سيد الوكيل

الجزء الثاني:

نماذج من سرد الأحلام

نجيب محفوظ

الحلم 16..من المجموعة القصصية : رأيت فيما يرى النائم

حكاية الرجل الذي لم يحلم أبدًا..طارق إمام

رغم الظلمة …رغم النوم..طارق إمام

كنت أضحك في حلمي….قصة : رءوف مسعد

الجمعية …قصة: حلمي محمد القاعود

برج الحمار: قصة: عبدالقهار الحجاري

نصوص في لمح البصر…سيد الوكيل

رجل وحيد يخشى الأحلام…قصة :أحمد أبو خنيجر

الحلم الذي لن أرويه لجدتي…قصة: صفاء النجار

قصر الأموات قصة : شريف صالح

علاء الدّين وامرأة تحلم..قصة: روعة سنبل

كشوفات مصطفى يونس

الحلم ..قصة : مصطفى لغتيري

أطياف محفوظية…عبير سليمان

الجزء الثالث

قراءات نقــدية في نصـــوص الأحــــــلام

دمحمود الضبع

البنية والتجريب في أحلام نجيب محفوظ

 

اعتبرني حلما فدوى العبود

اعتبرني حلما :مقولة كافكا الشهيرة عندما قضى ليلة في بيت صديقه ماكس برود، ودخل بالخطأ غرفة والد ماكس ، وفزع الرجل ، فما كان من كافكا إلا أن انسحب بهدوء معتذرا وهو يقول له تلك الجملة التي استلهمتها الكاتبة فدوى العبود عنوانا لقراءتها في نصوص الأحلام و نشرت في كتاب الديكاميرون  2020الذي أعدته الكاتبة السورية روعة سنبل وقدمت له قراءات نقدية فدوى العبود.  اقتبس الكتاب اسمه  من عنوان رواية (الدّيكاميرون) للكاتب “جيوفاني بوكاشيو”؛  التي تسرد قصّة مجموعة أشخاص هربوا من الطاعون، واختاروا -وهم في خلوتهم في منطقة ريفية- أن يسردوا في كلّ ليلة قصصًا تخفّف عنهم عناء الوجع، فتكون الحصيلة كلّ صباح عشر حكايات،ومن هنا جاءت فكرة الكتاب عن جدوى الحكاية وهل هي مجدية؟ “فكانت  هذه النصوص  إجابة   صريحة  عن دور الحكي  في المقاومة .احتوى على  خمسين نصاً قصصياً اندرجت  تحت ثيمات خمس هي “المرايا” و”القطارات” و”الحبال” و”الفقاعة” ويختتم الكتاب بثيمة “الأحلام وتحتوي على تسعة نصوص لمجموعة من الكتاب  هم زهير كريم ، هبة شريقي، مهند الخيكاني ، غفران طحان، نبأ حسن مسلم ، صلاح حيثاني، حنان الحلبوني، زوران جيكوفيتش، سيد الوكيل. تبقى  الأحلام كثيمة هي الأمل في الخلاص وتوقع الأفضل عن طريق الحكي ؛ “نحكي لننجو ” “.

كُتاب الديكاميرون

المدد المحفوظي في كتابة الأحلام …ومشروعية الحلم كنص أدبي

نماذج تطبيقية لشريف صالح ومحمود عبدالوهاب

مدد الأحلام …سيد الوكيل

د. خالد عبد الغني

العودة لأحلام نجيب محفوظ آخر أشكال السرد في الأدب ([1])

قراءة في لمح البصر بقلم فردوس عبدالرحمن

الغوص في اللاوعي والبحث عن أسطورة الذات الخاصة

أحمد رجب شلتوت وقراءة في نصوص” أضغاث أنفاس

أحلام نسوة يعانين القهر والاستلاب

مرفت يس .. قراءة في مشاهد عابرة لرجل وحيد للكاتب أحمد أبو خنيجر

المزج بين الأسطورة والحلم في ” مشاهد عابرة لرجل وحيد”

الحلم فى القصة المغربية….الطيب هلو

الإيقاع السردي وحداثة القصة القصيرة ـ إيقاع الحلم نموذجاً

الجزء الرابع

قراءات عـن بنية الحـلم في الرواية

علي كاظم داود

السرد بالأحلام في رواية ” لاريب فيه” لطاهرة علوي

منير فوزي

قراءة في نص (أحلام سرية) للروائي مصطفى بيومي

الحلم في النص السردي بين التخييل والتفنين:

تأويل الحلم عبر الذاكرة في رواية كيميا للكاتب وليد علاء الدين

الجزء الخامس:

قــــراءات

الحلم كهندسة عقلية..عمرو عزت وفن تعبير الرؤيا: محمد عبدالنبي

أدب الأحلام ..قراءة في كتاب عبده وازن “غيمة أربطها بخيط” بقلم حسن عبدالله

” كتاب النوم”هيثم الورداني …عندما تستيقظ الغفوة : طارق إمام

لغة الروح والنفس المنسية ..مرفت يس

كتاب الأحلام بين العقيدة والعلم للدكتور علي الوري ..قراءة صالح البلوشي