شذرات،حيث الكتابة للجميع
لماذا التربية العاطفية عندنا شحيحة وتحت الوصاية الأخلاقية بشكل يسبب العقد والاضطرابات الباطنية والعلائقية بما لا يمكن حصره. فدائما ينظر الى الرومانسية وكأنها رجس شيطانى او طيش شبابي محض ومقرونة بالنكوصية غالبا .
بل اخطر من ذلك ان تكون رومانسيا في إحساسك وذوقك و افكارك معنا ه -في ظل وصاية اخلاقية خانقة – إنك متغرب ومستلب مقلد وربما كافر أو ماجن او معاد لهويتنا ” الأصيلة” .
في واقع الامر ليست الرومانسية سوى رجوع الذات الى طبيعتها المفقودة بعوامل شتىـ أي تملك الغنى العاطفي كما هو والاستمتاع بسحر الخيال الحر، وعبق الحرية. وإعطاء الحياة معناها بعيش الحاضر في حضن تذوق ما هو أبهى وأجمل في الألوان والأصوات والكلمات و الحركة والسكون .
هذا هو الذي يجعل من الرومانسية رفيقة للفن والإبداع وتجلياتهما في الرسم والنحت والشعر والرواية وشتى فنون الرقص والمسرح بجانبها الفرجوي والتأملي.
أن تهوى الطبيعة سرا وعلنا، ان تهوى التعابير والمنجزات الفنية والجمالية، وان تشرك نبض عواطفك و صميم انفعالاتك في مملكة الذوق والفكر سواء بسواء.. تلك بعض مداخل الرومانسية الموؤودة عندنا والتي بيننا وبينها حواجز ذاتية وجماعية تجتاز البحار فلا نتخطاها .