شغف الطريق. قصة: سيد الوكيل

قبيل بداية نفق الأزهر، رأيتُ الحشودَ مرة أخرى، وسمعتهم يهدرون بأصوات يتردد صداها في كل مكان.

في نهاية النفق رأيتهم من جديد، فتعجبت، كيف تركناهم هناك، وكيف نجدهم هنا؟

ثمة رائحة حارة تملأ الجو، مزيج من عطارة وطعام وغضب. فيما كانت السيارة تتحرك ببطء شديد، كان الدراويش يحيطون بها ويلصقون وجوههم بالزجاج حتى شممت أنفاسهم. فوجفت قلوبنا بالخوف والرهبة.

سألني السائق إذا ما كان لدينا فرصة للخروج من النفق. فقلت: إن علينا أن نلحق بصلاة الجمعة في مسجد السيدة سكينة، ولابد أنها ستكون في عوننا رغم كل شيء. لكننى رأيت جماعة ينزلون من فوق جبل الدراسة ويلوحون بعصي غليظة، فأدركت أنه كان علينا أن نتخذ طريقاً آخر لبيت الله.

أضف تعليق