أيام الشيح الآخير نصوص عبدالعزيز العسيري


1-عام الشّيح :
منتصبًا و الشيّحُ يتمسح بي .. يرجوني البقاء ووجهي صوب مكة .
قال لي : المسالك وعرة ، أخاف أن تتوه فتهلك .
قلت : بوصلتي مآذن و محاريب .
قال : سأحبس شذاي حتى تعود .
قلت : سيطول المقام .
استودعني شذاه وانتحر.


2- الدليل :
تجاوزتُ وادي وج .. سلكتُ طريق المثناة .. احتميتُ بحائطه من المطر .. أقبل نحوي فرحا .. سقاني ماءً باردا وأطعمني عنقود عنب .. ضربَ بمعوله الأرض فانفجر الماء. قال لي : من اتخذ الماء دليلا فلن يضل أبدا .. تبِعتُ الماء .. عند المعسل وجدتُ الفارعة تمشط شعرها، و أمية بن أبي الصلت معتليا صخرة يُلقي القصيد معطيا ظهره لمكة على غير عادته.. نظرتُ إليه.. تجاهلني .. تبسمت الفارعة وقالت : أنت و هو لستما هو .


3- هبوط مكة :
انتبذتُ مكانا بالقرب من الغار، التمس بقايا نور .. وضعت حمامة بيضها في حجري و ارتحلت .. مرت بي سيارة فأخذوني صوب الكعبة .. بالقرب من المعلاة استوقفني نفر من جن نصيبين ، قالوا : اسمعنا فأنشدتهم حتى استطابوا فتفرقوا .. تجاوزت شعب علي فألفيتُ مطعم بن عدي ينتظرني .. احتضنني .. أجهش باكيا .. أخذ بيدي و أدخلني من باب السلام .. قبلتُ الحجر .. طفتُ سبعا .. جلستُ عند البئر .. ختمتُ القرآن .. اضطجعتُ على جنبي الأيمن و غفوت

أضف تعليق