عابر

عبدالعزيز العسيري(السعودية)

(
أراك عابرا الميدان وحيداً ، بعد أن أخلفت خطوات العابرين موعد الأرصفة المتربة .. تصطحبك شمس الظهيرة و لفائف من ورق أسهرته طويلا . منكباك مقلاة و قدماك جمر . قطرات العرق ترسم خلفك خطا من لهب .. ظلك يحتمي بخيط يتدلى من معطفك .. بطيء بطيء هذا الطريق .. تلك الشوارع المتشعبة من الميدان أنكرت ملامحك الوسيمة .. مزدحم .. مزدحم ، هذا الفضاء بالفراغ .. أراك تشد وتد الجسد .. تُوسعُ الخطى .. تمد يدك الفارغة لسراب ظل .. أراك تقف مكتظا بألم الغربة ، أراك في أغاني المتعبين .. أراك تحت ظلي فأغلق عينيَ .

أضف تعليق