أرشيف الأوسمة: صدى ذاكرة

الكتاب الأحمـــر بقلم: فردوس عبد الرحمن

قراءة في كارل جوستاف يونج وأسطورته الخاصة

 

 

عبر تاريخه العلمي والبحثي اهتم كارل جوستاف يونج بدراسة علم الأنثوربولوجي وحرص على تتبع تاريخ الأقوام البدائية وكان على قناعة تامة بأن كل شخص يحمل في داخله هذا الإنسان البدائي بكل طقوسه وأساطيره ورؤيته للوجود ومن هنا جاءت نظريته عن اللاوعي الجمعي الذي يحتلنا جميعًا. آمن يونج بالأسطورة والتي ساعدته دائمًا في الكشف عن خبايا النفس الإنسانية.

بعد أن أنجز الكثير من أبحاثه العلمية.. انتبه يونج إلى البحث عن أسطورته الخاصة، وظل هذا السؤال يؤرقه بشدة “ماهي أسطورتي الشخصية” لأنه أدرك عبر علاجه لمرضاه.. معنى عيش الإنسان دون أسطورة، فالإنسان بدون أسطورة، كأنه اقتُلِع من جذوره وليس هناك رابط حقيقي لا مع الماضي ولا مع حياة الأسلاف التي تستمر من خلاله أو حتى مع المجتمع المعاصر. يقول يونج: ” ماهي الأسطورة التي أعيشها؟ لم أجد جوابًا على هذا السؤال واضطررت للاعتراف بأنني لا أعيش مع الأسطورة أو حتى في الأسطورة، بل في غيمة غير مؤكدة من الاحتمالات النظرية التي كنت بدأت أنظر إليها بفقدان ثقة متزايد.. لذا وبالطريقة الأكثر طبيعية أخذت على عاتقي مهمة معرفة أسطورتي الخاصة واعتبرتها مهمة المهمات”

استمر في القراءة الكتاب الأحمـــر بقلم: فردوس عبد الرحمن

الحفرتي…قصة : محمد فيض خالد

آتاهُ الله بسطةً في الجِسمِ ، وخمولا في العقلِ ، فرأسه  الضّخم المكوّر فوقَ كتفيهِ العريضين المُكتنزين لحما ، لا يفرقه كثيرا عن هيئةِ الثّور ، وكأنّما الغباء المُستحكم استخلَصهُ لنفسهِ دونَ سواه ، وعلى قدرِ ذاكَ الغباء ، ينزحُ بهِ الطّمع كُلّ منزعٍ ، حتى ابتنى لنفسهِ قصورا من الجَشعِ ، مثلهُ الأعلى قارون ومن على شاكلتهِ من الغطاريفِ ، تهتاجُ بينَ جوانحهِ رغبة ، تقتلعُ من نفسهِ جذور الرّحمة ، تجعله يُحلِّق في تيهٍ ، يمسك عليهِ مسارب أفكارهِ ، مُبكرِا تنبّهت فيهِ غريزة الشّطارة ، يجول في هيكلِ  أطماعه الذي لا تُغلق أبوابه ، لا حديث له إلا حديث الكنوز وما تعمره الأرض من خيراتها ، يُكرّر في صلفٍ : هي ثمرة لكُلِّ قوي دونَ سواه   ، ينبش الأرضَ كالضّبعِ ، استبدّ بهِ إغواء شديد ، تراه مُصطنعا حكمة الشّيوخ وحنكة المجرّبين  ،  دائما  ما يَسيرُ بهذا الحنين،  ينفخ في روحهِ الإثم والشرّ ، حتى انفلت منه زِمام نفسه ، قال ذات مرة لرفاقهِ : إنّه على  استعدادٍ ؛ لأن ينبش قبرَ أبيه لأجل الذهب ، نفضَ الشيطان في صدرهِ أسباب الغواية ، حتى ألفته ، لا يتحرّك لسانه بين شدقيه ، إلا بأقاصيصِ الحفائرِ والدّفائن ، يحمل أثقالا من الشّجنِ في ظمئٍ لا تنفع ُ لهُ غلة ، يتلوّن وجهه بظلالِ الألم ، فتشاهد دخان نفسه يحترق ببطئ ، يدكّ الأرضَ من تحتهِ ، قائلا في تَحسّرٍ : لو كان معي رجال ؛ لأزحت البيوتَ من مكانها ، وامتلكت ما تحتها .

استمر في القراءة الحفرتي…قصة : محمد فيض خالد

آى آى … أفلام المُفارقات الشيّقة، بقلم: شريف الوكيل.


غالبٱ مايكون أقصى أحلام البسطاء والمهمشين على جنبات الحياة، أن يكون لهم على الأقل جنازة تليق بهم عند موتهم، ممتلئة بالمشيعين ودعواتهم ، لعل الله يتقبل منهم ،فيغفر لهم ويذيقهم نعيم جناته، الذى حرموا منه فى حياتهم…وهذا نوع من التمسك بآخر حق لهم فى هذه الحياة، فهم ربما يكونوا قد فقدوا كل حقوقهم الدنيوية لكن أملهم وإيمانهم الوحيد فى الله الذى لاتضيع عنده الحقوق…ربما تكون المقدمة قاتمة بعض الشئ، ولكن ماذا لو تحقق مثل هذا الحلم حقا ، ليأخذنا بعيدا عن هذه القتامة ويجعلنا قدرنا أن نعيشه واقعا هزليٱ .

استمر في القراءة آى آى … أفلام المُفارقات الشيّقة، بقلم: شريف الوكيل.

الإسكافى والدنيا. قصة: ماهر طلبة

من زمان…. زمان قوي.. بيعيش إسكافي طيب عنده محل صغير جدا  قد رجل الطفل إللي لسه ما دس ع الدنيا.. كل يوم الصبح يروح الدكان يكنس.. يرش المية قدام الباب ويبدأ يدق في الجزم.. في يوم هى دخلت عليه.. ست الحسن يمكن، ليلى يمكن، عبلة يمكن، ويمكن تكون قطر الندى… حس إن الدنيا داخلة معاها عليه.. فتح دراعاته وحضن الدنيا.

– اتفضلي…

 قعدت.. مدت الرجل.. مرمر يمكن، لؤلؤ يمكن، مرجان يمكن، ويمكن تكون مجرد لحم.

– أمرك؟

– جزمة.

– أى نوع؟.. أى شكل؟.. أى لون؟.

شاورت… مد إيده… رفع الجزمة…. لبستها.. ماس يمكن، بلور يمكن، قزاز يمكن.. لكن أكيد مش جلد… اتمشت ….

– مناسبة؟.

– مناسبة..  عايزة جزمة نفس الشكل، نفس النوع،  لكن مش نفس اللون….

– بكرة تكون جاهزة.

خرجت…. خرجت الدنيا معاها.. حس إن صدره فاضى، شرب بق المية وسأل نفسه…  “ياترى ده مين؟”.

استمر في القراءة الإسكافى والدنيا. قصة: ماهر طلبة

أن تقرأ كمحقق. بقلم: ممدوح رزق.

تشريح القصة القصيرة: أن تقرأ كمحقق

مثلما يقوم المحقق باصطياد الأدلة الكاشفة من بين المعلومات التي يمتلكها حول قضية معينة؛ يمكن لقارئ القصة القصيرة أن يؤدي أمرًا مشابهًا عن طريق انتزاع عبارات محددة خارج التفاصيل والمشاهد التي تتضمنها القصة .. في قصة “إبريق العرس” لفيليب سميث على سبيل المثال، والتي تدور حول راوٍ يقرر قضاء أمسية السبت برفقة جدته في المنزل بعد خروج أمه وشقيقته؛ في هذه القصة يمكن التوقف عند المقاطع الآتية:

“ناولت الجدة الإبريق الزجاجي، وعدت إلى مقعدي ممددًا قدميّ أمام المدفأة، وقالت جدتي: هذا إبريق عرسي، ولقد كان على المنضدة يوم زفافي مليئًا بالروم”.

“وسط كل هذا اتجه صبي صغير نحوي وهو يحمل شيئًا ما في يده اليمنى، سلمه لي قائلًا: لقد أحضرت هدية لك، هل تخمن ماذا كانت؟ لقد كانت ساعة ذهبية يملكها تومي ويعتز بها كثيرًا”.

“كما ترى كان لي حبيبان .. تومي وإدوارد، وكان عليّ أن أختار أحدهما .. كان تومي شابًا رقيقًا، ومع ذلك تزوجت جدك”.

“في يوم عرسي أرسل لي تومي هدية هي أغلى ما يملك .. هل تعرف ماذا فعل بعد ذلك؟ لقد ذهب إلى حديقة أمه وشنق نفسه على شجرة التفاح الكبيرة”.

“تدحرج الإبريق الزجاجي من يدها إلى حجرها .. كانت النيران تومض تحت الرماد، وبينما تطايرت شظية أو شظيتان حملهما الدخان عاليًا إلى المدخنة”.

ومثلما يعمل المحقق على تحليل الأدلة المقتنصة؛ يقوم القارئ بتأويل العبارات التي عيّنتها بصيرته:

“الإبريق: رمز احتفالي، يشير إلى العرس تحديدًا .. الساعة التي أرسلها الحبيب إلى الجدة يوم زفافها هو وقت استثنائي، زمن خاص، موعد مرتقب .. الجدة لا تذكر سببًا واضحًا لاختيارها جد الراوي، كان يكفيها فعل “الاختيار” فحسب، بما يعني أن القرار كان في يدها، أو بدا كذلك حينئذ .. انتحار تومي بعد إرساله الساعة للجدة يقرر بأن الوقت الاستثنائي أو الزمن الخاص لا يقع داخل الحياة، كان الموعد المرتقب ينتمي إلى الموت .. تدحرج الإبريق الزجاجي من يد الجدة إلى حجرها ثم الصمت الوصفي لوضعيتها يدل على موتها، العرس المؤجل، زفافها المنتظر إلى تومي أو الحبيب المنتحر الذي بدأ هذا الاحتفال في اللحظة التي أرسل خلالها ساعته الذهبية إلى الجدة، حيث حياة المرء أشبه بنيران تومض تحت الرماد، تتطاير في النهاية مع الدخان ثم تتبدد”.

ومثلما تضيء الأدلة التي تم اصطيادها سائر المعلومات الأخرى للمحقق؛ تكشف العبارات التي انتزعها القارئ بقية تفاصيل ومشاهد القصة:

“التماع ضوء القمر عبر التلال الذي يُظهر سحب دخان شاحبة تتصاعد من حديقة أحدهم .. أم الراوي ذات الستة والأربعين عامًا، الأرملة منذ خمس عشرة سنة، التي تخرج مع صديقها بالرغم من رفض الجدة واستنكارها لتلك العلاقة .. أخت الراوي التي تخرج هي الأخرى برفقة صديقها .. فتاة تجري عبر البوابة الأمامية لأحد المنازل .. إعداد الجدة للفحم، وإشعالها لنيران المدفأة” …

كأنما كل حياة / نيران تحت الرماد تتماثل، تتوارث، تتدافع دائمًا نحو المصير نفسه كشظايا تتطاير ثم تتلاشى .. كأنما النيران والرماد “أو الذاكرة التي لا تزال مشتعلة تحت العمر الذي أصبح خامدًا” يسبقان حياة الفتاة التي تجري عبر البوابة الأمامية لأحد المنازل، ويجهزانها للاختفاء مع سحب دخان في حديقة، أو عبر مدخنة مدفأة.   

ومثلما يعتبر المحقق أن النجاح في حل القضية ليس غايته الوحيدة، وإنما الحصول على مزيد من الخبرة الاستفهامية التي يطاردها وعيه طوال الوقت؛ يقتفي القارئ أثر التساؤلات الممكنة داخل القصة:

“هل الشفقة تجاه الجدة هي التي دفعت الراوي حقًا للبقاء معها في أمسية السبت؟ .. هل كان يشعر على نحو غامض بأنها تخبئ سرًا قديمًا، وأنه من الممكن في الليلة المناسبة أن تبوح له بذلك السر حينما يكونان وحدهما في البيت؟ .. هل ماتت الجدة بالفعل أم أن الراوي شيّد هذا المشهد ذهنيًا بوصفه الختام اللائق بالحكاية التي كشفت عنها الجدة؟”.

(من مقرر الورشة القصصية للكاتب ممدوح رزق)

https://mamdouhrizk0.blogspot.com.eg/

لماذا يظل الأدب احتياجا حيويا .. د. أماني فؤاد

هل لو قرأ لاعب الكرة المتحرش، أو المخرج، أو الكاتب، أو رجل الدين، أو السياسي، أو رجل الشارع الأدب بأنواعه: الشعر والرواية والقصة والمسرحية والمقال هل سيمارس التحرش، وهل يمكن أن يكرره البعض منهم على هذا النحو الفج لو اعتادت ذائقتهم الجمال النابع من الأفكار والخيال وأساليب اللغة، لو تغلغلت في نسقهم الثقافي العام القيم التي ترد في هذه الأنواع الأدبية، هل كان سيمارس بعضهم ساديته بانتهاك الأضعف وعدم احترام حريته، أو استغلال سلطته بالتعدى على إرادة الآخرين؟

استمر في القراءة لماذا يظل الأدب احتياجا حيويا .. د. أماني فؤاد

كشف الوجود، قصة: سيد الوكيل

كشف الوجود

 

وجدتني في عيادة الطبيب النفساني، ومن حولي جماعة من الأدباء والكتًاب المشاهير، يسألون الممرضة، كلما دخلتْ أو خرجتْ: إذا ما كان الطبيب موجوداً في حجرته؟ فقط تبتسم، ولا ترد.

كان أحدهم محرراً معروفاً لمجلة أطفال، منهمكا في تعليم ولديه القراءة والكتابة، وكانا يرددان وراءه: بطة تساوي نيل.

سخرت ـ في نفسي ـ من الطريقة التي يعلًمون بها الأطفال، عندئذ ظهرت الممرضة وأمرتني بالخروج من العيادة.

 فهمتُ أن الطبيب علم بما أضمرتُ من سخرية فأمر بطردي، لكني أعلمتُها باعتصامي في العيادة حتى أحصل على حقي في الكشف. عندئذ خرج محرر مجلة الأطفال ممسكا بولدية، وخرج الجميع واحداً وراء الآخر، ثم خرجتْ  الممرضة وأوصدت الباب خلفها.

وجدتني وحيداً في عيادة الطبيب النفساني، وأمامي باب حجرته المغلق، فعرفت أن علي فتح الباب بنفسي لأتأكد من وجوده.

كليمانتس، قصة: تيسير النجار

استيقظت على حركة زوجها فوق السرير، نظرت إليه، قبل خدها الأيسر ودخل الحمام، تمطت ومشطت شعرها المبلل، هي تفكر هل سوف تحبه؟ خرج من الحمام. قال :”ح تأخر” فهمت قصده، غسلت وجهها؛ أعدت القهوة وسندوتش الجبن إفطاره المعتاد، تناوله وهو يكمل تبديل ثيابه، ضبط ربطة عنقه، وضع ثياب النوم في مكان الغسيل، منظم جدًا، طلب منها طهي السمك بالطريقة التي يفضلها، أكد أن تكون جاهزة في تمام الساعة الثالثة لأنه سيكون جائعًا، سألها هل تريد شيئًا من الخارج؟

استمر في القراءة كليمانتس، قصة: تيسير النجار

ملامح فى مرآة الانكسار. قصة: مرفت يس

 تفترش الأرض على سجادة عتيقة بنية اللون بها ورورد تنسج مع جلبابها الصيفى الجميل حديقة غناء بلألوان الزاهية المبهجة ، مسندة رأسها على كنبة اسطنبولى ،  وتحكم لف طرحتها السوداء المزينة بالترتر الأزرق،  تنتهى من تناول حبات الدواء  ،وتنظر لشعاع الشمس الداخل من باب الحجرة المفتوح لاستقبال الصغار فى نفس الموعد من كل يوم لتعيد سرد حكايتها الوحيدة التى لازالت تختفظ بها ذاكرتها

استمر في القراءة ملامح فى مرآة الانكسار. قصة: مرفت يس

ما لم يقله الغذامي.. بقلم: د. أماني فؤاد

عرضتُ في المقال السابق لظاهرة تغلغل الزيف في الثقافة العربية، ونسق الخطابات اللزجة التي بلا مضمون في شتى المواقع، خطابات بعيدة عن الصدق أو الاشتباك مع الواقع بطريقة حقيقية، وتتبعت المحور الذي عالجه د. عبدالله الغذامي في كتابه “النقد الثقافي” الذي بيّن من خلال مستوياته كيف أن علاقة الترهيب والترغيب في شعر المديح وتجلياتها المختلفة بين الشاعر ورأس السلطة السياسية قد تركت أثرها المضلل والفاسد في النسق الثقافي العربي العام، كما رسخت للبعد عن الحقيقة والواقع وكرست لظاهرة الفحولة الادعائية، وهو ما أتفق معه، فالنصوص الإبداعية ليست مجرد خطابات مجازية متعالية على شروط الواقع والمنطق، بل يؤثر مضمون تلك الخطابات على الثقافة العامة للشعوب والجماهير.

استمر في القراءة ما لم يقله الغذامي.. بقلم: د. أماني فؤاد

صاحبـة الضـوء الغافـي. قصة:سيد الوكيل

 

هذا النص نشر عام 2004، ضمن مجموعة قصص في طبعة خاصة ومحدودة اسمها (مثل واحد آخر) هذه المجموعة تسببت في حجب جائزة الدولة التشجيعية وقتها.

 

 

صاحبة الضوء الغافي

 

ربما كان من الضروري أن يحدث ذلك.

ربما يحتاج الأمر لمؤامرة من نوع خاص ومتقن لأجل تلك المرأة التي وقفت تستحم ، لتغسل عن جسدها عشرين عاماً من الوجع القديم ، وقبل ذلك كانت تسأل نفسها فى ليال ذات ريح بارد وهزيم ، إن كان بإمكانها أن تطلق عفريتها لمرة أخيرة ، ذلك العفريت الذي سجنته فى زجاجة يشف اخضرارها كلما تمايلت مراكب العاشقين فى مساءات النهر .

استمر في القراءة صاحبـة الضـوء الغافـي. قصة:سيد الوكيل

براعة الرصد، ودلالات التحول في ( فوق المظلة) بقلم:  محمد عطية محمود

يرصد القاص “علي الفقي” في مجموعته القصصية “فوق المظلة”، الصادرة عن سلسلة “إبداع الحرية”، العديد من السمات البارزة لواقع تمتد خيوطه من الخاص إلى العام، وذلك من خلال بلورة مجموعة من النصوص تتكامل، بصورة ما أو بأخرى؛ لتعطى صورة من صور الاختزال المعنوي الراصد بتكنيك يتداخل فيه أحيانا الواقعى مع الفانتازى لتجسيد هذا الواقع المتغير، كمشهد عام تنبثق منه خصوصيات، وتتقافز حوله، وتحتل داخله أشباح هموم إنسانية تكاد تجتمع في هم إنساني واحد، عن طريق سلسلة من المعاناة النفسية والمادية للشخصية التى تصب في وعاء الكل، في إطار كابوسي أحيانا، وفانتازي مختلط بالحلم أحيانا، وبذكريات مؤلمة أحيانا أخرى، وصولا إلى التحام الواقعي المادي الصرف بالشخصي، بالجمعي.

في نص العنوان “فوق المظلة” يتراوح السرد بين الواقعي والفانتازى في تجاور، تكاد تختفي فيه الحدود الفاصلة بينهما، حيث يتنقل السارد/ الراوي، المشارك في صنع الحدث في فضاء النص/ المكان، وحيث يستهل النص بقوله:

استمر في القراءة براعة الرصد، ودلالات التحول في ( فوق المظلة) بقلم:  محمد عطية محمود

كاندي كراش، قصة: نبهان رمضان

من آن لآخر ينشغل شباب هذه البلد بلعبة ما.. تجد أشخاصا كثيرة تلعبها . لكن هذه الأيام أصبحت الألعاب الإليكترونية تشغل اهتماما كبيرا،  لا سيما بعد التطور الذي طرأ على أجهزة المحمول،  وأصبحت تحوي كل أنواع الاتصال.. لم يعد الاتصال الهاتفي هو الأساس.

أما لعبة هذه الأيام و هذا العصر فهي لعبة الكاندي كراش . عندما تجد تجمعا الآن في مصر تجد كل البشر أو على الأقل تسعين في المائة يلعبون كاندي كراش .

انزوت جميلة مع جهازها المحمول،الذي أصبح صديقها اللدود ، في أحد أركان النادي الاجتماعي الذي لم يعد ناديااجتماعيا بل أصبح نادى الكاندي كراش ،تتابع منشورات الفيس بوك الطريفة بعد لعب كاندي كراش كثيرا.. أرادت هدنة حتى تعود متألقة. لاحظتأن أصدقاءها على الفيس تعدوا الألف بقليل لكن في الواقع لم تجد منهم أحد في حياتها، منهن من تزوجت و سافرت مع زوجها أو منهن من انشغلت بحياتها بعد الزواج ، أما هي فلم تتزوج بعد .

استمر في القراءة كاندي كراش، قصة: نبهان رمضان

فقط.. قصة قصيرة لمحمد عطية

فقط.. ستخرج قطعة الحلوى المثلجة من نهر صدرها الملتهب.. ستلقمك إياها، كطفل لحوح عنيد، وهي ترمي بنظرة عينيها السوداوين الساحرتين، على عينيك المغبشتين بنار الوجد..

        ستستمريء طعمها الصادم، بجوف روحك، حد الدهشة.. ستغرقك فيها.. ستجوب بك سهولها ومروجها الخضراء.. تعود إليك ـ ساحرةً ـ تميط لثام المشاعر الحرى، توقظها من سباتها الأثير وبرودة أطراف كادت تشمل كل العالم.. ستلقيك بين هضابها صريع نشوتها الآسرة، وستترك في أذنيك أصداء همستها الخالدة: “…” بمذاق نغم ساحر، وستمضي ملتحفة بصمتها الممهور بسبق الإصرار والترصد..!!

استمر في القراءة فقط.. قصة قصيرة لمحمد عطية

عيد ميلاد. قصة: مرفت ياسين

                                     

كان يومآ جلسنا ثلاثتنا على مقعد حجرى قديم بجوار شجرة عجوزصديقة اعتدنا الجلوس      

بجانبها نستظل بظلها ونستنشق نسمات  الهواء النقى عندما تتحرك أغصانها المحملة بأوراق كثيفة فى يوم ربيعى هادىء فتخفف من شرودنا الناتج عن لمس المناطق المحظورة من ذكرياتنا التى تبدأ دائما بالتبسم ,الضحك, القهقهة  فالصمت بعيون تملؤها الدموع التى تحاول كل منا اخفاؤها حتى لا يتحول يومنا الى كأبة

استمر في القراءة عيد ميلاد. قصة: مرفت ياسين