أرشيف الأوسمة: الحورالعين تفصص البسلة،

الـــكـــتابــة الـــشــذريــة وتحريف الـــزمـــن في مجموعة ” الحور العين تفصص البسلة” لـــلـــكـــاتـــبــة/ صـــفــاء الــنــجار

قراءة نفسية/ رشـــا الـــفـــوال

115800357_711359433049625_3563891147261798052_n

أولًا: الكفاية الشخصية وثقافة الصمت

إنطلاقًا من كون الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكنه الإنفصال عن مجتمعه، نرى في قصة “أميبا” كيف أن الفتاة كانت لا تنشغل بقسوة أهلها ولا تفقد ثقتها بالرب الذي منحها جسدًا جميلًا حتى وإن كان وجهها دميم، فتقول الكاتبة عن بطلة قصتها أنها كانت” لا تكترث كثيرا لكلام زوجة أخيها  وتدرك بحدسها أن الرب رغم مشاغله يدخر لها عينين تبصران فيها معجزته  وتقدر وجهها القبيح وجسدها الكامل” والتي تتزوج أحد الرجال لينتقل(الصراع) بين الذات والموضوع من المسرح الخارجي إلى المسرح الداخلي في نفسها لتعاني من اضطراب العلاقة التي تهدف إلى التوفيق بين حاجاتها النفسية من ناحية وبين الواقع وأبعاده من ناحية أخرى، هنا يتضح(الإغتراب الزواجي) الناتج عن خفض الأفعال الإيجابية وزيادة الأفعال السلبية مع وجود مثيرات منفرة فتقول الكاتبة على لسان البطلة في مساءاتها كانت تنسحق تحت كرشه الضخم وتنبعج تحته كقطعة عجين”، فالإغتراب ينشأ نتيجة(وعى) الفرد بــ(ذاته) ككائن متميز، وبالتالي يتم انقسام الذات إلى(فاعل) و(موضوع) لأفعال الآخرين، و(ذات) تناضل وتسعى إلى التحكم في مصيرها، فنجد أنها لم تهتز ثقتها بنفسها وبالجسد الذي باركته يد الرب ونحتته في أبهى صورة، رغم تلقينها الفضائل النسوية كالخضوع والإنقياد لتنسجم أفعالها مع قيم المجتمع الذي يرى في الزواج حصانة اجتماعية وأن بقاء الفتاة دون زواج عورة، فتقول وبحدسها الذى لا يخذلها تصوب نظرة الى المرآة فى الوقت المناسب. ثدياها نافران. حلمتهما بارزة دون أثر لرضاعة عامين، بطنها قاع محارة تكتنز لؤلؤها وساقاها ومؤخرتها كما باركتهم يد الرب، ترتجف خلاياها، تخلع جلبابها، تسترجع صورتها، وحدها مع جسدها، يتبادلان حديثا سريا حميما ” ذلك أنه من المفترض أن تتسم العلاقات الحميمة بوجود قدر مرتفع من الإعتماد المتبادل فالمكافآت تعتمد على الأفعال وبالتالي فالإغتراب ينتج عن(الخسارة النفسية) وتكرار التهميش، والفتور العاطفي وعدم اهتمام كل طرف بالآخر وعدم مساندته نفسيًا، إضافة إلى أن (الإحباط) يدفع الفرد إلى إقامة(اتصالًا مشبعًا) بعيدًا عن الموضوع ليلصقه بموضوعات بديلة أو رمزية، فالإحباط والجوع الشديد للحب يؤدي إلى(الذاتوية) والإنسحاب الشديد من العلاقات الإنسانية، فنجد أن المرأة تطبعت على “عدم الإفصاح عن السلوكيات العنيفة للزوج”(1)، تقيدًا بقيم المجتمع السائدة، ذلك أن “درجة الإحساس بالإغتراب تختلف باختلاف الظروف المهيئة له”(2) فنحن هنا أمام أنثى ترفض قيم المجتمع رفضًا يحمل في ثناياه كثيرًا من التمرد، والعجب(النرجسي) بالذات، فالزوجة في حالة (انغلاق) على الذات تسمح لآدم بالخروج من الجنة لأنه لم يتقن محبتها.

استمر في القراءة الـــكـــتابــة الـــشــذريــة وتحريف الـــزمـــن في مجموعة ” الحور العين تفصص البسلة” لـــلـــكـــاتـــبــة/ صـــفــاء الــنــجار