أرشيف الأوسمة: صدى ذاكرة القصة،

حواديت للبنت إللي نامت…قصة : ماهر طلبة

الشاطر حسن شايل على اكتافه شنطة السفر وماشي في بلاد الله سواح بيدور على ست الحسن

 ..”من الساعة إللي العبودية  صارت فيها فرض على كل مسلم أنا حسيت إن فتاة أحلامي هلاقيها في بغداد…”

 آخر مرة قابلها كانت في إيد تاجر عبيد في سوق بغداد.. الشاطر حسن غفل – يادوبك – ضاعت منه…

“الضياع إللي أنا عايشه وعيشاه كان ممكن ينتهي في اللحظة نفسها – إللي شفتها فيها- لوقدرت أنقذها بالسيف بدل الفلوس”..

استمر في القراءة حواديت للبنت إللي نامت…قصة : ماهر طلبة

نبضات الجوع…قصة: عزة مصطفى

 من مجموعة التدفق فى عروق الذاكرة

مجموعة عزة مصطفى

قهوة وبيض وبطاطس مقلية

سأتناول القهوة أولاً ثم سأشعر بالجوع وألتهم البيضة والبطاطس المقلية .. لا معدتى تؤلمنى من تناول القهوة على الريق سأبدأ بالبيض ثم القهوة ثم البطاطس المقلية, كم مرة أقول لك أن القهوة تفقد مذاقها إذا تناولت بعدها شىء, حسناً سأبدأ بالبيض والبطاطس ثم أرتشف القهوة ببطء كى أستمتع بمرارتها .

  • أنت طالق .. طالق .. طالق

أشعر الآن بالجوع مضت نصف ساعة منذ تناولت فطورى وأنا جائعة .. جائعة سأبحث فى الثلاجة عن بقايا البسطرمة والزيتون والجبنة ثم أحلى بقطعة من الشيكولاته المحشوة بالبندق, ما أجمل الشيكولاته حين تذوب فى الفم ثم نتبعها بطحن قطع البندق الصغيرة

– .أنت زوجة فاشلة لا توجد بك أى معالم للأنوثة.

سأذهب إلى السوق وأشترى الكوسة والباذنجان والفلفل, سأكورهم بعناية ثم أحضر الحشوة التى جهزتها ليلة أمس أثناء مشاهدتى لمسرحية قديمة, وسأسلى نفسى باللب والفول حتى يستوى المحشى وتفوح رائحته الشهية التى تملأ نفسى بالسعادة فأشعر إننى امرأة ماهرة فى صنع الطعام .

  • أرأيتى زوجة صديقى يتباهى بطعامها اللذيذ واهتمامها بأناقتها وبيتها لا يشغلها فى الحياة سوى سعادة زوجها حتى إنها تتصل بى لتطمئن عليه أثناء غيابه عن البيت !

حين يأتى المساء ستكون البيتزا جاهزة سأضع عليها طبقة كثيفة من الصلصة الإيطالى ورشة من الجبنة الموزاريلا ثم أنثر قطع الزيتون والتونة وشرائح الطماطم والفلفل, وسأبحث عن حلقات مسلسل “قيامة أرطغرل” سأبكى وأنا أتابع مشاهد حبه لحليمة وأفكر فى سبب وفائه لها هل لأنها جميلة فأنا أيضاً جميلة .. هل لأنها استطاعت اقناعه بأنها تحبه أنا أيضاً فعلت لكنه اتهمنى بأننى غير جديرة بقلبه, سأبكى كثيراً عندما تموت حليمة وسأنتظر الحلقة القادمة بشغف لأعرف هل سيظل مخلصاً لها أم سيبحث عن حب آخر, لكنى لازلت جائعة سأذهب لأفتش فى الثلاجة عن أى شىء التهمه .

 

 

 

عروس …قصة: منير عتيبة

 

الحكايات العجيبة منير عتيبة

من مجموعة الحكايات العجيبة 

أمرتها الجدة صابحة بإخفاء نشوتها بداخلها، لكن النشوة فاضت كما يفيض اللبن المغلى على حواف الإناء، فاكتفت الجدة بقراءة المعوذتين داعية الله أن يحرسها من العين، خرجت من الباب الخلفى للبيت قبيل الفجر، نزلت درجات السلم الرخامية الخمس، الدرجة الأخيرة مختفية تحت مياه ترعة المحمودية الرقراقة، برودة منعشة سرت من المياه إلى جسدها عبر قدميها، شهقت لانعكاس وجهها الجميل على مرآة المياه التى تستقبل أول أشعة الفجر الكاذب، كان وجهها جميلا أكثر مما ينبغى، تناولت طوبة حمراء، دعكت كعبي قدميها حتى أحست بألم لذيذ، تحسستهما بيديها، كانا ناعمين للغاية، غطستهما فى المياه، فكرة مجنونة طرأت ببالها، لم تناقشها، خلعت الشال القطيفة الأحمر الذى أهداه حسن إليها منذ أسبوعين، خلعت الجلابية، خلعت القميص اللبنى الضيق الذى شهد أول قطرة دم تخبرها بأنها أصبحت أنثى، والذى ارتدته ليكون آخر قميص تودع به هذه المرحلة، ريح خفيفة حركت أغصان شجرة التوت التى ألقت ملابسها بجوارها، طارت حمامة بيضاء سمراء من برج الحمام أعلى المنزل، حطت على فرع شجرة التوت القريب من المياه، حدقت الحمامة فيها وهى تنزل فى المياه جزءا جزءا، حتى غطست تماما، دقيقة توقف فيها قلب الحمامة عن الخفقان، ثم صدحت بغناء سماوى وهى ترى الرأس الجميل يصعد بنعومة فوق صفحة المياه، شهقت الحمامة متوقفة عن الغناء وهى ترى أول شعاع لشمس الصباح يتألق فى عينيها اللتين يموج فيهما عسل نهر من الجنة، خرجت، جففت نفسها بالقميص اللبنى، ارتدت الجلابية على اللحم، دخلت البيت، كانت جدتها مستغرقة فى صلاة عميقة تجعلها لا تحس بما حولها، دخلت حجرتها والماء يقطر منها فى كل مكان، تقلبت على سريرها قليلا، بدلت ملابسها، سرحت شعرها الأسود، لفته فى جديلة طويلة، لمتها على شكل كعكة، غطت رأسها بمنديل سماوى به زهور صغيرة، استأذنت الجدة فى الخروج، لم يكن لديها فى الواقع ما تريد أن تفعله، ولا تعرف إلى أين ستذهب، لكنها كانت تريد أن تمشى فى كل شوارع القرية، تدخل كل البيوت، تعانق كل الناس، تداعب كل الطيور، تتسلق كل الأشجار، تعوم فى كل الترع، تربت على كل الحيوانات، كانت تشعر بأنها مسافرة إلى عالم آخر، رغم أنها ستتزوج من حسن ابن عمها فى نفس البيت، فى الطابق العلوى.

استمر في القراءة عروس …قصة: منير عتيبة

أنا وأنتِ…قصة قصيرة: أحمد الخميسي

 نجلس أنا وأنتِ إلى المنضدة التي تجمعنا كل يوم، صامتين، كعادتنا منذ سنوات.  نستعد للإفطار. أنا وأنتِ. تمدين بصركِ إلى الجدار الأزرق الفاتح خلف ظهري. أتملى وجهكِ بعمق وحب ويأس. أروح وأجيء أجلب أطباق الطعام من المطبخ. يجلد قلبي أمل لا يموت. أجلس أمامكِ. أنا وأنتِ. عيناكِ تنظران بشرود خلف ظهري. لا ترينني. أرفع لقمة إلى فمي ولا أحني رأسي، ليظل وجهك أمامي، فلا يغيب عني حزنك الذي يشبه شعاعًا ينكسر. أنا وأنتِ.

استمر في القراءة أنا وأنتِ…قصة قصيرة: أحمد الخميسي

نبض ..قصة: يحى أبو عرندس

تعود الطفل أن يتسلل إلى فراش أبيه,يقلده حكايات أبو زيد الهلالي ,وقبل أن ينتهي منها يكون قد غط في نومه, يطالبه بإعادتها له الليلة التالية ,يندرج به إلى مقتل الحسين,الوالد مغرم بحب آل بيت النبي,لاينقطع منه النذر الذي قطعه على نفسه منذ إحدى عشر سنه  لوعاش له ولد وهو يعرف مكانة وقدر الحسين عند جده,مازال يحاكيه عن مقتله :

–    دم الحسين يراق

–    يزيد يعبث برأس الحسين

يتوقف عن حديثه يتمتم :

واسبطا رسول الله

 

استمر في القراءة نبض ..قصة: يحى أبو عرندس

الـــكـــتابــة الـــشــذريــة وتحريف الـــزمـــن في مجموعة ” الحور العين تفصص البسلة” لـــلـــكـــاتـــبــة/ صـــفــاء الــنــجار

قراءة نفسية/ رشـــا الـــفـــوال

115800357_711359433049625_3563891147261798052_n

أولًا: الكفاية الشخصية وثقافة الصمت

إنطلاقًا من كون الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمكنه الإنفصال عن مجتمعه، نرى في قصة “أميبا” كيف أن الفتاة كانت لا تنشغل بقسوة أهلها ولا تفقد ثقتها بالرب الذي منحها جسدًا جميلًا حتى وإن كان وجهها دميم، فتقول الكاتبة عن بطلة قصتها أنها كانت” لا تكترث كثيرا لكلام زوجة أخيها  وتدرك بحدسها أن الرب رغم مشاغله يدخر لها عينين تبصران فيها معجزته  وتقدر وجهها القبيح وجسدها الكامل” والتي تتزوج أحد الرجال لينتقل(الصراع) بين الذات والموضوع من المسرح الخارجي إلى المسرح الداخلي في نفسها لتعاني من اضطراب العلاقة التي تهدف إلى التوفيق بين حاجاتها النفسية من ناحية وبين الواقع وأبعاده من ناحية أخرى، هنا يتضح(الإغتراب الزواجي) الناتج عن خفض الأفعال الإيجابية وزيادة الأفعال السلبية مع وجود مثيرات منفرة فتقول الكاتبة على لسان البطلة في مساءاتها كانت تنسحق تحت كرشه الضخم وتنبعج تحته كقطعة عجين”، فالإغتراب ينشأ نتيجة(وعى) الفرد بــ(ذاته) ككائن متميز، وبالتالي يتم انقسام الذات إلى(فاعل) و(موضوع) لأفعال الآخرين، و(ذات) تناضل وتسعى إلى التحكم في مصيرها، فنجد أنها لم تهتز ثقتها بنفسها وبالجسد الذي باركته يد الرب ونحتته في أبهى صورة، رغم تلقينها الفضائل النسوية كالخضوع والإنقياد لتنسجم أفعالها مع قيم المجتمع الذي يرى في الزواج حصانة اجتماعية وأن بقاء الفتاة دون زواج عورة، فتقول وبحدسها الذى لا يخذلها تصوب نظرة الى المرآة فى الوقت المناسب. ثدياها نافران. حلمتهما بارزة دون أثر لرضاعة عامين، بطنها قاع محارة تكتنز لؤلؤها وساقاها ومؤخرتها كما باركتهم يد الرب، ترتجف خلاياها، تخلع جلبابها، تسترجع صورتها، وحدها مع جسدها، يتبادلان حديثا سريا حميما ” ذلك أنه من المفترض أن تتسم العلاقات الحميمة بوجود قدر مرتفع من الإعتماد المتبادل فالمكافآت تعتمد على الأفعال وبالتالي فالإغتراب ينتج عن(الخسارة النفسية) وتكرار التهميش، والفتور العاطفي وعدم اهتمام كل طرف بالآخر وعدم مساندته نفسيًا، إضافة إلى أن (الإحباط) يدفع الفرد إلى إقامة(اتصالًا مشبعًا) بعيدًا عن الموضوع ليلصقه بموضوعات بديلة أو رمزية، فالإحباط والجوع الشديد للحب يؤدي إلى(الذاتوية) والإنسحاب الشديد من العلاقات الإنسانية، فنجد أن المرأة تطبعت على “عدم الإفصاح عن السلوكيات العنيفة للزوج”(1)، تقيدًا بقيم المجتمع السائدة، ذلك أن “درجة الإحساس بالإغتراب تختلف باختلاف الظروف المهيئة له”(2) فنحن هنا أمام أنثى ترفض قيم المجتمع رفضًا يحمل في ثناياه كثيرًا من التمرد، والعجب(النرجسي) بالذات، فالزوجة في حالة (انغلاق) على الذات تسمح لآدم بالخروج من الجنة لأنه لم يتقن محبتها.

استمر في القراءة الـــكـــتابــة الـــشــذريــة وتحريف الـــزمـــن في مجموعة ” الحور العين تفصص البسلة” لـــلـــكـــاتـــبــة/ صـــفــاء الــنــجار

إِصرار….قصة: جميلة شحادة

 

شعرت نوال بخليط من الفرح والفخر يغمران روحها، وهي ترى والدها يوزّع الحلوى على أفراد العائلة ابتهاجا بنجاحها في الثانوية العامة. لم تكن نوال الابنة الوحيدة التي خصّها والدها واحتفى بنجاحها؛ فقد احتفى بنجاح شقيقيْها التوأمين اللذين يكبرانها بثلاث سنوات، غير أن احتفاء العائلة، ووالدها تحديدا، بنجاحها؛ كان له وقع آخر في نفسها ونفس نساء العائلة.

– مبروك نوال. عقبال الفرحة الكبيرة بزفافك الى ابني راسم. قالت عمّتها على مسمع من جميع الحاضرين.

ابتسمت نوال، وبصوتٍ يدل على ثقتها الكبيرة بنفسها قالت:

– لقد قُبلتُ لدراسة “حاضنة أطفال”، في كلية اعداد المعلمين في حيفا.

فتح والد نوال عينيْه ورفع حاجبيه تعبيرا عن دهشته لِما سمعه من ابنته، ونظر اليها وكاد أن يسألها؛ متى حدث ذلك؟ وكيف قمتِ بالتسجيل للكلية دون علمي؟ لكنه تمالك نفسه ولم يسأل، حتى لا يتطور الحديث ويأخذ منحى آخر، فيفسد لمَّة العائلة ولحظات السعادة بهذه اللمَّة. وما حاجة الخوض بحديث حول أمر هو محسوم لديه أصلا. لذلك أغلق الحوار بين ابنته وأخته بقوله:

استمر في القراءة إِصرار….قصة: جميلة شحادة

لكنها ليست الدائرة التي نعرفها..قصة: د.أماني فؤاد

 

في التاسعة صباحا سَمَعتْ صوت تسلم هاتفها لإيميل، أرجأته لحين انتهائها من إعداد الفطور لعائلتها، ربما مرت ساعة ثم فتحته وهي تأخذ قهوتها، وجدته من “ضحى” إحدى طالباتها بالجامعة أرسلت مشروع تخرجها لتقييمه، باستعراضه وجدته مكونا من أربع لوحات، نظرت جيدا في الاسكتشات فلفت نظرها أن المرأة التي تحتل بؤرة كل لوحة مغلفة بشيء ما يشبه الغشاء الذي يلف الجنين قبل ولادته، محاطة في ثلاث لوحات بتشكيلات تشبه الدائرة، لكنها ليست الدائرة التي نعرفها، ربما استطال بعضها أو انبعج، ربما قد خمشته أظافر ما فثقبت بعض أجزائها، كما أن الألوان في مجمل اللوحات ترابية، والموجودات كثيرة لكنها مبعثرة في فراغ كبير، يستشعر الناظر كأنها تسبح في تغريبة كبرى. في اللوحة الأولى لا توجد أرض ولا سماء، شقوق كثيرة فقط تنتشر بجسد المرأة المغلف الجاف.

في اللوحة الرابعة ميزت حيوانا يشبه القنفذ وهي تتفحص بؤرة اللوحة ، قنفذ برأسه الصغير لكن الغريب أن لعينيه أهدابا طويلة ..، في طرف الثالثة أعضاء بشرية مرمية دون أن تدفن.

شيء أخذها في اللوحات وشعرت أنها تريد أن تتأملها في الواقع وليس على الشاشة. اتصلت تخبرها بضرورة أن ترى اللوحات بعينيها لتتمكن من تقييمها جيدا، فاتفقتا على الموعد بعد يومين.

 

نسيت أثناء المكالمة أن تسألها عن المرأة المقيدة باللوحة الثانية، وكيف أطارت ريش المروحية رأسها؟ خافت من الدماء البنية التي توزعت على الرقعة كلها.

ربما مرت ساعة أخرى وإذا بها تشعر بأنها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها جيدا، انتبهت كأن الدوائر ــ التي ليست دوائر كما نعرفها ــ تُحلق نصف مهترئة في أسقف الغرف من حولها، لاحظت أيضا أنها كلما مرت بجوار شيء علق بها بعضٌ منه، نظرت نحو ذراعيها فاندهشت من أشواك صغيرة مدببة تنفذ من جلدها، ربما نفذت أيضا من ظهرها وأكتافها، استنكرت شعورها، واستمرت تؤدي أعمالها اليومية حيث لا تنتهي.

توقفت يداها عن كتابة أحد التقارير فجأة حين هفت روحها إلى بيت أبيها البعيد، ربما أرادت مواجهة الغربة التي باللوحات، أو الهروب من الدماء البنية تلك.

قادت سيارتها إلى أن خرجت من دوامات الغبار والضوضاء في المدينة التي تسكنها، حين خلا الطريق نسبيا من الزحام الشديد التقطت بعض أنفاسها. لكن شيئا يكتم صوت موتور السيارة، ويطفئ أنوار شاشاتها، شيء يجعلها لا ترد على هاتفها.

قررت ألا تعود، وصلت للربوة التي على حافة البحر، لم تشعر بالوقت وهي تجلس أمام الأمواج والزرقة إلا مع الغروب. بحثت عن المفتاح المخبأ للبيت بسيارتها دائما إلى أن وجدته، دخلت البيت ثم فتحت أبواب الغرف جميعها، وقفت طويلا أمام صورة لوالدها، ودت لو أنه لم يمت مبكرا هكذا، ودت لو قبَّل أطراف أصابعها كما كان يفعل في صباها وهو يقول: “لا تعاركين عالما بمفردك”. تحسست أصابعها فراعها الشوك الذي نما فوقها، جلست في مقعده المفضل بعد أن ارتدت أحد فساتينها القديمة التي حاكتها أمها بيديها، احضرت أوراق كتاباتها الأولى وبدأت في البحث عن شيء لا تعرفه، عن مساحة بهذا العالم أبدا لم تجدها، ربما تبحث عمّا كانته، نظرت للجدار الذي تحتله لوحة الجوبلان التي تحاكي رحلة صيد الغزلان، تذكرت عدد المرات التي سألت فيها والدها وهي صغيرة كيف تركهم يصطادونها بكل هذه الوحشية؟

ذهبت لتتأكد من أن الأبواب موصدة، وعاودت النظر في الحجرات، ربما كانت تبحث عمّن لم تجدهم، وقعت عيناها على إحدى المرايا فوجدت أهدابها قد استطالت على نحو غريب، لاحظت أيضا أن صوتا يصدر من اللوحة التي فوق الجدار الكبير، صوت يردد: لا تكترثي فجميعنا عابرون، وآخر يقول: “غادري، هنا ليس مكانك”، لم تعد ترى شيئا من أهدابها التي تتمدد سريعا، فقط قبل العتمة التامة، رأت شفرة حادة تنقل رأسها لمكان لا تعرفه، رقعة بلا أرض ولا سماء.

استمر في القراءة لكنها ليست الدائرة التي نعرفها..قصة: د.أماني فؤاد

رقصة الوداع …قصة: إيمان صلاح

 

تعرف بأنه سيودعها في وقتٍ ما ،فقد قال لها بالسابق: “يجب أن أذهب نحو حلمي وعندما أحقق ذاتي بالخارج سأعود  لتكتمل لوحة حبنا المرسومة “.

هو أحد أبناء العائلة الصديقة لعائلتها ، يُريد أن يتحررَمن كلِ شىء، ويصنع لذاته أجنحةً، ومِن ثَم يُحلق إلى إحدى الدول الأوربية ،ليدرس هناك ، ويتعلم مالم يجده هنا ،ولكنها أحبته، ولم ترعينيها غيره ،وأحبها هو الآخر ، إلى حد أنه عشق تفاصيل ضحكتها ، وجنونها فى بعض الأحيان ،فأصبحت لقاءات العائلة بالنسبةِ لهم شيئًا دائما. فقد كان والده صديق والدها المقرب ، ووالدته صديقةً لأمها ،فعندما يأتى يوم الأجازة المعهود ينغمس الكل بعد الغداء في الحديث ،حتى تنشغل الأمهات بتناول القهوة ،والأحاديث عن أخر خطوط الموضة، وصديقتهم التى أعتقدت بأن زوجها يعشقها ولم يخنها أبدًا فى يوم من الأيام ،وكانت تتباهى به دائمًا أمامهم لكيدهن، ومِن ثَم علمت مؤخرًا أنه تزوج عليها أخرى ، فتتعالى ضحكاتهم على تلك الأمور كثيرًا ، بينما ينهمك الأباء فى الأعمال ، والمشاريع ، و الحديث عن كرة القدم ، وأحيانًا يتشاجرون حول أياً من الفرق ستفوز، أما هى وهو  فيجلسون على أريكة بحديقة منزلها الكبير ، يتبادلون النظرات بحبًا فاضحًا ، ثم يحكي لها عن أحوال الدراسة ، وهى أيضًا تثرثر معه عن حياتها ، وآمالها المتعلقة به.

استمر في القراءة رقصة الوداع …قصة: إيمان صلاح

مستجاب الثالث …قصة: الكاتب الكبير محمد مستجاب

تقديم ماهر طلبة 

ماهر طلبة

فى الثالث من ال مستجاب ، يعود كاتبنا محمد مستجاب إلى اساطير منطقتنا .. ليستخرج لنا منها ما يمس اليوم ، فمستجاب يعود إلى سليمان النبى الاسرائيلى .. الذى تحدثنا الكتب الدينية عن وعده بان يدخل على مائة امرأة فى ليله هذا ليأتى بمائة فارس يجاهد فى سبيل الله،  وكيف أنه فى نهاية الامر لم يأت الا بشق رجل..

فى مستجاب الثالث والذى يملك القوة والحكمة نكتشف بأنه لا يملك القدرة على الانجاب ، الاستمرار ، التواصل والنمو ورغم انه يملك العلم والتكنولوجيا والقوة  وغيرهم من عناصر الاستمرار والتضخم .. الا اننا امام مستجاب سيختفى … ربما يَلْمح محمد مستجاب هنا مصير اسرائيل

وكعادة محمد مستجاب نجد اللغة التى تحمل الشئ وعكسه.. الخيالى والحقيقى  منذ بداية القص .. (عكازه الذى يهش الطيف والنمل والذنوب) .. (مقدمة فى تشريح ضفدعة على كف عفريت).. (كتاب في ما تراه عين المحب الكفيف) ..

مستجاب الثالث – محمد مستجاب

ويبقى وجه ربك ذى الجلال، وزهرة وفرن وبقايا زيت خروع وهدهد وظلال، وعكازة تهش الطيف والنمل والذنوب وأصداء ليل مقبل وطويل، قل هو الثالث من آل مستجاب، القابض على الصبر والجمر والثريا والماء وتماثيل الرخام، الثالث من آل مستجاب، الملقب بالنمس، والعادل، والفاجر: لاستيقاظه الدائم فجرا، دخل مرة على زوجة أبيه فرأى منها ما ظل يبكيه ستة وسبعين عاما، الشامخ، الضاحك الجاثم الأمير الحامى- لولعه بالخبز الخارج توا من الفرن، دخل مرة على أرملة أبيه فرأى منها ما ظل يضحكه سبعة وستين عاما، الثالث من آل مستجاب، له رسالة فى قول الحق والبؤس المبكر، ومقدمة فى تشريح ضفدعة على كف عفريت، ودراسة فى البوم والخفافيش، ورسوم فى تسريج المصابيح والخيول والنساء، ونصيحة فى ما يستطاب التهامه أولا من الصدور، وله ديوان من الشعر المطبوع، وكتاب فى ما تراه عين المحب الكفيف، ومنظومة من بحر الوافر فى الحِكَم والأقوال المأثورة وأغنيات المهد وما يجب أن يقال على رأس الراحل، وعنه أخذ آل مستجاب أنشودتهم الشهيرة التى يرددونها عندما تحل الأهوال: النار والخيانة والصقيع وآفة البهتان.

استمر في القراءة مستجاب الثالث …قصة: الكاتب الكبير محمد مستجاب