بين صخب السخرية وهدوء التأمل ” محمد التوني .. مبدعاً

آليات السرد واختيارات الكاتب دراسة نقدية في المجموعة القصصية( وكان الدواء في الحذاء )لمحمد عبد القادر التوني دراسة / أحمد محمد حسن

تقدم القصص استلهاما للملامح التراثية والحياتية للبيئة ، حيث يستلهم الكاتب /محمد عبد القادر التوني البيئة الريفية بتجلياتها المتعددة في نصوصه من إرث عقيدي وأسطوري وطقسي ومن مفردات حياتية ؛ ويوظفها بعناية ومهارة ودقة .الحسد : المعتقد الشعبي ـــــــــــ فهو يستلهم مفهوم الحسد في قصة ( بركات ) وهو اسم بطل القصة الذي تعمد منحه هذا الاسم المضاد ؛ فهو لعنات تصيب كل من ترصده عيونه التي يُعتقد أنها تصيب بشر الحسد كل من تراه . استفاد ” التو ني ” من معالم هذا الملمح التراثي والذي يعتمد تحويل نظرة الحاسد بعيداً عن الهدف المقصود للعين ” خليفة ” إلى هدف آخر غائب هو ” زكي ” الذي يلقى مصرعه تحت القطار بعيداً .لعل الكاتب استفاد أيضاً من ثقافته بالتراث الشعبي الذي يوحي بلصق قطعة ذهبية ( جنيه ) فوق جبهة المولود لتنصرف العين إليها وتقيه من الحسد ، ولعل هذا يذكرنا بشكل ما بعيون ” ميدوزا ” الأسطورية التي تحيل ما تراه إلى حجر ؛ فتم القضاء عليها بتوجيه مرآة عكست وجهها فيها فتحجرت ” ميدوزا ” ، رسم الكاتب الملامح النفسية ل ” خليفة ” بدقة وصدق عبرت عنها أجواء التوجس والدهشة في هذا النص البسيط والزاخر .حلم الثراء السريع ( باكتشاف المساخيط ) ـــــــــــــــــــ( هوس ) قصة تعالج ( هوس ) البحث عن الآثار بغية الثراء السريع وبلا عناء طويل والذي يكاد يكون معتقداً متوافقاً عليه في بلاد الجنوب ، ملاذاً من الفقر وبوابة واسعة للثراء .شرارة الأحداث في القصة كانت في اكتشاف أحدهم للآثار في بيته مما فجر بركان الأحلام بالثراء لدى آخرين .يربط الكاتب بتقنية ( المعادل السردي ) بين أحداث قصته وقصة الغلامين في سورة الكهف في القرآن الكريم ؛ وباستدعاء مؤثر يوميء بذكاء ( اشتد عودهما فاستخرجا كنزهما ص 35 ) ويتوالى هذا المعادل أو الاستدعاء مع الأحداث ؛ حيث يبكر شيخ المسجد إلى الحالمين المقيمين منذ الليل لدى ( حفرة عميقة ينامون فوقها متراصين وكأنهم يمسكون بأطرافها خشية عليها من الهرب وكلبهم باسط ذراعيه ص35 ) والمشهد دال بإمتاع ومهارة على الحالة . وحلم الثراء لا يبرح بالاً ولا ينجو من سحره أحد ؛ حتى أن شيخ المسجد لما عاد للبيت لتنظيف أقدامه وثوبه ؛ بتلقائية : ( غداً ترتدي أفخر الثياب إن فعلت مثلهم ص 36 ) .البيت مجمع القلوب وحبل الوصال ــــــــــــــــفي قصة ( المقلاع ) وهو الحبل الذي يوضع فيه الحجر لقذف الطيور التي تأكل المحصول الزراعي ؛ تتعدد مفردات البيئة الريفية وملامحها ؛ فبطلة القصة مهنتها فتل الحبال من ليف النخيل وبيعها في السوق .مسرح أحداث القصة : يرسم قلم الكاتب صورة للأزمة التي تعاني منها هذه السيدة البسيطة المنكسرة في هدوئها التي هجرها أبناؤها وتفرقوا عنها في كل مكان شتاتاً لا يجمعهم حتى يوم العيد ؛ ليصبح الهجر موطناً والحبال أو الروابط واهية ؛ ويمتد هذا الوهن إلى أحبالها الصوتية التي لا تُسمع في السوق ( لو كانت أحبالها قوية لصاحت مثلهم ولكنها ذابت وذبلت مثل حبالها التي لا توثق عنزة في فلاة ـ ص 10 ) .يستعين الكاتب هنا بتقنية المعادل السردي كما اصطلحت على التسمية ؛ وعبر مستويات متنوعة ك تفلت الحبال / تقوض روابط الأسرة وغزلها الذي جدلته هي فنقضه الهجر الذي جسده أو قنعته هي بقناع ذي الثوب الأسود مبتور الرجل الذي يشي بالغراب معادل الخراب ؛ والذي يفرق العصافير ( الأبناء ) لتفر وتسقط الحبوب ( الرزق ) من مناقيرها ؛ بينما يتوجه ذو الثوب الأسود إلى حوض المياه أو مصدر الحياة ، فلما لوحت بمقلاعها لتنقذه بالحجر ؛ كان المقلاع خاوياً وانشطر إلى نصفين ( انشطار المقاومة والأسرة والتوحد ) .الطقس الشعبي في العادات والتقاليد ـــــــــــــــــ يستلهم ” محمد التو ني ” الطقوس الشعبية في العادات والتقاليد في ( إطلالة ) وهي الإطلالة الأخيرة على وجه الميت التي يتوق إليها ويحرص عليها الكثير باعتبارها نظرة الوداع التي لا تحظى بها بطلة القصة لإصابتها بإغماءة سببها تدافع النساء لإلقاء نظرة الوداع على الميت سببها تدافع النساء لإلقاء نظرة الوداع على الميت ؛ فشغلهن هذا الإغماء حتى أنهكهن فتكومن في الظل ؛ بينما الباب مفتوح لا يفكر أحد في الدخول منه على الميت ؛ وكأن الباب فم مفتوح يضحك ساخراً منهن ؛ في إشارة لافتة من الكاتب بعدم قناعتهم بما يمارسون من طقوس وعادات بداية من ملازمة المنديل ( يتغامزن من خلف مناديل القماش التي يخبئن وجوههن خلفها ؛ والتي يحتفظن بها لواجبات العزاء ليس إلا ؛ المناديل الورقية لا تجدي معهن لهذا الغرض ـ ص 14 ) ؛ والسبب الذي يومي ء إليه الكاتب واضح . السحر والشعوذة ؛ حقل الأوهام ـــــــــــــــفي ( مرتضى ) سرد يستثمر .. كما هو دأب الكاتب ـ ملامح ومعطيات البيئة : مكاناً وإنساناً وعلاقات وتقاليد ومعتقدات ) ولكنها تتجلى في هذه القصة بشكل أكثر سطوعاً .ومرتضى الخجول أو الخائف لا يجرؤ على معاشرة عروسه الصغيرة ويتشبث ببقاء صديقه ( محمود ) ليسامره خارج الدار أطول وقت ؛ حتى أصابه المرض ـ الذي لم يحدده الكاتب ـ والذي جعله يعتمد على ( محمود ) بشكل أكبر وثقة أكثر حتى يفتح له الدار ليتردد عليه ويرافقه في رجلة مرضه الذي أودى بحياته ؛ ليعاود ” محمود ” زيارة العروس يومياً ، في إشارة أو نهاية مفتوحة متعددة الاحتمالات . هل كان ” مرتضى ” يخشى دخول البيت عريساً أو دخول التجربة ؟ ولعل هنا استفادة من ( المعادل الموضوعي ) : البيت / التجربة .

كما يبرز هذا السمت التقني ( المعادل الموضوعي ) فيوهم ربط العريس الذي أرى مع الكاتب أن الربط الموهوم هنا هو وثاق الخوف غير المبرر : الرباط / الخوف . تحفل القصة بالسخرية التي يشغف بها الكاتب ويوظفها في النصوص بأداء عال يستفيد من المفارقة والعادات البالية والخرافة التي تصل حد التقديس ، ليدين هذه الممارسات ويزلزل عروشها ، وكذلك يزخر النص بعناصر البيئة الريفية : الوحدة الصحية / طبيب القرية / الشوارع والطرق المظلمة . الفلاح .. هوية للكفاح ـــــــــــرغم أن ( زمن الجروح ) لا تعدو أن تكون مشهداً غير متنامي الحدث ويكاد يكون ( استاتيكياً ) على مستوى الحركة ، إلا أنه حفل بالمفردات والرؤى والمشاعر المعبرة عن مهنة الفلاحة العريقة والرصيد ؛ بداية بالاختيار الموفق للعنوان وهو شغف ” محمد التو ني ” ف ( زمن الجرون ) حال إلى زمن الجروح ، حيث غاب الكفاح هوية الفلاح والنجاح وصار الكسل مطية واللامبالاة والعشوائية نمطاً غالباً في هذا النص ، تتوالى عناصر بيئية حميمية عديدة مثل : الجرون ، الغيط ، أيام الحصاد ، الدراس ، النورج ، رغيف الخبز الشمسي ، ومن خلال حكي الجد وهو على فراش المرض ، تتواتر الذكريات عن أيام الحصاد والدراس والنورج والجرون والذئب المتربص والحمام الذي يلتقط حبوب القمح المنثورة في الأرض ، في بانوراما يعرضها لجد الذي يتنهد وكأنه يلوم حفيده في ختام القصة قائلاً : ( القصب زرعة الكسلان ص34 ) …وفي قصة ( الحرث ) يتردد معنى الحرص على ملمح الهوية والتي مثلها الجد الفلاح في ( زمن الجروح ) والتي تمثلها الأرض / الذات في طرح متقن لتقنية المعادل الموضوعي ممثلة في الذات / الأرض . هذه الذات التي تخلي البطل عن الإحساس بالمسئولية نحوها ولم يسع إلى العناية بها ومنحها الفرصة لالتقاط الأنفاس ومشاهدة الشمس ، وحمايتها من حشرات وسوس الإحباط والأهواء التي تستهلكها تستبد بها وتسعى إلى تبويرها ، ولعل القصة تحيل إلى تحليلية فنية أخرى وهي القناع ، حيث الأرض قناع الذات ( الزراعة المستمرة للأرض تضعف إنتاجها بل مؤكد أن يكون إنتاجها ضعيفاً ص38 ) في إيماء إلى استهلاك الإنسان لقدراته وطاقاته بشكل مستمر وبلا وعي . علاقات حميمة ومعادن نبيلة تجليها الأزمات ــــــــــــــــــــــلا زالت العلاقات الطيبة والأواصر الحميمة تربط البيئة الريفية بصرف النظر عن نوعية العلاقة والصلة سواء كانت قربى أو نسب أو جوار أو زمالة .. إلخ ، وهذه الصلات تبرق كجوهرة أصيلة في جيد هذا النص المعنون ( وكان الدواء في الحذاء ) الذي اتخذه الكاتب إسماً لمجموعته القصصية ، وهذه القصة يرسم قلم الكاتب من خلالها صورة لحياة الوداعة والرضا ممثلة في الشيخ العجوز ، وحالة تعبر عن اللهو البريء في مرح الأطفال أثناء لعب الكرة ، ومثلاً على الحميمة الصادقة والمحبة الفطرية التي تتجلى في الأزمة كاشفة عن المعدن الأصيل النبيل الذي لم يبرح النفوس .

عبر سرد مشوق يقود / محمد التوني قراءه إلى ذروة القص أو الأزمة التي تتمثل في ابتلاع أحد لسانه واختناقه بسبب ذلك ؛ فيهلع الأطفال وتتعالى الصرخات ، ولكن الأستاذ / هيثم .. الذي يصادف مروره وقوع الحادث ، يهرع لإنقاذ الطفل وينقله إلى حصيرة الصلاة الخاصة بالعجوز ويبحث عن أ ي شىء صلب ليسد فم الطفل ليحيه ويحمي يده أثناء شد اللسان ؛ فلا ينقذ الموقف إلا الشيخ الذي يعطيه فردة حذائه ؛ ليفلح هيثم في إنقاذ الطفل بالمهارة والخبرة والتروي وبالتعاون والتماسك ، كان العلاج أو الدواء والإنقاذ في هذا الحذاء ، وفي النهاية يشير الكاتب إلى ( أنه والجميع كانوا يقفون بأحذيتهم فوق الحصير ص 49 ) في التفات إلى أن دفع الضرر أولى . ملامح نفسية ووجوه تعكسها مرآة التوني :ــــــــــــــــــــ في ( المرآة ) يشدنا التساؤل : هل استنتج بطل القصة من ذاته آخراً يماثله ويأنس إليه ؟ مشيراً إلى أننا قد نلتقي ذاتنا ولا نعرفها لتتركنا في دوامة الحيرة ويمضي ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فلم لم يستفد الكاتب من هذه الحالة الملهمة في بناء نص أكثر ثراءً وعمقاً ؟ ؛ أما إذا فرضنا أن الكاتب يبتغي الدهشة والإيهام بالتشابه الشديد فقط ؛ فإنه بذلك يكون قد ظلم الرؤية / الثمرة التي لاحت له بإمكانات سردية واعدة لم يستثمرها بالشكل المُرضي .في ( خزانة الأحلام ) يرسم ” محمد التوني ” بورتريه للحلم المفقود الكامن والآمال المرجأة والعذابات التي تسببها ؛ وهذه الأحلام يصعب التخلص من إلحاحها فهي فجوات أو أماكن ملتهبة في الذاكرة يثيرها الأمل والحنين ؛ حتى لو لجأت بطلة القصة إلى تمزيق أحلامها وحرقها والتي تتخذ سمتاً معنوياً لا متجسداً يُحسب للكاتب ؛ لتتحول خبيئة خزانة الأحلام المحترقة إلى كابوس يلاحقها ، ولا تخفي دلالة رقم الحلم 62 الذي توقفت عنده وسارع بالحدث فهو رمز الإخفاق المعبر عن تقدمها إلى هذا العمر 62 دون زواج ، نص تحليلي نفسي دقيق في إطار رمزي شاعري بلغة تجدل الوجع بالشجن والصدق . وإذا كانت ( خزانة الأحلام ) تحوي الأحلام المعطلة ؛ فإن قصة ( المصيدة ) تراود حُلم الغريزة التي يحررها هدوء الليل وصفاء الذهن وقت السحر في حالة تصالح نادرة مع الذات تتجلى فيها الجميلة على جسد الفأرة ليقرر شراء مصيدة في نهاية القصة المفتوحة لطرح التساؤلات : هل شراء المصيدة لاصطياد الفأرة التي تقتات الكتب ؛ أو لصيد الجميلة المتوهمة في إهاب الفأرة أو لصيد الحلم الذي يراوده ؟ ! .

تبدو قصة ( حمل وديع ) كنص ممثل للصورة القلمية التي عالجها من قبل كثير من الأدباء مثل : ” عبد العزيز البشري ؛ وخيري شلبي ؛ ونجيب محفوظ ” .يعاود الكاتب في هذا النص استخدام ثيمة المرآة theme العاكسة للملامح الذاتية والتي استخدمها في نص مرآة ، ولكن هنا يعكس ملامح الآخر الذي يدينه بشكل مباشر ويقشر عنه قناعه بسكين شديد الحد ( حصل فيها على درجة الامتياز ولكن من غير شرف ص9 ) مع ما في العبارة من تقليدية أغزت بها حدة السخرية . لكن قلم الكاتب يلتفت ليرسم ملامحاً ل ( الحمل الوديع ) بشكل فني مؤثر قوي ( مع بريق القشرة الفضية التي تغطي أسنانه فتخبيء ماخلفها من صدأ ؛ تظهر ألواناً كثيرة تجعله أشبه بالحرباء ص9 ) وهذا ( الحمل الوديع ) اختار له الكاتب اسم ( عبد السميع ) ( اسمه عبدالسميع ؛ يسمع الوشوشة ولو خلف جدار منيع ص9 ) . ( دعابة ) هي المداعبة الثقيلة التي تمارسها المخاوف والهواجس من رمز السلطة الذي يتجسد في الحلم أو في المنطقة الواقعة بين الحلم والواقع ليطرح الأسئلة ويشد الغطاء عن وجه بطل القصة ؛ فهل التحصن بالغطاء بحد ذاته هو رغبة في الاختفاء والتمترس عن عيون الرقابة ؛ أم هو التقوقع والانسحاب فراراً من المشاركة القسرية ، هل كان الغطاء وجاء لم يجدي ؟ .

في ( المعول ) ملامح المعاناة مع المرض المخيف ؛ وعذاب الحيرة التي يسببها البحث عن الدواء حد الاستغاثة تتجهز ( تداعبها الأهداب كقطعة بلور في طبق فضي ص17 ) والصداع اللعين يطرق الرأس كمعول هدم للحياة.أما ( ثورة الكلاب ) فهي رصد لسلوك حيواني توحي آلياته في ممارسة الجنس بالسلوك الآدمي ؛ ويعبر عن تعاطف مع الحيوان الذي يُدان عندما يشاهد في هذا الموقف .ملامح وآليات اسرد عند / محمد عبدالقادر التوني ( اختيارات الكاتب ) : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ1 ـ المعادل السردي : كما في قصص : هوس ، المقلاع .2 ـ المعادل الموضوعي : كما في قصص : الحرث ، مرتضى 3 ـ السخرية : مثلما في قصص : ربكات ، إطلالة ، مرتضى . 4 ـ دلالة العناوين في القصص . يحتفي / محمد التوني باختيار العناوين الدالة على قصصه القصيرة لتعطي الإيحاء المقصود أو تعبر عن المضمون : فقصة ( بركات ) تدل على سلوك لعنات تلحق بالناس من صاحب الاسم ، ( وكان الدواء في الحذاء ) عنوان ملغز لا يتبين إلا مع قراءة النص الأخير عنوان المجموعة ، ( هوس ) دل بقوة على أن البحث عن الآثار هوس فعلي ، ( زمن الجروح ) الذي صرنا إليه بعد أن فقدنا زمن الجرون مع ما للتشابه بين حروف الكلمتين وبعد المعاني التي تعبران عنها عن بعضهما ، المقلاع ـ المصيدة ـ الحرث ـ دعابة ، .. عبرت هذه العناوين بدقة عن مضامين القصص التي تصدرتها . 5 ـ الحوار القصير أو الجمل الحوارية الدالة مثل ( القصب زرعة الكسلان ) على لسان الجد في ( زمن الجروح ) .6 ـ مهرة رسم الملامح النفسية للشخصيات والشغف بذلك الفن .7 ـ إثارة الدهشة ، أثر ثقافة الكاتب ، اللغة الصافية .

أضف تعليق