كائن صغير يشق جدار الوحدة

قصة:هدى العجيمي


ثقيلة ومنتفخة هي رأسي ككتلة ملساء من الجرانيت أوصخرة صحراوية أحرقتها الشمس فتفحمت وتسربت حرارتها إلى جسدي الذي كان هو الآخر يضج بالألم في كل مكان لدرجة أنني أصبحت لا أعرف مما أشكو
أ من جزعي أم من ساقي أوعنقي
استسلمت لغفوة مبكرة في أول الليل وفي بداية المساء . أنا التي يهجرني النوم ولا يداهمني إلا قبل صلاة الفجر بساعة أوساعتين .لكنه اليوم أصبح زائرا ثقيلا يكتم أنفاسي .
فصحوت حتي أستطيع التنفس وأترك لهواءالحجرة فرصة الوصول إلي رئتي المتعبة من السعال والعطس رفعت رأسي من علي الوسادة لأتحقق من الوقت واكتشف النهار من الليل فنظرت إلي.الجدار فوق سريري من أسفل فلمحته أو( لاحظتها) ما هذا الذي حط واستقر علي جدارالحجرة فوق ظهر السرير .٠
قمت من فوري و رأسي مايزال في كتلته الصماء وجسدي لا يستجيب للحركة السريعة المطلوبة في هذا المأزق والدوران مستمر .مع الدوخة
.
انتزعت نفسي من تحت الغطاء الكثيف لكي أنقذ نفسى من هذا الزائر غير المرغوب فيه .
ما هذه الحشرة الدقيقة المذيلة بخيط رفيع من أين جاءت وكيف استقرت هنا فوق رأسي ؟

اااه لابد أنها من نتاج الأشجار التي.أزيلت خارج المنزل بسبب إنشاء الكوبري الجديد وتوسيع الشارع
حدث هذا مرة زمان ودخل (بورص )كئيب إلي حجرة السفرة التى لم أدخلها أبدا في وجوده إلي أن تولاه زوجي ببخاخة الرش ولم أصدق أنه مات إلا عندما شاهدت الجثة بعيني
كان هذا في.زمن فات وكان ما يزال زوجي والأولاد يقيمون بالمنزل
اما الأن فماذا أستطيع أن أفعل للقضاء علي هذا الوباء وهذه المصيبة ؟
وهي مازالت علي الجدار تعلو وتهبط بحرية في دائرة قطرها ليس كبيرا،  إذن أنا استطيع مكافحتهاعندما تهبط وتصبح أمامي أتيت بمضرب.الذباب الذي انقض عليها بكل ما تبقي لي من قوة تركتها لي أقراص المضاد الحيوي الذي اقعدني واضاع قوتي.
وكلما صعدت عدة سنتيمرات علي.الجدار أنتظر قليلا فأجدها تهبط ببطء وتصبح في.متناول يدي لكن لا فائدة من استعمال مضرب الذباب إنه ضعيف إذن آتي بعصا غليظة مركونة منذ زمن وأضرب بها ضربة شديدة في حالة الهبوط .. وفعلت
استعملت مادة الرش القاتلة للحشرات أكثر من مرة عند هبوطها أمامي ولا فائدة لا يؤثر فيها شيء مما تعودنا علي استعماله في بيوتنا.
اه كم أشعر بالدوران. والدوخة والألم وثقل الرأس لكن في نفس.الوقت لن اترك لهذا الشيء العنان وأعود الى وسادتي لن أكون آمنه ربما تهبط لكي تلامس وجهى ورأسي وأنا نائمة .أو تلدغني إذا كانت شريرة فما هي حيلتي وأنا وحدي بالمنزل
لا لن استدعي أحد من رجال الأمن للمساعدة اتوكل علي الله وأجمع ماتبقي لي من جهد
صعدت وقوفا على السرير رغم الدوار وعدم التوازن، وانتظرت هبوطها إلي مستوي يدي ، وضربت بكل ماأملك من قوة وعنف و أجهزت بكفي علي هذا الكائن الذي اتعبني ، و كانت الضربة شديدة.
وهنا شعرت بوخزة الحديد الذي كاد أن يخترق كفي وشعرت بالجرح الذي آلمني
لم يكن هذا الشيء إلا مسمارا في.الجدار تبقى بعد أن أبعدنا اللوحة التي كانت تغطي الجدار فوق.السرير
كان مسمارا رفيعا وبسيطا جدا
فهل أقنعني هذا وأنساني.حركة الصعود والهبوط التي تابعتها بعيني.
لم أستسلم لكي أشك في قواي.العقلية.أو في صحتي أو في الصداع الذي يداهمني والدوار والدوخة وعدم التوازن .قمت بمهاتفة هاني ابني المهندس لكي أسأله
سؤالا واحدا
هل ممكن لمسمار علي الجدار أن يشق الجدار ويتحرك صعودا وهبوطا ؟

أضف تعليق