أرشيف الأوسمة: يوسف جوهر

يوسف جوهر…. للإبداع أوجه متعددة (ملف خاص)

للذاكرة فحسب

كتبها: سيد الوكيل

في سنوات صباي كانت اسماء مثل: إحسان عبد القدوس ، ومحمد عبد الحليم عبد الله، وأمين يوسف غراب، وصوفي عبد الله، ويوسف جوهر.. هم الأكثر شهرة لدى جمهور عام من القراء. ومع الوقت أدركت جمهورا آخر، لا يحظى بنفس الشهرة، ولكنه الأكثر صخبا. ينظر إلى مثل هذه الأسماء بقليل من الاهتمام، كونهم لا يمثلون نموذج الرواية الواقعية.

من وجهة النظر التاريخية كانت هذه مرحلة التحول من الآثار الرومانسية، إلى الواقعية برافديها الاجتماعي والاشتراكي المؤدلج، تلك التي سادت منذ الخمسينيات بدفعة قوية من ثورة يوليو. لكن المهم أن ننتبه إلى أن محطات التحول ليست عابرة،  بقدر ما هي زرقاء اليمامة التي ترى من بعيد. تشير إلى المستقبل ولكنها لا تضع استراتيجيات لغزوه.

وظني أن مرحلة الثمانينيات التي اكتملت فيها شخصيتي الأدبية، كانت محطة تحول من الواقعية المؤدلجة، إلى أخرى أكثر انفتاحا. هكذا يبنى التاريخ الأدبي بالتراكم فالجديد لا يأتي من فراغ. بل ينهل كثيرا من آثار القديم.

إن البعد الاجتماعي وقضاياه لم يكن غائبا عن يوسف جوهر، كما لم يكن غائبا عن إحسان عبد القدوس وكل كتاب هذا الجيل. صحيح أنها كانت مموهة بآثار رومانسية، نتيجة للغة الشاعرية المحتفية بالمجاز. لكن هذا كان سمة أدبية وإنسانية في هذا العصر، أي أنها جزء من لغة الواقع. كما أن مفهومهم للواقع لم يكن كليا ومؤدلجا، بقدر ما هو نتاج تأملات شخصية وملاحظات فردية تعبر عن وعيها الخاص.

فإذا كان إحسان عبد القدوس مهتم أكثر بقضايا المرأة ونصيبها في مجتمع ذكوري، واهتم محمد عبد الحليم عبد الله بالمجتمعات المهمشة ذات الطابع الريفي، فإن يوسف جوهر كان أكثر تعددا في رصد قضايا الواقع، والتقاط موضوعات غير مطروقة وإن بدت ثانوية، على نحو ما نجد في روايته ( أمهات في المنفى ) التي تناولت شريحة من المسنات اللاتي بلا عائل، فتشرد بعضهن، ولاذ الأكثر حظا بدور المسنين، فعشن عزلة بائسة استعدادا للموت اللاتي كن يتمنينه كل صباح.

وفي مجال كتابة السيناريو للسينما، وهو مجاله الحيوي الكبير، اهتم بقضايا حساسة ودقيقة، منها سيناريو فيلم ( البيه البواب) الذي يلمح إلى ظهور طبقة طفيلية نمت على نحو عشوائي، وسببت تغيرات فادحة في بنية المجتمع الاقتصادية والأخلاقية، بل والثقافية. وهنا نذكر بتحذير ( ماركس) من هذه الفئة التي اسماها البروليتاريا الرثة. ويستطيع أي منا ملاحظة توحش هذه الفئة وقدرتها على التهام الطبقة الوسطى، وسعيها إلى الطبقة الأرستقراطية على نحو ما صورها الفيلم الكوري (بارا سايت) بعد أكثر من عشرين عاما من البيه البواب.

في هذا الملف، نقدم بانوراما عن يوسف جوهر على سبيل حفظ الذاكرة، إيمانا منا، بأن دور المؤرخ الأدبي الذي غاب، سيعود يوما.

ونؤكد أن الملف مازال مفتوحا لأي إضافة، في أي وقت، ترد إلينا على إيميل الموقع:sadazakera2018@gmail.com

كل الشكر لكل من أسهم في هذا الملف، الذي اقترحة وأسسه الكاتب محمود حسانين، وقام على إعداده الكاتبة مرفت يس.  

استمر في القراءة يوسف جوهر…. للإبداع أوجه متعددة (ملف خاص)