صدى: (ذاكرة القصة المصرية )

يوميات طن .. خناقة المصيف. قصة حوارية.بقلم: محد الخياط

عاد من عمله مجهدًا، ألقى السلام ووضع مفاتيح الشقة على ترابيزة السفرة، جاءه صوت زوجته من غرفة النوم، فاتجه نحوهافوجدها منهمكة في رص ملابس وغيارات في حقيبة سفر، فبادرها مُحييًا

مساء الخير يا طن
مساء الرخامة (أجابته غاضبة)
هي دي الكلمة اللي ربنا فتح عليك بيها
وهو حد غايب من الصبح يدخل على مراته آخر الليل يقولها يا طن .. ليه يعني .. شايفني فيلة

ما أن هَمَ بالرد حتى لفتت حقيبة السفر انتباهه، فسألها متعجبًا

أنت مسافرة ولا إيه؟
وتفتكر ها أسافر من غير ما أقولك، ناولني اللبس ده
(قال وهو يناولها)، أمال بتعملي إيه؟
(أجابته وهي تواصل ترتيب الحقيبة)، نادية صاحبتي مسافرة كام يوم الساحل وبتزن عليا أسافر معاها.. بيني وبينك مش قادرة
….
(يهم بتغيير ملابسه فتبادره)، معهلش.. عارفة إنك جي تعبان.. فيه شنطة قماش تحت كنبة المعيشة.. هاتها لو سمحت
ودي فيها إيه..
أحذية وشباشب بحر .. انت عارف الصخور بتبهدل رجلينا
مش بتقولي مش مسافرة.. وبعدين الصخور دي ناحية البحر الأحمر والعين السخنة.. الساحل ما فيهوش
أهو أعمل حسابي بدل ما اتبهدل.. ممكن قبل ما تغير تجيب لي شوية حاجات من السوبرماركت.. انت عارف السفر وقلقه
طن.. انت مسافرة؟.. صح
ولا في بالي.. صدقني نادية ريقها نشف وقلت لها إنسي..
كل اللي بتعمليه ده وقلت لها إنسي.. أومال لو قلتلهاجاية معاك
فال الله ولا فالك
طيب أفهم.. كلامك ما فيش سفر وبتحضري الشنطة، وعايزة تونة وشيبسي وعيش وجبنةتكفي بلد
(بصوت فيه مسكنة وحنية) بتبص لي في اللقمة .. ربنا يسامحك
يووووه.. يا ستي مش بابص.. عايز أعرف.. مسافرة ولا لأ
نادية عايزانيأسافر..وأنا ما ليش مزاج.. بس بقول فرصة أغير جو
(بعصبية ويضرب بكفه الأيمن ظهر كفه الأيسر) وعليه؟
والنبي ناولني اللبس اللي جنبك
(تأخذه وتقول وهي تضعه في الحقيبة).. علشان تعرف بس إنهم يومين مش أكثر
يعني مسافرة
ميت يمين ما قلتلها آه
طب قلت لها مسافرة معاك
قلت لها بكره أشوف
وها تعملي إيه..
بقول أسافر معاها كام يوم أغير جو.. (ثم وهي تجر الحقيبة وتتجه لباب الشقة) أشوفك على خير يا حبيبي
ها تنامي دلوقتي؟ .. مش عوايدك
لا نوم إيه.. دي نادية تحت بقالها ساعة مستنيانيعلشان نسافر سوا
…….
إموووا