كسرة خبز ..قصة: هبة البدهلي

تداعب بيدها ضفيرتها المختبئة وسط شعرها المتنافر الباحث عن متنفسه في اتجاهات مختلفة.
تقضم شيئاً من قطعة الخبز السمراء المتجملة وجهها بشئ من معجون الجبن الأبيض الذي عجز عن إخفاء ملامحها.
تترك الكسرة على إحدى ساقيها المتربعتين لتحك رأسها بكلتا يديها، فتفرق عن غير قصد جماعات القمل ، وتؤرق سكينتهم بل وتسقط إثر ذلك بعضهن من رأسها ،واحدة على الأرض، وأخرى على ظهرها، والثالثة على كسرة الخبز ،أما ما بقى منهم في رأسها رغم فعلها فكانوا في طريقهم للاجتماع مرة أخرى، ليستمتعوا برائحة الجبن التي اعتادوا عليها، ثم يمتصون ما يحلوا لهم من الدماء بنكهة الجبن منتشين قبل استرخائهم لحين.


تأكل الطفلة ما تبقى من كسرتها ، فتأكل معها تلك القملة الساقطة عليها دون انتباه منها.
تضع يدها على تراب الأرض مستندة لتقف . ثم تذهب لأمها لطلب المزيد،فتعدها بذلك،لكن بعد الانتهاء من عملها ،ثم تحملها فتجلسها جانبا لتدفع الأرجوحة بكامل قوتها ،فتضحك الطفلة الأخرى، وتلقي لها أمها الناظرة إليها بقبلة في الهواء تتبادلان بعدها الضحك ،تكرر ذلك كلما ارتفعت طفلتها في الهواء وانطلقت من شعرها المرسل خلفها رائحة الزيوت العطرة ، ومن عينها نظرة باسمة .
هبه البدهلي

أضف تعليق