بقلم مصطفى فودة
عند قراءة هذه القصة استوقفنى الاداء الفنى الراقى والايجاز ولنبدأ بعنوان القصة
1- بداية عنوان القصة فراغ يمثل مدخلا هاما وتهيئة للقارئ للدخول فى موضوع القصة فهو يومئ الى حالة فراغ حياة الزوجة وتعاستها وخلوها من أى شئ يسعدها مثل الحب والاولاد والهناء
, كذلك جاء وصف الملابس الصغيرة التى هجرتها وعلب المساحيق التى جفت ورقتها التى اختفت دلالة على التغير الذى حدث لها فكانت رشيقة القد تلبس ملابس صغيرة اما الان فتغير وامتلأ جسدها كذلك لم تعد تستعمل المساحيق دلالة تعاستها مع زوجها
– مثلت السيجارة معادلا موضوعيا للزوجة وعلاقتها بزوجها ( ممسكا سيجارته بشبق غريب يلتهمها تتقلص بين شفتيه يعتصرها -وكأنها الزوجة التى اعتصر حياتها ) , وفى موضع آخر يصف السيجارة ( وهى تصغر حتى تتلاشى بين أصابعه يلقيها على الارض غير عابئ بالطفاية امامه – وكانه يصف علاقته مع زوجته )
قصة فراغ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : مرفت يس
في مشهد دائم التكرار جالس بملابسه الداخلية البيضاء المائلة للصفرة، مسندا رأسه للخلف علي فوتيه قديم أزرق اللون، فى حجرة باهتة الألوان، كانت فى يوم من الأيام وردية.
معطيا لكرشه الكبير مساحة من التمدد والانسياب، فاردآ ساقه اليمنى على منضدة صغيرة أمامه، ممسكًا سيجارته ..بشبق غريب يلتهمها، تتقلص بين شفتيه، يعتصرها
تجلس أمامه علي سجادة عتيقة، تعد فنجانآ من القهوة على سبرتاية من النحاس فى حجرة الجلوس التي اشتراها والدها دون أخذ رأيها كباقي الجهاز الذي تم شحنه معها .
لا يسمع في الغرفة سوي رشفته للقهوة وزفيره لسيجارته ..عيناها شاردتان.. تخرج آهات متقطعة مع كل نفس طويل من سيجارته التى تراقبها وهي تصغر حتى تتلاشي بين أصابعه …. يلقيها على الأرض غير عابئ بالطفاية أمامه.
تتحرك .. تفتح دولابها … تتأمل الملابس الصغيرة المقاس التي تملأ دولابها، وعلب
المساحيق التي جفت، ورقتها التي اختفت عندما استعمرها بسلوكه السيكوباتي وأخذ يغرس فيها فأسه فلم تنبت ولم تثمر …… و مازال يوهم نفسه أن الأرض أرضه ..!!!
استمتعت بقراءة مصطفي فودة، بقدر استمتاعي لقصةمرفت يس……….بوركتماومزيدا من الألق والإبداع
إعجابإعجاب