أرشيف الأوسمة: حجرة الأشياء المنسية

..ويُحييّ الموتى ..قراءة في قصة “”حجرة الأشياء المنسية”للكاتب سيد الوكيل

بقلم /محمد عبدالقادر التوني

حجرة الأشياء المنسية. قصة: سيد الوكيل

ربما كان التقاعد عن العمل من القضايا المؤرقة التي تصيبنا باليأس والشعور بدنو الأجل والموت القادم  ، وقد تناولتها أقلام كثيرة في صور شتى : ( قصص ـ مقالات ، مسلسلات ، أفلام …  إلخ ) ، لكن  هنا في ” غرفة الأشياء المنسية  ” يتناولها / سيد الوكيل بشكل مختلف جداً ؛ وبرؤية أكثر اتساعاً ؛ فهو لم يركز على التقاعد في تأثيره على المتقاعد ، ولكن كان تركيزه حول رؤية المؤسسة لعاملها المتقاعد  ، حيث تتعامل معه كإنسان ميت ؛ وتطمس كل معالمه باستثناء الأشياء المنسية التي تضعها في غرفة محكمة بلا نوافذ ؛ وفي مكان قصي بما يشبه القبر أيضاً ،  مما جعل القاص يضرب هنا وهناك بحثاً في الأسباب ربما يجد تفسيراً لهذا الهُراء ؛ كيف لا يعرف مكتبه الذي قضى فيه نصف عمره ، وغرفة الأشياء المنسية ، والطرقة التي تشبه سفن الفضاء في الأفلام الأمريكية ، والغرفة الزجاجية المواجهة للمبنى والتي تنام فيها امرأة عارية فوق سرير مرتفع ، وفتاة الجامعة الغارقة في ماءها ، والشاب الذي احتضنها بع قتلها ، والجمع الغفير الذي يصفق لهذا المشهد … إلخ في دراسة طوبولوجية لفهم علاقة السلوك بالمكان ،

استمر في القراءة ..ويُحييّ الموتى ..قراءة في قصة “”حجرة الأشياء المنسية”للكاتب سيد الوكيل

حجرة الأشياء المنسية. قصة: سيد الوكيل

 تركت شيئا مهما في درج مكتبي.

هذا ما كان يلح على وأنا في طريقي إلى البيت. هاجس لم أتمكن من السيطرة عليه، ولم يكن ثمة طريقة للخلاص منه، سوى أن أعود وأتأكد.. ما الذي نسيت؟ لكنني متأكد أنه مهم.. مهم للغاية. الآن..ألوم نفسي: لماذا خرجت متعجلاً بمجرد أن وصلني خطاب المدير العام؟؟ لم يكن بضرني لو بقيت بضع ساعات أخرى ألملم فيها أشيائي. أعترف أني كنت متلهفا لأترك هذا المكان الذي كرهته دون أن أعرف لماذا !! ثلاثون عاما أذهب إليه كل يوم، أوقع في دفتر الحضور في التاسعة صباحا، وفي دفتر الانصراف في الثانية مساء، أفعل هذا يوميا كإنسان آلي، بلا شغف، أو غضب. فقط أنتظر تلك اللحظة التي يأتيني فيها خطاب المدير العام، يحيطني علما أن مدة خدمتي انتهت بإحالتي إلى التقاعد.

استمر في القراءة حجرة الأشياء المنسية. قصة: سيد الوكيل