أرشيف الأوسمة: قصص سيد الوكيل

سيد الوكيل وقصصه القصيرة: د. مصطفى الضبع  

ترقـيـنات نقدية

1-

د. مصطفى الضبع

في قصص سيد الوكيل، سوف يشغلك أبطال لا تخاف عدم معرفتهم ، فهم أنت ، وأنا ، والآخرون ، يحملك من البداية إلى عمق الأشياء والشخصيات ، دون أن  تشعر بالغربة .

مع قصصه أنت أمام الكثير من عناصر الفن التى يمكنك أن تتحاور معها أو أن تتوقف لديها ، والقادرة على أن تعكس سمات الموهبة لدى الكاتب .

وإذا كانت مجموعته الأولى ” أيام هند ” تكشف عن  موهبة الكاتب ، فإن المجموعة الثانية ” للروح غناها ” تكشف عن نضج الموهبة ، وظهور طاقات دلالية تتناسب ونضج الكاتب ، وتقدم بطاقة إبداعية تأخذ مكانها بقوة لتمنح صاحبها شهادة ميلاد لمبدع على وعى خاص بإبداعه .

تتعدد الجوانب الفنية الدالة فى المجموعة بحيث يمكن للمتوقف عند بعضها أن يكتشف  بسهولة جوانب فنية لها قيمتها فى سياق النص الذى يمنحك الفرصة أن تقيم معه حوارا مثمرا .    

استمر في القراءة سيد الوكيل وقصصه القصيرة: د. مصطفى الضبع  

حجرة الأشياء المنسية. قصة: سيد الوكيل

 تركت شيئا مهما في درج مكتبي.

هذا ما كان يلح على وأنا في طريقي إلى البيت. هاجس لم أتمكن من السيطرة عليه، ولم يكن ثمة طريقة للخلاص منه، سوى أن أعود وأتأكد.. ما الذي نسيت؟ لكنني متأكد أنه مهم.. مهم للغاية. الآن..ألوم نفسي: لماذا خرجت متعجلاً بمجرد أن وصلني خطاب المدير العام؟؟ لم يكن بضرني لو بقيت بضع ساعات أخرى ألملم فيها أشيائي. أعترف أني كنت متلهفا لأترك هذا المكان الذي كرهته دون أن أعرف لماذا !! ثلاثون عاما أذهب إليه كل يوم، أوقع في دفتر الحضور في التاسعة صباحا، وفي دفتر الانصراف في الثانية مساء، أفعل هذا يوميا كإنسان آلي، بلا شغف، أو غضب. فقط أنتظر تلك اللحظة التي يأتيني فيها خطاب المدير العام، يحيطني علما أن مدة خدمتي انتهت بإحالتي إلى التقاعد.

استمر في القراءة حجرة الأشياء المنسية. قصة: سيد الوكيل

قصة حب صوفي. قصة جديدة لسيد الوكيل

مهداة إلى مانيكان آلان روب جرييه

كان أبي ( باترونيست حريمي ) مهنة تأتي بعد مصمم الأزياء، لتصنع من خياله وجودًا جماليًا.. أليس هذا ما تفعله الكتابة بنا؟ تداهمنا بالأحلام والأخيلة، نكتبها فنخلق منها وجودا حيا؟

الآن..حتى بعد  كل هذه السنين، وأنا أجلس على مقعد متحرك أمام بحر صامت بلا موج، أدرك أن حكايات الجمال الأولى لم تهجرني بعد، كل شيء يحضر كأنه يحدث الآن، فأرى عيني أبي مفعمتين بفرح شفيف، عندما يرى الفستان ينطق على جسد صاحبته، ويبوح  بكل تفصايله.

بين كان والآن يقبع التاريخ، ويهرم، ليصبح صورا تتماهى في بعضها، تسكن أحلامنا، وتخايلنا بشغف البدايات، وروائح الأزمنة.

استمر في القراءة قصة حب صوفي. قصة جديدة لسيد الوكيل

” كل ماعليك هو أن تموت” وحكايات الموت والأحلام

مرفت يس

قراءة في قصة (كل ماعليك هو أن تموت) للكاتب : سيد الوكيل

كل ماعليك هو أن تموت قصة سيد الوكيل

إذا تطرقنا لبنية الوعي عند سيد الوكيل، نلاحظ أنها بنية سردية لا تفرق بين القصة والرواية،  قد تتلاحم القصص بروابط  فتتحول إلى رواية كما في شارع بسادة والحالة دايت، فكل فصل هو بنية سردية قصصية في الأساس، فالقصة  تمنحه مساحات رحبة من التجريب  وعدم الانشغال بطرق الكتابة التقليدية،  نجده حاضرا بشخصة وصفته في الكثير من القصص فقصصه يمكن تسميتها بقصص الشخصية.  وما يتعلق بها من أزمات وقلق وجودي  فتنمو بداخله  الكثير من الشخصيات وتلح عليه لتظهر في أكثر من عمل قصصي  كشخصيتي” هدى كمال “، وشخصية ” فواز مطاوع ” الذي تكرر ظهورهما في أكثر من قصة في مجموعتيه أيام هند وللروح غناها كوجهين لصورتين ذكورية وأنثوية، محملتان  بالكثير من الإشارات والدلالات و بالكثير من الأسئلة الوجودية،  ربما أفرد لهما مساحات  من التأويل في قراءة أخرى .

استمر في القراءة ” كل ماعليك هو أن تموت” وحكايات الموت والأحلام

قراءة في قصص ( لمح البصر) لسيد الوكيل. بقلم: محمود الحلواني

محمود الحلواني

“انتهيت إلى طرقتين متقابلتين، كانتا غارقتين فى الظلام،

وكان لا بد من الاختيار .. إلى أى ظلام أمضى ؟ “

حافة الموت

تمثل مجموعة سيد الوكيل ” لمح البصر “(1) ما هو أكثر من كونها عملا أدبيا، أراه مدهشا ومثيرا للمتعة والتأمل الجماليين، كما تتعدى قيمتها ـ عندي ـ مجال اشتغالها الأدبي، كنص سردي، جمالي، فردى، إلى صلاحيتها لأن يُنظر إليها بوصفها وثيقة، أحسبها أكثر صدقا وحساسية في التعبير عن عصر من الخوف والقلق، لم يكفه أن يثير فزع الناس في وضح النهار، فراح يفترش حدائقهم الخلفية ليلا، يعبث بأحلامهم، ويسممها، ويحيلها إلى كوابيس .

لعل ما يمنح نصوص ” لمح البصر” مانعتبره صدقية الوثيقة، هو أنها اختارت أن تسلك في التعبير عن حساسيتها لخطاب العنف المعاصر،   أن تتدفق   رأسا من منطقة اللاوعي، متيحة للأحلام الفرصة كاملة لأن تشغل مساحة السرد، كلها، وتنطلق بمخزونها من التجارب والخبرات النفسية الأعمق، والأكثر مباشرة وصراحة في التعبير عن ذلك الجانب المعتم من الذات، وإفشاء صور معاناته الوجود في العالم . ذلك الجانب الذي يقدمه الكاتب بوصفه أرض الحقيقة، وهو ما يمكن أن نقرأه في ذلك الحوار المتخيل الذي يصدر به الكاتب مجموعته :

استمر في القراءة قراءة في قصص ( لمح البصر) لسيد الوكيل. بقلم: محمود الحلواني

قصص.. سيد الوكيل

******************

احتفال. قصة: سيد الوكيل

مفتتح

ضيقت عينيها وقالت: أنت لم تحتفل بعيد ميلادك ولا مرة.

كان واضحًا أنها تتكلم باهتمام، وتريد إثارة انتباهي للأمر الذي بدا لها غريبًا؛ لكنني لم أتوقف عن ملء الخانات البيضاء في الكلمات المتقاطعة بالجريدة، فظلت تتكلم، قالت: ألا ترى أن الأمر يستحق الاهتمام، لكنك فاقده. هل تستطيع أن تقول لي، ما اليوم؟؟

***********************

قيظ القلوب الصغيرة. قصة: سيد الوكيل

لو أنه يمتلك النظرة الواقعية للأمور لما وقف طويلا أمام هاتين العينين ، أو لما خطا خطواته داخل المحل ، وارتاح قليلا لهواء المكيف البارد ، فحتى عندما عبر الميدان ، لم يكن فى نيته أن يتوقف أمام واحدة من الفاترينات ، لكنها ليست واحدة مثل عشرات مر بها طوال جولته غير المبررة فى طقس قائظ ، ربما لفت نظره الطفل الذى يجاهد لمشاهدة أكثر من بين سيقان المارة ، لم يكن فى الحقيقة طفلا ، كان صبيا قعيدا ، والمرأة التى تدفع عربته ، بدت مشغولة بمتابعة حركة الشارع ولم تلتفت لذراع الصغير المشدودة فى اتجاه الفاترينة..

قصة: البركة

*******************

قصة: مهام ثقيلة

صاحبة الضوء الغافي

أثقل من روحي علي

للروح غناها

حافة الموت .. .عرى بلوري. قصة : سيد الوكيل

مثل واحد آخر ..

علاقة

كل ما عليك أن تموت

ترزاكي

http://منســـي..

إيقاع شجي وحيد.. قصة: سيد الوكيل

قصتان من قصص (لمح البصر )

   مكان  ضيق

كأني رأيتُ هذا المشهد من قبل، لا اختلاف تقريباً. نفس الشارع المظلم، الأسفلت اللامع في ماء المطر..

هل أمطرت؟ متى أمطرت؟

 هناك مطر وسحب حمراء، إمتداد بلا نهاية لشارع مبتل، وشواهد قبورعلى الجانبين.. رأيتُ هذا المشهد من قبل. نفس العجوز مهشم الرأس، سيكون ملقى على بطنه في وسط الشارع، َثم دماء تذوب في ماء المطر، ورائحة موت قوية.

 من بعيد أرى كل شيء كأنه تحت قدمي: الرأس المهشم المعجون بمزق اللحم والعظم والدم والشعر الأبيض وماء المطر.

لاشيء يأتي من الذاكرة، لا ذاكرة الآن..

كل شيء حاضر كما رأيته من قبل.

 هل رأيته من قبل؟ أين رأيته من قبل؟

 إنه يحدث الآن.

هذان شريطان من أثر السيارة يلمعان في امتداد الشارع. أعرف أنهما يقودان إلى موقف سيارات، وبائعي فاكهة، ومقاه وبيوت مسكونة. أعرف أيضا أنها ستظهر الآن. ستظهر من جديد، ستخرج من بين المقابر.رأيت هذا من قبل، لذلك.. لاجدوى من التفكير في الهرب، ستقودنى قدماي إليها، ولا داعى لأن أشرح لها: إني لا أعرفه، إني لم اقتله..

 لن يسمعنى أحد، لامعنى لذلك فهى تعرف. ولكني سأطيع أمرها، وأحمل جثته على كتفي وأمضي خلفها، سيسرح الشعر والدم وماء المطر على جسدي، سينمو  شعر مبلول تحت ملابسي، شعر أبيض وملوث بالدماء، يصعد إلى وجهي ويغطي عيني فلا أرى. ولا أعرف كيف أنحني وأنا أدخل مقبرة ضيقة، وفوق ظهري جثة، أضعها بجانب رجال كثيرين مهشمي الرؤوس. لا أعرف كيف سأفعل ذلك؟ ولكني أعرف أني سأفعله وسأصل إلى لحظة النهاية. سأنتهي منه على عجل، ألقيه حتى ترتطم رأسه بجدار المقبرة، وسأسمع آهة تخرج من بين شفتيه وأنا أخرج بسرعة.

 ستكون قد خلعت ملابسها، ويجب أن أكتشف بنفسي فتنة ثدييها فألمسهما، ليس َثم دم ولا شعر ولاماء مطر وأنا بين ذراعيها أرتعش، ولا أبالي برجال مهشمي الرؤوس، يمشون على طريق الأسفلت، ويتبعون أثرالسيارة عليه.

  استمر في القراءة قصتان من قصص (لمح البصر )